هل علينا أن ننام لتنتهي المآسي؟ ..أم علينا أن نبكي لنعبر... و لو الى الموت...؟
لا أملك سوى التمني.. أتمنى أن تقودني هذه الحافلة الى الفردوس ..أتمنى أن لا تدفعني الحياة الى البحث عن المستقبل وسط الأسلاك الشائكة...لكن في ظل كل هذه المتمنيات وجدت الواقع عنيدا كأحلام النساء...فهن لا يرضين بنصف حلم ...
في المساء و بعد استيقاظي من نوم عميق ...توقف المطر و توقفت معه أنغام قطراته..و الجميع من في الحافلة يجمعهم صمت مخيف و كأنهم في قداس رهيب...لا يعرف تفاصيله حتى الرب ...بجانبي تجلس شابة عشرينية تطابق ملامح بطلة رواية "تحت الأنقاض " ...كنت أود أن أسألها عن الكثير من الأشياء ...لكن تذكرت عادة النساء في التجاهل.. لحماية جدران قلوبهن من السقوط و حفظ أسرارهن من الضياع ...
فاخترت الصمت كالروائي العجوز "خارسيا ماركيز " الذي اعتبر أخطاء النساء فاضلة جدا..
عدت لأحدث نفسي عن هدياني..هديان أسراري الخاصة التي أنجبتها مخيلتي..و لحسن حظي فهي لم تسجل في مدونات النظام ...
انتهى كل الهديان بعد وصولي الى المحطة... توقفت الحافلة و نزل الركاب أفواجا ...يطأون الأرض بأصابع أرجلهم ليحافظوا على توازن أجسامهم ...
خضت المسير مجددا نحو عالم جديد ...كمن يحلم أن يصل الى الجنة من الدرج الأول ..و هذه المرة تمكنت من أن أمشي في خط مستقيم كي لا أنتهي هنا ميتا من حسرة الضياع...
فهذا اليوم الذي أنا فيه الآن مجرد نهار أعيشه ..مجرد لحظة من حياة قصيرة أعيشها قبل أن تذهب سدى بلا عودة..
هذا اليوم الذي أنا فيه الآن ..مجرد تجربة تشبه محاولتي إقلاعي عن التدخين ثم فجأة أشعل عود ثقاب ..
في هذا اليوم بالذات لا تكرهوني أرجوكم.. فأنا سوى وثني أعبد نفسي فقط ...
شارك هذا الموضوع على: ↓