يعتبر اغتيال كل من قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس استمرارا لمسلسل
الجرائم التي ترتكبها الولايات المتحدة الأمريكية (أمريكا هي الطاعون والطاعون هو أمريكا) في إطار حربها القذرة من أجل تكريس هيمنتها السياسية والاقتصادية والعسكرية بكل مناطق العالم، فمصالحها الاستراتيجية تأتي قبل تحالفاتها وصفقاتها، سواء السرية أو العلنية. ولا تسمح بأي تهديد قد يقوض مخططاتها أو يعرقل مساعيها لتوسيع نفوذها وإحكام سيطرتها على ما يسمى ببؤر التوتر.
إن الجريمة المرتكبة ليست جديدة أو غريبة عن محور الامبريالية والصهيونية والرجعية، محور الشر، سواء نفذت بأيادي أمريكا أو الكيان الصهيوني أو بأيادي أخرى رجعية ملطخة بدماء الشعوب المضطهدة (سوريا وليبيا واليمن...)، ولا يمكن إلا إدانتها..
حتى الآن، لم نقل شيئا جديدا، ولا نعتبر الأمر جديدا/غريبا..
يهمنا هنا إبراز ثلاث نقط بشأن بلاغ الكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي:
- النقطة الأولى:
لا معنى لمقارنة هذه الحالة (اغتيال كل من سليماني والمهندس) وحالات الشهداء باتريس لمومبا والمهدي بنبركة وارنستو تشي غيفارا وعمر تورخيس وسالفدور اليندي. فالأسماء الأخيرة، خاصة لمومبا وبنبركة وغيفارا منحدرة من صلب حركات التحرر الوطني، بينما حالة الاغتيال الأخيرة بالعراق مرتبطة بنظامين رجعيين قائمين بإيران والعراق متورطين في شلالات دم باليمن وسوريا... وما يفضحهم أكثر هو تواطؤهم مع الكيان الصهيوني ومع أمريكا أيضا وبعض الأنظمة الرجعية ضد الشعب الفلسطيني وضد الشعب اللبناني... ولن تنطلي على الشعوب التي تعاني القهر والاضطهاد بفلسطين ولبنان...، حيل الدعاية الإعلامية والشعارات الرنانة والحروب المحسوبة الأثر والمدى...
والجريمة الأخيرة تدخل في خانة استعراض القوة و"تأديب" حلفاء الخفاء والتذكير بالحجم العسكري لمختلف القوى المعنية بالصراع في المنطقة (مثال أنظمة "الخليج" المنبطحة، وخاصة السعودية وقطر...). والضحايا يخدمون أنظمتهم الرجعية وينفذون أوامرها بعيدا عن مصالح شعوب إيران أو العراق أو سوريا أو اليمن...
- النقطة الثانية:
اعتبار سليماني والمهندس "قائدين كبيرين من قادة المقاومة العربية والإسلامية" فيه من "المبالغة" ما يثير السخرية. قد نقبل ذلك من جهة رجعية، ظلامية أو شوفينية، أي غير يسارية (أو لا تدعي الانتماء الى اليسار)، لأنها منسجمة مع ذاتها من خلال الإشادة بأسماء منفذة لأجندات عسكرية رجعية...
- النقطة الثالثة:
ما معنى تقديم التعازي لإيران والعراق قيادة وشعبا؟ إنه أولا اعتراف بشرعية النظامين الرجعيين القائمين بكل من إيران والعراق؛
وإنه ثانيا تزكية جرائم النظامين المذكورين بكل من العراق واليمن وحتى بمناطق أخرى...
- خلاصة بديهية في صيغة تساؤلات:
كيف لحزب يدعي الانتماء الى اليسار (حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي) أن يسير في هذا المنحى؟ أم هذا المنحى ترجمة لأداء زعيم الحزب لمناسك "الحج" (الولاء) في الآونة الأخيرة؟
وكيف لأحزاب أخرى معنية بصفة "اليسار" (الحزب الاشتراكي الموحد وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي) أن تقبل/تتقبل التحالف مع حزب بهذه "المواصفات" (المنزلقات)، نقصد مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي؟
وكيف يمكن من موقع "اليسار" أن يتم الارتياح أو التصفيق لحزب هذه حاله أو لزعيمه؟
أليس في الأمر الكثير من العبث و"الاستبلاد" والضحك على الدقون؟
أهكذا ستتحقق تطلعات الشعب المغربي التواق الى التحرر والانعتاق؟
أهكذا يحتفى بتضحيات الشعب المغربي ونضالاته؟
أهكذا يرد الاعتبار للشهداء والمعتقلين السياسيين والمشردين...؟
ليس غيركم رفاقي، داخل السجون وخارجها، معنيا برفع التحدي وصنع المستقبل...
شارك هذا الموضوع على: ↓