2020/01/10

أحمد بيان// الموضة: معتقلو الرأي!! فلتغرد "العصافير"..

لا حديث "يعلو" بالمغرب مؤخرا على حديث "إطلاق سراح معتقلي الرأي"
أو "2020، مغرب بدون معتقلي رأي". وكأن المغرب بدون معتقلين سياسيين!! وكأن السجون بالمغرب "خاوية على عروشها"!!
وفي العمق، لقد نجح النظام في توفير الأجواء الملائمة لكي تغرد "العصافير"..
إن نخبتنا الناعمة "تناضل" من أجل إطلاق سراح "معتقلي الرأي" (بالمفهوم المبتذل والتمييزي)، و"تتضامن" معهم. ولا تهمها إطلاقا أوضاع المعتقلين السياسيين وعائلاتهم... وكمثال " اللجنة الوطنية من أجل الحرية للصحفي عمر الراضي وكافة معتقلي الرأي والدفاع عن حرية التعبير". أين هنا المعتقلين السياسيين وعائلاتهم؟
إنها وصمة عار ستلاحق مدى التاريخ من "يبدع" من أجل خلط الأوراق والكيل بمكيال "المحسوبية" السياسية.
وبدء، من هم "معتقلي الرأي"؟
إن لهذه الموضة جذور. وقد ساهم بعض الانتهازيين المنتسبين الى منظمة العفو الدولية في سقي هذه الجذور وتغذيتها. لقد كانت المنظمة رغم ذلك تؤازر وتدعم كافة المعتقلين السياسيين، إلا أن بعض "عباقرة" حقوق الإنسان لا يستهويهم غير "معتقلي الرأي".
يعرفون "معتقل الرأي" بكونه اعتقل من أجل رأيه فقط، أي في حدود التعبير وبدون ممارسة. وهو ما يميزه عن المعتقل السياسي المعني ليس فقط بالتعبير عن رأيه بل بممارسته أيضا.
وهناك "اجتهادات" ومتاهات. هل ممارسة الرأي قد تمت بأشكال سلمية أم دون ذلك (عنف...)؟
إن الاعتقال السياسي قضية طبقية. ومن يعتبر الأمر كذلك، فلا مجال للحديث عن "معتقلي الرأي" فقط. كل المعتقلين معتقلون سياسيون... وأي معركة يجب أن تكون من أجل كافة المعتقلين السياسيين بدون تمييز...
والنضال من أجل إطلاق سراحهم والتضامن معهم ومع عائلاتهم واجب نضالي، من منطلق إدانة كل أشكال القمع وتكميم الأفواه بما يعنيه ذلك من تضييق على حرية الرأي والتعبير... إنه واجب نضالي في خضم الصراع الطبقي. وكل من يسعى الى طمس هوية المعتقلين السياسيين، فإنه يخدم بوعي أو بدونه (وبوعي في غالب الأحيان) مصالح النظام القائم.
فلا اعتقال خارج معادلة الصراع الطبقي، ولو من باب التأديب وتقديم المثال بغاية الترهيب والتخويف...
ولا يمكن أن نغفل أن النظام "يعتقل" بعض الأسماء لتأهيلها لمهام مستقبلية حاسمة. لقد استفاد من تجارب الماضي عبر مسرحية "هيئة الإنصاف والمصالحة"...
كم من "مناضل" (معتقل سياسي سابق، أو كما يعشقون معتقل رأي سابق) كان رمزا، وصار خادما طيعا للنظام. إن اللائحة طويلة ومؤهلة لأن تطول...
الاعتقال السياسي قضية طبقية، وغير ذلك ترف وتواطؤ وتضليل...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق