كان دائما شعار "إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين" في مقدمة الشعارات
المرفوعة بالمغرب، من طرف الأحزاب السياسية والنقابات (ليس كلها طبعا) والجمعيات الحقوقية. علما أن أغلب هذه الهيئات لا تناضل فعلا من أجل ذلك. ويبقى الشعار بالنسبة اليها أداة استهلاكية وآلية للضغط من أجل المصالح السياسية الضيقة.
المرفوعة بالمغرب، من طرف الأحزاب السياسية والنقابات (ليس كلها طبعا) والجمعيات الحقوقية. علما أن أغلب هذه الهيئات لا تناضل فعلا من أجل ذلك. ويبقى الشعار بالنسبة اليها أداة استهلاكية وآلية للضغط من أجل المصالح السياسية الضيقة.
ومن بين ما جعل هذا الشعار يفرض نفسه، نضالات المعتقلين السياسيين أنفسهم والتي لم تكن تعرف التوقف، وقد وصلت حد الاستشهاد (سعيدة المنبهي وبوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري وعبد الحق شبادة...)، والى جانبهم عائلاتهم والمناضلين من مختلف المواقع، بالداخل والخارج. وكان للحركة الطلابية من خلال الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الإسهام الكبير في التعريف بقضية الاعتقال السياسي كقضية طبقية وبالمعتقلين السياسيين واحتضان عائلاتهم. كما أن العمال بدورهم ومن خلال نقاباتهم، وخاصة الاتحاد المغربي للشغل والكنفدرالية الديمقراطية للشغل، لم يتخلفوا عن دعم معارك المعتقلين السياسيين. فما كانت تمر مناسبات فاتح ماي من كل سنة دون مشاركة رفاق المعتقلين السياسيين وعائلاتهم وحضور شعار "إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين" رغم القمع والمضايقات والاعتقالات...
ولا يمكن نسيان الأدوار الكبيرة التي قام بها المحامون وكذلك الأطر الطبية الى جانب المعتقلين السياسيين وعائلاتهم. ولا يمكن أيضا إغفال الدعم المؤثر، المادي والمعنوي، الذي قدمه العديد من المنظمات الدولية.
وأكرر، فتضحيات المعتقلين السياسيين هي الأرضية الصلبة التي بنيت عليها كافة أشكال الدعم والتضامن من داخل المغرب ومن خارجه. وهي الشعلة التي أيقظت الضمائر وحمست الأنفس وحفزت الطاقات، بل وأزعجت النظام وأحرجت مؤيديه، بل وأربكت خططه ومبادراته...
ولم تنتج هذه التضحيات أشكال التضامن والدعم فقط، بل أنتجت فعلا ثوريا متقدما بالكثير من مواقع الفعل النضالي، خاصة بالمعامل والحقول والجامعات والثانويات...
بدون شك، الأمس ليس هو اليوم، حيث الهيمنة الامبريالية المدمرة وتراجع المد الاشتراكي وتصدع حركات التحرر الوطني، وبالتالي انهيار عدة تجارب كان لها حينذاك الأثر المتميز في الصراع الدولي، ومن بينها تجارب ما عرف ب"اليسار الجديد".
وبدون شك، الأمس ليس هو اليوم، حيث تردي الممارسة السياسية والنقابية وارتفاع درجة الانبطاح بشكل مخيف وفظيع.
إلا أنه ورغم ذلك، هناك نقط الضوء التي تحفظ الأمل وتؤكد على أن إرادة الشعوب لا تقهر. فحركة الصراع الطبقي لا ولن تتوقف. وليس أدل على ذلك من معارك العمال والفلاحين الفقراء والطلبة والمعطلين ومختلف الفئات المتضررة (قطاعات التعليم والصحة...) من المخططات الطبقية المملاة من طرف المؤسسات الامبريالية والتي يسهر النظام والقوى الرجعية على تنزيلها بكل العناية اللازمة، ترغيبا وترهيبا.
وهناك أيضا كما الأمس، تضحيات المعتقلين السياسيين وعائلاتهم. وهناك مبادرات المناضلين من أجل الخروج من عنق الزجاجة وتسجيل الحضور النضالي المنظم والقوي بالساحة السياسية من أجل قلب موازين القوى لفائدة القوى الثورية من خندق الجماهير الشعبية الكادحة وفي طليعتها الطبقة العاملة.
وفي ظل هذه اللحظة التاريخية، حيث ارتفاع منسوب التضامن مع المعتقلين السياسيين والمطالبة بإطلاق سراحهم، وبغض النظر عن خلفيات ذلك، علما أن الحسابات السياسية وحتى السياسوية كانت حاضرة دائما؛
ولأن الأوضاع الصحية للمعتقلين السياسيين (وطبعا كافة المعتقلين) مهددة بشكل غير مسبوق، مع انتشار وباء كورونا فيروس (كوفيد-19)؛
واقتناعا بعدالة قضية المعتقلين السياسيين وانتصارا للتضحيات والمجهودات المبذولة من طرف جميع المناصرين لقضية الاعتقال السياسي باعتبارها قضية طبقية؛
تقترح مبادرة المعتقلين السياسيين بمختلف السجون وفي هذه اللحظة الفارقة لخوض أشكال نضالية حسب شروطهم الذاتية، وذلك بهدف إسماع صوتهم واحتجاجهم وفضح استمرار اعتقالهم رغم كل ما يهدد حياتهم في كل آن وحين، ورغم شعار الحق في الحياة الذي لا تخلو منه الخطابات والمقالات...
وهنا، فلنتحمل جميعا مسؤولية الانخراط في هذه المعركة الحاسمة. وسيكون التاريخ شاهدا على الجميع بدون استثناء. وانتصار هذه المعركة سيكون انتصارا للمعتقلين السياسيين وقضية الاعتقال السياسي أولا، ولكل المناضلين المبدئيين وعموم أبناء شعبنا ثانيا...
فلندق جميعا جدران الخزان. لنفرض جميعا، من داخل السجون ومن خارجها، إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين...
كل الدعم والتضامن مع كافة المعتقلين السياسيين وعائلاتهم.
كلنا من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين
شارك هذا الموضوع على: ↓