07‏/03‏/2020

يوسف وهبي// المعارك العمالية بين نقيضين..

نشر مكتب الفرع الاقليمي للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي لاشتوكة أيت باها التابع للاتحاد المغربي للشغل بيانا توضيحيا يشرح فيه ملابسات الصراع القائم
بين شركة "روزا فلور" لمالكها حسن الدرهم، وبين أزيد من 1150 عامل وعاملة زراعية بتمثيليتهم النقابية. المثير في هذا البيان التوضيحي هو التملص من المسؤولية النضالية للمخرجات الهزيلة للحوارات العديدة بمقر عمالة الاقليم بيوكرى، رغم أن المحاضر موقعة بين كل الأطراف المعنية بقضية عمال شركة "روزا فلور"، سواء النقابية( ا م ش، ا و ش و الكدش) أو ممثلي شركة "روزا فلور" بحضور السلطات المحلية الاقليمية. والسؤال المطروح، هو ما موقع البيانات في ظل استمرارية معاناة العمال أو لنقل، ما موقع البيان من استمرار التلاعب بالعمال وبمعركتهم؟ وهل البيان سيسقط المسؤولية في ما آلت أليه المعركة لما يزيد عن 1150 عامل وعاملة؟.. إن البديل الحقيقي ليس من خلال تدبيج البيانات أو الكراسات، بل البديل يصنع وسط المعنيين وفي خضم المعمعان النضالي لدفع العمال لرفض كل المتواطئين والمنبطحين والسماسرة، وفرض مواقفهم المنسجمة ومصالحهم الحقيقية، ضدا على مصاصي الدماء، وعلى البيروقراطيات النقابية، وتوعيتهم بقوتهم الحقيقية في شخص وحدتهم وقدرتهم على تركيع الباطرونا بضرب فائض القيمة على نطاق واسع كتضامن حقيقي بإمكان الطبقة العاملة تجسيده على أرض الواقع.
هناك مناضلين كثر بالفرع الاقليمي للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، وهم أصدقاء، تظهر نواياهم أنهم صادقون و يسعون الى تقعيد الفعل النقابي المكافح، ويقدمون أنفسهم معارضين للقيادات النقابية، ويقدمون صورة أن النقابة ليست قيادتها.. نعم قد نتفق أن النقابة ليست القيادة، لكن ماذا يعني ذلك والفعل النقابي لا يتجاوز القيادة ولا ينتج ممارسة نضالية تقطع مع أسلوب الثقافة المسماة نضالا كرسته القيادات النقابية لعقود من الزمن؟ ولما لم تكن معركة ما يزيد عن 1150 عامل وعاملة، ابانوا عن استعدادهم للتضحية والصمود، حقلا حقيقيا لصراع، وتجاوز وتحدي البيروقراطية على الميدان؟.. إن الانتهازية والبيروقراطية النقابية متربصتين بكل فعل نقابي نضالي ومكافح، ولنا في معاناة العمال الزراعيين بالاقليم، وعملية التأطير للمعارك النقابية عبرة، لكن المفروض في الاتجاه المناهض هو قيادة المعارك النقابية والعمل الجاد حتى إنجاحها، لكي يكون لما يدبج على الاوراق معنى. فلا يمكن أن يكون القول صادقا دون ان يعكس نفسه على الارض..
أما بخصوص الاطارات النقابية الأخرى وقياداتها المحلية أعني، نقابة الكدش ونقابة الاتحاد الوطني للشغل، فلا جديد يذكر، بل إنه استمرار لكل التواطؤات والخيانات للطبقة العاملة..
إن الطبقة العاملة وبحجم المعركة التي تخوضها بموقع روزا فلور تظهر كم المعاناة والضعف من جهة، كما تبين حجم التواطؤات والخيانات بحقها، فبمقابل التضحيات الجبارة للعمال والعاملات الزراعيات، هناك من يقوم بتثمينها لبيعها في سوق النخاسة..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق