01‏/04‏/2020

نعيمة البحاري // "الفيروس المستجد" و"الإجماع المستجد" ..هل انتفى الصراع الطبقي مع "الحجر الصحي"؟

لا حياة للمناضل خارج الجماهير لأن المناضل ليس ذاك المناضل الذي يدافع
عن الطبقة العاملة أو الجماهير الشعبية بل هو المناضل الذي يقود الجماهير في معاركها الطبقية ولا يتخلف عن الصراع الطبقي..
إن الصراع الطبقي قائم ومستمر ويحتد اليوم وغدا، مع الحجر الصحي/الاعتقال الجماعي/التجويع الجماعي وبدونه.. والمناضل، اليوم كما الأمس، هو من ينخرط في معارك شعبنا لتوجيه الصراع بهدف حصول الجماهير على حقوقها..
إن المناضل هو من لا ينس أن مهمة بناء الأداة الثورية لا يجب التخلف عنها ولو تحت النيران، والطلقات الجرثومية، فهي مهمة يومية لا تقبل الفراغات..
ليس المناضل من يدعي الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة، بل هو من يناضل في صفوفها لتوجيهها في معاركها بهدف الحصول على حقوقها والمحافظة عليها وتنظيمها في حزب ثوري لانجاز مهامها التاريخية. والطبقة العاملة تعيش صراعا لا يعرف الهدنة ومن لا يعرف هذه الحقيقة لا يعرف من كيف يغتني الرأسمالي ويفقر العامل.. وأي مناضل لا يضع شعار استيلاء الطبقة العاملة على السلطة السياسية كبوصلة في تأطير ممارسته، وعمله السياسي، وانخراطه النضالي، وتكون كل نضالته وكل سياساته من اجل تحقيق ذلك، ليس مناضلا بأي شكل من الأشكال ومهما أطلق على نفسه من أسماء ومهما كانت ادعاءاته..
إن المناضل هو من يتمسك بالجماهير الشعبية وفي مقدمتها الطبقة العاملة ويعتبرها قوته وجيشه..
وشعبنا اليوم يتعرض لحرب من نوع جديد.. حرب حولوا من خلالها كل فرد من أبناء شعبنا عدوا للأخر.. وكل واحد منا يعتقد أن رفيقه وصديقه وأي فرد من أبناء شعبنا هو عدو بدعوى أنه مفترض أن يكون حاملا للفيروس.. إنها أخطر حرب نفسية، واجتماعية، واقتصادية، يقف على رأسها الرأسمال العالمي حيث نكون نحن أبناء الشعب الضحايا، وفي نفس الوقت، تغنيهم من كل المعدات الحربية الثقيلة، ومن نفقاتها، ومن إعداد الجيوش، ومن الضحايا في صفوفهم.. إنها أخطر تجربة حربية تستفيد منها الرأسمالية العالمية على الإطلاق، اقتصاديا، وسياسيا، واجتماعيا. وكما قال شيفا أيادوراي، الباحث في علوم المناعة في معهد "ماساتشوستس الأمريكية" (والذي يصنف رقم 1 أو 2 بين جامعات العالم): "التخويف من كورونا سيدخل التاريخ كواحد من أكبر عملية الاحتيال للتلاعب بالاقتصاديات".
إن الإجراءات المشددة المعلنة من طرف مؤسسات الرأسمالية (وأعني المؤسسات المصنفة في العناية بالصحة العالمية) بهدف الوقاية فهي أيضا لها أبعادها السياسية والطبقية. لأقول أن الحجر الصحي طبقي: لأن لن يستطيعه سوى من يملك دخلا مستقرا نسبيا ولكن بالنسبة للطبقة العاملة، والمياومين، والحرفيين، والذين يتكدسون في أشباه الجحور، والذين في الغالب يعيشون على بيع قوة عملهم لكي يعيلوا اليومي لأسرهم.. فمن باب المستحيلات الانصياع له. فهو تجويع باعتماد طريقة الاعتقال الجماعي. وسيتعمق الأمر كلما طال الحجر. وسيفرز شروطا لفعل سيضع بعيدا، عن الصراع الطبقي الحقيقي، كل التائهين والفادحين الذي صعدوا لمركب "الإجماع" وانخرطوا في توجيه سبابهم لمن يعتبرونهم جهلة ولو أن ظروفهم هي من جعلتهم محطة سباب "العقلاء".. إنه سيكشف الأقنعة، ويعري الإجماع المنسوج تحت دعاوي "الوعي والتربية" المفترى عنهما.
إذا هنا المعركة. وهكذا يكون لسان وقائد الطبقة العاملة والقائد الحقيقي والفعلي لنضال شعبنا في كل شروط الصراع. وأن الصراع دائم لا يعرف الاستثناء، والجمود، مهما كانت الأوضاع والظروف..
إن شعبنا سيهلك القيود ذات يوم.. ومناضل الشعب سيقاوم ولو لم يتبقى له سوى شرفه.. وضميره.. والحقيقة الساطعة.. هذه هي قوة المناضل..وهذه هي أدواته.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق