..........
بداية أعتذر من الأصدقاء في قول كلمة جد مختصرة:
في زمن قريب كانت الحجارة وسيلة للمقاومة، وفي زمن كورونا صار رمي الأحجار متعة الأيادي الخاملة..
.............
منذ "هجمات" 11 سبتمبر 2001 والعالم يعيش على إيقاع حرب عالمية، جديدة، من نوع آخر. حروب بطابع مختلف عن الحروب المعروفة في تاريخ البشرية. إنها حروب ضحاياها صرنا نحصيهم بالآلاف وبالملايين. والطابع المشترك لهذه الحروب هو كون العدو فيها وهمي، انطلاقا من الحرب على "الإرهاب"، واليوم بالحرب ضد "كورونا". وأقول الحرب ضد "كورونا" لأن كل الخطاب السياسي والإعلامي يستعمل، بالدرجة الأولى، المفردات الحربية في الحديث عن كورونا، والتكتيك والخطط المطروحة لمواجهة ما يقال عنه فيروس "كورونا" هي تكتيك وخطط تسهر على مسؤولية تنفيذها القوى العسكرية من جيش وبوليس ومختلف القوى القمعية. لكن طبيعة العدو في كلا الحالتين هو عدو وهمي لا جبهة له ولا جيش له ولا تعريف له. ففي الحرب على الإرهاب كان العدو هو كل من ليس مع الدول التي أعلنت الحرب من جانب واحد في شخص الولايات المتحدة الأمريكية والدول الموالية لها، بمعنى هي حرب اعتمدت شعار "إما معنا أو إنك إرهابي.أو موالي للإرهاب". ونفس الحال اليوم في الحرب المعلنة ضد فيروس "كورونا" فهي حرب تخاض ضد كل فرد من أفراد الشعوب بحيث كل واحد منا يفترض أنه عدو بدعوى أنه مفترض أن يكون حاملا للفيروس. والإعلام انخرط بقوة لم يعرف التاريخ مثيلا لها لنشر الرعب والهوس لذا الجميع وجعلنا نقبل بتفكيك كل اتحاد وقبول اتحاد جل الجيوش ضدنا كأفراد. ولهذا اعتمدت الأنظمة تكتيك الاعتقال الجماعي أو ما يسمى "الحجر الصحي".وهذه تعتبر أخطر حرب عرفها التاريخ على الإطلاق. كما أن الحروب الجديدة أكثر فظاعة من سابقاتها من الحروب. ففي كل مرة نعيش على إيقاع سلاح جديد أكثر فتكا ودمارا. فمن القنابل العنقودية والفسفورية والطائرات بدون طيار والأسلحة الذكية والكيماوية الى السلاح الجرثومي.. وكل هذه الأنواع من الأسلحة تفتك بالإنسان الحالي وتخلف أثارا للأجيال القادمة. إننا نعيش مرحلة يستطيع فيها مالك التكنولوجية الذكية، أو الذكاء الاصطناعي، التحكم في البشر وتوجيه إدراكهم وتصوراتهم.
وهذا الفهم سيبدو من التقديم أنه مخالف لما هو شائع، وكأني أتجاهل أرقام الضحايا المعلنة، والتقارير اليومية الصادرة بشكل رسمي من المراكز الصحية، والمنقولة بشكل واسع على القنوات العالمية، والجرائد الالكترونية، والورقية، والشبكات الاجتماعية، وغيرها من الوسائل الإعلامية المتطورة. وفي هذا الشق أقول: أن التكتيك المعتمد منذ 11 سبتمبر 2001 من طرف الامبريالية العالمية لإشعال الحروب يعتمد بالدرجة الأولى الإعلام، بحيث يتم التركيز على فكرة أو مجموعة من الأفكار مع خلق وضع، أو اعتماد وضعية ما، وتضخيمها وفق خطة مدروسة تعتمد كل الطرق والوسائل، من المشروعة والمعقولة الى الوهمية والمفتعلة لتمريرها، لحد إخضاع المتلقي وجعله يتقبل كل الفكرة كأمر واقع. وبالمناسبة ليسمح لي القارئ للعودة بأذهاننا لما قيل عنه حرب على "الإرهاب"، لا لذكر أعداد الضحايا لأن البرجين وحرب أفغانستان والعراق تثني عن ذلك، لكن لمراجعة كيف حول الإعلام الامبريالي، بالانفجارات المتحكم فيها حيث يتم تفجير الناس هنا وهناك باعتماد عناصر تحت تصرف وتأطير هياكل كشف التاريخ أنها كانت تشتغل تحت إمرة الغرف السوداء للمخابرات الدولية، من وهم الإرهاب الى إرهاب الحقيقة، واستطاع أن يدخل الرعب والخوف لنفوس الناس. ولكن اليوم لماذا لا نتساءل أين اختفت القاعدة؟ ! أو أين اختفت أسلحة الدمار الشامل؟ ولما لم تنسحب الامبريالية من البلدان التي احتلتها تحت ذريعة الإرهاب أو أسلحة الدمار الشامل بالرغم أن القاعدة لم يعد لها وجود، ولا أسلحة دمار شامل تم العثور عليها؟ والسؤال عن القاعدة أو عن أسلحة الدمار الشامل هو سؤال عن الأسطورة الإعلامية وكيف انتهت في غفلة عنا دون الحاجة لتفكيكها، أو محاسبتها، وثانية هو للقول أن الامبريالية لا تفصح عن أهدافها المرسومة تحت الذرائع المروج لها إعلاميا.. لهذا يمكن القول: أن الحقيقة الساطعة ليس الإرهاب بل الحقيقة هي أهداف امبريالية، اقتصادية، وسياسية، تعتمد وسائل الإعلام التي أضحت سلاحا ناجعا يعتمد من طرف المراكز الرأسمالية العالمية لإبادة وعي الشعوب وقتل روح النقد والتحليل عندها وإضعاف الميول الثوري في أوساطها. وهو سلاح يوازي الأسلحة المادية الأخرى في حروب الامبريالية العالمية في القرن الحالي. ومن لا يستوعب دور الإعلام في الصراع لن يستوعب تكتيكات وخطط الرأسمالية في معركة تأبيد سيطرتها على مقدرات الشعوب. والامبريالية مستعدة، كما قال ماركس فيما معناه، للمغامرة في أي مكان، إذا رأت في ذلك أرباحا مرتفعة ولو كلفها ذلك ارتكاب الفظائع والجرائم الإنسانية.
وسؤال آخر لا يقل أهمية عن سابقيه: 2017-2018 أصيب 45 مليون شخص بالانفلوانزا في أمريكا وفقا ل"مركز السيطرة على الأمراض والوقاية" CDC -Centres for Disearse Control and prevention- وتوفي على إثره 61 ألف مواطن أمريكي، لكن لما لم تحدث وسائل الإعلام الهستيريا آنذاك ؟ ولما لم يكن هذا الرقم المهول محط لتصريحات ومتابعات القيادات السياسية والمنظمات العالمية المهتمة بالصحة وتشمله تغطيات من مستوى عال تحسس الرأي العام الأمريكي بخطورة الوضع؟ !.. فكما هو معلوم أن الأنفلونزا هو مرض، نقول نحن المغاربة "مرض الشمايت إلطحتي ليه يغلب عليك" فهو مرض في الغالب سواء عالجته أو لم تعالجه يتعافى منه المصاب في أسبوع، لكن الحالة تكون مقلقة بالنسبة لذوي ضعف المناعة مثل الشيوخ والعجائز وذوي الأمراض المزمنة. إذا لماذا توفي 61 ألف مواطن أمريكي بسبب فيروس الأنفلونزا في صمت الأبواق الإعلامية؟ هذه الحقيقة المروعة وهي نتيجة ملموسة لضعف التغطية الصحية المطلوبة لحماية الأشخاص ذوي ضعف المناعة، دون أن نقلل من أهمية عدة خلاصات للعديد من المتتبعين وذات عمق، لكن ما يهم هنا هو ضرورة النظر للإعلام وكذا للمصادر الرسمية بعين نقدية تنطلق من الشك في كل ما يخبرون به، وأقول أن الحدث فضيحة يعري حقيقة الرأسمالية العالمية التي لا ترى في الفرد سوى ما يقدمه لها من فائض القيمة.
وبالعودة الى التشويش الذي يلف ما يجري الآن تحت ما أسميه ب"وهم كورونا"، أي الهلع والرعب الرسمي والإعلامي تحت غطاء كورونا. أبدأ أولا بما يؤكده المختصون في علم الفيروسات، وهو ما لا يلق الحيز الكافي والمطلوب على وسائل الإعلام، حيث يقولون أن عديد الفيروسات من سلالة كورونا تبدو مختلفة عن الأنفلونزا، لكن النظر إليها من زاوية الخطورة على صحة الإنسان ففيروس كورونا يهدد شريحة معينة داخل المجتمع، وهي نفسها الشريحة المهددة بالأنفلونزا، ويموت به (فيروس الأنفلونزاGrippe ) عدد كبير كما هو مثال الولايات المتحدة الأمريكية ولكن المؤكد أن الموت يكون بسبب مرض عضال ومزمن ويأتي الأنفلونزا ليفعل فعل رياح الخريف في أوراق الأشجار.
إني لست من دوي الاختصاص في الميدان لكن جل الخبراء حاملي البطائق الرسمية يؤكدون أن 80 % من المصابين بفيروس كورونا لا يشكل الفيروس تهديدا لهم، بل الذين يواجهون وضعا خطيرا محتملا هم من يعانون من ضعف الجهاز المناعي، وهم في الغالب الشيوخ والعجائز وذوي الأمراض المزمنة. وما أقوله هنا يصرح به رئيس الحكومة المغربية، في كل فرصة، أمام القنوات الإعلامية. لكن السؤال هنا لماذا تم الخضوع لتوجيهات "منظمة الصحة العالمية" بكل حذافيرها وإخضاع الشعوب للسجون الجماعية وتوقيف عملية الإنتاج والتي سيكتوي منها أصحاب الرساميل الصغيرة والمتوسطة والفئات المسحوقة وكل الكادحين، والدعاية في نفس الآن لعدم الاختلاط في حين أن الحجر الصحي بالنسبة للفقراء هو عامل للاختلاط في الإحياء الشعبية حيث تقطن أسرة في غرفة واحدة، أما الحفاظ على السجناء فهو فضيحة على المكشوف تعري ما يقال عنه "عدم الاختلاط".
إذا مادام أنهم يعرفون ويصرحون كخبراء وسياسيين أن هذا الفيروس (إن كان فعلا فيروس وليس شيء أخر وعمره كما يقول السياسيون وليس العلماء سينتهي مع شهر يونيو) لا يشكل تهديدا سوى لشريحة بعينها فلما لم يتجندوا لحماية هذه الشريحة بالتركيز على الأشخاص ضعيفي المناعة وعلى المسنين والعجائز، والقيام بما هو ضروري لحمايتهم وأجهزتهم المناعية من العواقب، دون تجميد الحياة الاقتصادية والاجتماعية وتعريضها للخراب. وهذه الطريقة لن تكون تكلفتها على الاقتصاد ولا على المجتمع باهضة مثلما هو جار الآن بعد الخضوع لتوجيهات "منظمة الصحة العالمية". فهل كل ما يجري هو فعلا لحماية الناس؟ هل هو فعلا لحماية المسنين والعجائز والأشخاص ضعيفي المناعة؟ فلننظر لما يتبقى للمسنين المستفيدين من الضمان الاجتماعي، لنتمعن في حقيقة معاشاتهم، ولننظر للشروط المجحفة والمعيقات والحواجز الموضوعة للاستفادة من الضمان الصحي، فهل بالفعل تدل أن النظام ومعه الأنظمة الرأسمالية ككل معنية فعلا بالمسنين؟ ! وكيف لنا التصديق بحمية التخوف على الشريحة المهددة ونحن نتابع الأخبار وهي تتحدث يكل وضوح عن الطواقم الصحيّة في العديد من بلدان العالم وهي تواجه خيارات صعبة، تضطر لمنح الأولوية لمرضى على حساب آخرين، لعدم وجود أجهزة تنفّس كافية؟! أو كيف لنا ذلك ونحن نسمع ركاما من التصريحات في الولايات المتحدة، وجل الأنظمة الرأسمالية بأوروبا والصين وشمال إفريقيا تعلن انزعاجها من ثقل صناديق التقاعد بل جلها أدرجت مشاريع وقوانين زجرية تستهدف للرفع من سن التقاعد وتتراجع في بنود عدة عن حقوق الضمان الصحي؟. إذا لنحاول التأمل في ما ستحققه الرأسمالية في حالة تخلصها من المسنين وذوي الأمراض المزمنة إذا علمنا أن أرقام الإحصائيات تقول أن عدد المسنين الذي تجاوزوا 60 سنة في إيطاليا 27% وإسبانيا 22% وفرنسا 20% إضافة لذوي الأمراض المزمنة فهل هذا الرقم لا يقدم لنا صورة لما يعلن يوميا من إحصائيات لعدد الوفيات في هذه البلدان بسبب كورونا؟! وإذا قمنا بحساب الأرقام اعتمادا على نسبة الوفيات ألن نفهم ما قاله ترامب بأن "الاقتصاد سيقفز كالصاروخ بعد نهاية الأزمة" أي بعد التخلص من ثقل صنادق التقاعد؟!.. والسؤال العلمي المطلوب تفكيكه هو لماذا يهاجم هذا الفيروس المسنين؟ بخصوص هذا التساؤل أستعين بمعلومة حصلت عليها من خلال بحثي على النيت (ولو اني لست من ذوي الإختصاص للحسم فيها) وتقول أن جسم الإنسان عند 60 سنة يشرع بإفراز الخلايا ثنائية الشفرة وأن العلماء اكتشفوا أن COVID-19 يهاجم هذه الخلايا وهو ما يطرح أسئلة عميقة حول انتشاره خصيصا أن الصين اتخذت قرار إجلاء الرعايا الأجانب من ووهان في شهر فبراير في ذروة انتشار الفيروس. أليس في الأمر تواطؤ لنقل الفيروس لجل بلدان العالم؟! وسؤال آخر هو لماذا ووهان كانت البؤرة الأولى لانتشار الفيروس؟ وبهذا الخصوص سأقدم بعض المعلومات حول ووهان والموجودة على النت: تعد ووهان مركزا لأكبر المختبرات العلمية التي نشأت سنة 2000 لدراسة أنواع الفيروسات المتجددة والتي تستثمر فيها الصين وأمريكا وأوروبا وخلفية استقطابها اهتمامات جل هذه الجهات هو العثور فيها على أقدم هيكل في العالم لحيوان الماموث، والكشف لأحفوريات بشرية تعود ل 360 ألف سنة ولهذا انطلقت البحوث فيها لكشف شيفرات هذه الحفريات وهو ما قاد للتوصل لتفعيل فيروس متجمد داخل خلية حيوانية كانت ضمن الحفريات التي عثر عليها، وهو الحدث الذي رفع درجة التأهب للتقدم لتفعيل العديد من الفيروسات لكن ما هي مستجدات البحوث هو ما يخضع للسرية الصارمة ويستحيل أن يكون للنت متسع فيها، كما لا أستبعد أن الحديث عن اغتيال "جانغ كيجيان"، أستاذ علم الأمراض الفيروسية في جامعة ووهان والذي رفع تقرير حول ظهور فيروس كورونا COVID-19 لأول مرة، له علاقة بقواعد اللعبة.
ولنعود ل"منظمة الصحة العالمية"، والتي وقفت على عرش الصحة العالمية لتقديم التوجيهات، لنتساءل: هل "منظمة الصحة العالمية" حقا وفعلا تعتني بصحة الناس ؟ وهل رئيسها تيدروس أدهانوم الذي لازالت تطارده فضيحة التسترعلى وباء الكوليرا في بلده إثيوبيا لثلاث مرات قد يكون صادقا في ما يقول؟ وهل ننسى أن هذه المنظمة "منظمة الصحة العالمية" التي أسسها آل روتشيلد وآل روكفلر، وآل روكفلر هي العائلات التي لها نفوذ قوي على الرأسمال العالمي (مؤسسة روكفلر معروفة على هذا المستوى)، كان الهدف منها السيطرة على السياسة الصحية، وتوجيهها عالميا، لخدمة مصالحهم على مستوى الرأسمال العالمي؟.وأكثر من ذلك لماذا نوهت بالصين في طريقتها ل"محاصرة الفيروس" وهو ما تقاسمته معها القيادات السياسية للرأسمالية عبر العالم، أليس الأمر بهدف تجميد النقد "اليساري" ودفعه للإجماع حول طريقة إدارة الطوارئ/الحرب/الهجوم وفي نفس الوقت تسويق لمشروع التتبع والمراقبة الإلكترونية للناس عن بعد من خلال نقطة مركزية بواسطة التكنولوجية الذكية، والتي يقال عنها أبهرت العالم، والذي يحمل للأذهان مشروع بيل جيتس الذي تمتد فروعه لكل بقع العالم بما في ذلك التي تحولت في زمن كورونا الى شيوعية لذا اليسار التائه (جيتس هو الرجل الممول لبرنامج التتبع والمراقبة الإلكترونية للناس عن بعد من خلال نقطة مركزية بواسطة التكنولوجية الذكية وقد ظهر في دافوس بسويسرا لمناقشة الاحتمال الحقيقي لوباء مميت ، والخطوات التي يمكننا اتخاذها لاكتشاف حدوث وباء، وهو المستفيد أيضا من إعلان منظمة الصحة العالمية أن الفيروس ينقل بتداول النقود المادية الملموسة ودخول المراكز التجارية الكبيرة في تطبيق هذه التوصية ).
وأضيف تساؤلات بسيطة: لماذا تم إخلاء المدارس وفرض التدريس عن بعد، مع إعلان تجميد التوظيف وتمديد العطلة الدراسية، وإلزام إلأطر التربوية بخلق الأقسام الافتراضية ألا يدفعون بالعجلة نحو تحقيق أهداف بيل جيتس؟ وكيف تم توفير مستلزمات النظافة بهذه الكمية الهائلة وتحديدا المنتوجات الموجهة للتعقيم ضد فيروس كورونا والحديثة الإنتاج الا تعد شبهة/فضيحة بحد ذاتها؟ ولماذا انتعشت تجارة الأجهزة الذكية في فترة لا يتم الحديث فيه سوى عن أرقام المصابين والموتى؟.. هل سنتجاهل أرباح "أمازون " و"علي بابا" وإمبراطوريات رأسمالية عالمية أخرى في الظرف الذي تنهار فيه الرساميل الصغيرة والمتوسطة وينتشر فيه الجوع في الأوساط الاجتماعية الهشة؟..
إذا هل فعلا هذه الحرب المعلنة وهذا التدمير الخطير لمقدرات الناس هي من أجل شريحة حَرموها مسبقا من الحقوق الصحية، واليوم يريدوننا أن نصدقهم بأنهم يفعلون كل شيء من أجلها؟ وهل هذا الفيروس مصمم فقط ضد المياومين وضد الأنشطة التجارية غير المهيكلة وضد الأعمال التجارية الصغيرة والمعاشية وضد الشركات والمقاولات المتوسطة على المستوى العالمي مقابل خدمة الشركات العملاقة والعائلات ذات نفوذ على المستوى الرأسمال العالمي؟ هل يمكن ان نقول أن الحدث المعروف ب Event 201 الذي شارك فيه المنتدى الاقتصادي العالمي ومؤسسة بيل جيتس وميليندا غيتس والذي انعقد بأسابيع قليلة قبل انتشار كورونا وتزامن مع المناورات العسكرية الدولية بووهان الصينية كان مجرد صدفة؟(ولما لا نتساءل حول الهدف من هذه المناورات العسكرية الدولية) وهل كل المحاكاة والسيناريوهات التي كانت ارضية ل Event 201 والتي لا تختلف عن ما يجري الآن (والمعلومات عن الحدث موجودة على النت) هي أيضا مجرد محاكاة عشوائية وبريئة؟ هل سنصمت عن هذه الحقائق لنتجنب الاتهام بنظرية المؤامرة؟ أليس نظرية المؤامرة مجرد إيديولوجية إمبريالية للتهجم على كل جهد يهدف لتعريتها؟ هل الإمبريالية لا تضع مخططاتها المستقبلية للحفاظ وتطوير مصالحها؟.
عندما نتعمق في النظر لتاريخ النظام الرأسمالي بشكل عام لا يراودنا أدنى شكل بأن هذه الأنظمة لا تهتم يالشعوب ولا تنظر لها سوى من زاوية الاستغلال وتجهيلها لنهب ثرواتها والآن يريدوننا أن نؤمن أن الهستيريا والرعب المنتشر، أو لنقل بدقة أكثر، هذه الحرب المعلنة، هي من اجل الإنسان الذي جردوه وحرموه من التطبيب ومن أبسط الحقوق الصحية.. إن تاريخ الامبريالية وحلفائها حافل بتدبير الهجمات المفتعلة ضد الإنسان وبتدمير المجتمعات والحياة على الأرض وهذه الحقيقة لا تحتاج للتذكير بهيروشيما ولا أفغانستان ولا العراق ولا فلسطين ولا يوغسلافيا ولا أسلحة الدمار الشامل ولا الجرثومية ولا البيولوجية ولا الاغتيالات ولا.. ولا.. ولا..
إنني أميل للرأي القائل أن حماية الناس مجرد تغطية ومطية لفرض مخطط مدروس وغير معلن..
في الأخير سأختم بسؤال لرفيقة بعد نقاش مستفيض معها: كيف سنتخلص من هذا الكابوس الذي وضعتنا فيه الامبريالية؟ وهل سندفن دون أن يلق الرفاق والأصدقاء والأحباء نظرة وداع علينا؟ هل سنجاري التيار في انتظار العفو الجماعي؟ متى سنثبت أننا مناضلون حقا وبأننا أصحاب التحليل الملموس للواقع الملموس فعلا؟ فلنسبح ضد التيار عن وعي فالشعوب لن تستكين فيجب أن نكون وسط المعمعان..
شارك هذا الموضوع على: ↓