كلُ ذكرى مرآةٌ نطل من خلالها على أنفسنا. وكلُ مرة، نرى التجاعيد والشحوب.
نشيخ من ذكرى الى أخرى، ونرى العمر يهرب منا بخطوات حثيثة...
رحل الشهيد كرينة يوم 24 أبريل 1979، وترك بين جوانحنا جمرتين. وبدل أن نحرق الأعداء نسعى الى إحراق ذواتنا.
قدمت حياتك من أجل العمال وفلسطين، ومن حقك أن تسأن عن العمال يا ابن أنزا، وعن فلسطين أيها الفلسطيني.
تعددت التضحيات وتوالت البطولات، قبلا وبعدا.
سقط الشهيد تلو الشهيد، ونذكر الرفيق عبد الرزاق الكاديري الذي استشهد من أجل فلسطين (2008)..
اكتظت السجون بالمعتقلين السياسيين. تفجرت الانتفاضات الشعبية، ولم تتوقف إضرابات واعتصامات العمال...
لكن، لا العمال انتصروا ولا فلسطين تحررت...
من حقك أن تسأل أيها الشهيد: أين كنا طيلة 41 سنة..؟
تعبنا من التبرير.. أعيانا الاختباء في كهوفنا، حتى قبل "كورونا"...
مللنا ترديد الشعارات.. إن الضجيج يكاد يخنقنا...
ها هي فلسطين تستغيث.. ها هم العمال يقاومون..
لم نقبض بعد على زر الخلاص.. كلما اقتربنا من معانقة الحلم، يفجر النظام الأرض تحت أقدامنا...
إنكم رفيقي الشهيد الشعلة التي لن تذبل، إنكم الشعلة التي تمحي قبحنا وتقتل اليأس فينا. إنكم الشعلة التي تحيي فينا الشموخ والإباء...
لن نعدك وباقي الشهداء بالمستحيل، لكننا صامدون..
إنه "أضعف" النضال..
نبذة مختصرة عن الشهيــد محمــد كرينــة:
ولد الشهيد محمد كرينة سنة 1959 بمدينة أكادير. تابع دراسته بأنزا العمالية ثم بأكادير. التحق فيما بعد بمدينة الدار البيضاء. شارك في ذكرى يوم الأرض الفلسطيني (30 مارس).
اعتقل في 17 أبريل 1979 من داخل ثانوية الخوارزمي بالدار البيضاء، حيث كان يتابع دراسته، إثر تدخل همجي للقوى القمعية وانتهاك سافر لحرمة المؤسسة، بتهمة "التضامن مع الشعب الفلسطيني"!!
قدم للمحاكمة في 23 أبريل 1979 رغم ظروفه الصحية الصعبة جراء التعذيب الوحشي الذي تعرض له. علما أن النيابة العامة رفضت طلب الدفاع بعرض الشهيد على الخبرة الطبية.
وفي 24 أبريل لفظ الشهيد محمد كرينة أنفاسه الأخيرة مدونا اسمه بمداد الفخر في سجل الخالدين من أبناء شعبنا..
شارك هذا الموضوع على: ↓