2020/04/14

صوفيا ملك // من فساد إلى فساد... هذا هو عنوان دولة الكمبرادور.

وهذا ما تكشفه كل تطورات مجتمعنا.
إنها الحقيقة التي لا يعلى عليها..

وها نحن اليوم، أمام تطور آخر تحت عنوان أكثر تداولا في هذه الأيام "أزمة كورونا". طور يعمق قول لا، صريحة وبالجهر، كما الأمس، في وجه من لا زالوا يحدون الفساد في وسط من أوكلت لهم مسؤولية الإدارة. ليتأكد أن الفساد لا يتعلق بـأجهزة بعينها أو بأشخاص نافدين في السلطة والإدارة بل إن طبقة الكمبرادور والملاكين العقاريين والرأسماليين المرتبطين بكل هذا القطب فاسدون وينعكس ذلك بقوة، وبطريقة مفضوحة، في أجهزة الحكم وفي طريقة مراكمتهم للثروة.. ولفهم الحالة تستلزم العودة لسؤال من المستفيد من كل التطورات؟ أي عن سؤال من يلتهم القروض والصناديق، ومن يسطوا على الممتلكات العامة ويفوتها تحت جناح الظلام، ومن يستحوذ على ثروات باطن الأرض، ومن حول البحر لسوق سوداء..؟ و..و.. وهذه هي الحقيقة ومن نسي هذه الحقيقة فحتما نسي الصراع الطبقي ونسي الشهداء والمعتقلين ونسي أمهاتهم وآباءهم.. وهو نسيان لتضحيات شعبنا ولانتفاضاته الثورية، وموضوعيا من نسي هذه الحقيقة لن يقدم اليوم في أقصى تقدير سوى ما تقدمه الببغاء، إن لم يلتزم الصمت، ولو أن الصمت بدوره قبول مقايضة الحقيقة بالأمن في ظل الرعب المستشري، وإلا لما تم تجميد، إن لم أقل، شطب النقد والفضح لإجرام النظام في الشروط الراهنة من قبل من كانوا في الأمس القريب يتنطعون.. هل فيروس "كوفيد 19 " قاتل للشعب ومطهر لجلود القتلة والمجرمين ومزيل لآثار الدماء من أيديهم ومن أنيابهم؟ وهل ما يقال عن الفيروس التاجي يسنح للرأسمالي التشريع بتسريح العمال وتجويع الشعب على المكشوف؟ وهل يسمح لهم بتقنين العيش للكادحين؟ ويسمح لهم إحكام الناس طبقا لمزاج جباهدتهم؟ هل هو حليفهم أم مولود مختبراتهم لتعزيز جبهاتهم؟ ولمن يشك في ما نقول ليجيبنا: على أي قاعدة من قواعد علوم الاقتصاد الرأسمالي، أو أي فلسفة من فلسفاته تم اعتمادها، لتحديد ما يسمى بالدعم في 800 درهم للأسر الحاملة لبطاقة "رميد" و1000 درهم للعمال المسرحين، هل هو الحد الأدنى للأجور أم هو الحد دون الأدنى للبقاء على قيد الحياة؟ أي فلسفة اقتصادية تم اعتمادها وأي علم من العلوم كان سندا لهم؟ من قدم لهم هذه الفتوى؟ إنها عبقرية التجويع.. إنها عبقرية ديموقراطية الكمبرادور.. وأضيف أين غابت فطنة ذوي المزاج المريح يوم سمحت الصين، في أوج انتشار الفيروس في بلادها، للجاليات الأجنبية بمغادرة البلاد وهو ما يعتبر تواطؤ دولي على المكشوف لانتشار الفيروس؟ لماذا لم تغلق الحدود منذ البداية وتأهب العلماء المختصين في الميدان لدراسة الوضع وتقديم كل التوقعات لفرض خطة استباقية حقيقية بدل ما يقال عنه اليوم زورا خطة استباقية كاستهلاك إعلامي؟ أو لما لم يفرض الحجر الصحي في المطارات والموانئ وعلى الحدود في حينه، أم أن الإشارة من ماما فرنسا كانت متأخرة، وهي الحقيقة التي لا يريدون أن نراها.؟ هل من عاقل يمكن أن يقدم لنا ما يفيد لفهم عبقرية صناع القرار/الإجرام؟ هل فهمتم حقيقة الفساد الذي تحدثت عنه في التقديم؟ هل فهمتم حقيقة من يمجدهم الإعلام ويصنع منهم عباقرة وهم في العمق عباقرة تأمين الفساد وخدمة الاستعمار؟ إذا من المؤمن مما يقال عنه "الفيروس التاجي" هل الرأسمالي المعفي من كل التبعات أم العمال المسرحين ،والمياومين، ومن دمرت تجارتهم الصغيرة الضامن لمورد رزقهم الوحيد، أي الشعب الموكول عليه تأدية كل تبعات ما يشرع الآن؟..
إذا تدابير وضع الطوارئ هو لتأمين الديكتاتورية، وليس لتأمين الحق في الحياة، لتأمين مصالح المالكين وليس العمال، لتأمين منظومة الحكم وليس عموم الشعب،..لتأمين الصمت.. فهكذا هي دوما كانت تفعل دولة الكمبرادور وهكذا كان دائما يفعل خدامها البيروقراطيون والتكنوقراطيون والسياسيون والنقابيون والجمعويون. كان دائما دأبهم إنقاذ الطبقة البرجوازية بتحميل كل الأزمات بما فيها نتائج أزمات نظامهم التابع وكل إخفاقاتهم السياسية للفئات والطبقات الفقيرة من الشعب وتحديدا للعمال وللفلاحين الفقراء وللموظفين الصغار، وكانوا يستغلون كل التطورات بما فيها الكوارث للاختلاس والنهب تحت ذريعتها، ويرتبون ألف طريقة وطريقة لزيادة أرباحهم وإغراق المنتجين الفعليين للثروة والمستهلكين دوما في مزيد من البؤس و الاستغلال.
دولة الكمبرادور هي دولة لا يعنيها سوى مصالح البنوك والبورصات ورأس المال ومافيا المال والفساد، إنها دولة الأقلية الفاسدة والمتعفنة التي تحتكر كل موارد البلاد وتتحكم في وسائل الإنتاج وفي رأس المال وفي الثروات وتتصرف فيها وفي كل منظومة العمل والتوزيع، لخدمة مصالح الاستعمار.
والدولة هي الدولة. جهاز القمع الطبقي بيد الطبقة الوكيلة الخائنة التي نشأت في أحضان الاستعمار ولا علاقة لها بالوطنية أو العدالة ولا بطموحات شعبنا ولا بالتحرر فكيف لها اليوم أن تحمي شعبنا كما الأمس من كل الآفات الاجتماعية والكوارث الطبيعية والبيئية.. كما لا علاقة لها بدولة الرعاية الاجتماعية لا من بعيد ولا من قريب.
والسؤال الكبير هو أين النقابات وأين من تقول عن نفسها المعارضة السياسية؟ يقال أن في حالة الهلع والرعب تسجل حالات لأناس يبتلعون لسانهم جراء فقدان الذاكرة المؤقت لكن هل الشعب هو من سيخسر من ابتلعوا اللسان أم أن النظام هو من سيخسرهم، كحراس له اخترق بهم الأغلبية لمحاربتها في وسطها، إن لم يسهر على إسعافهم؟!
إن العمال المعلن عنهم موقوفون والمزاولون للأنشطة التجارية الصغيرة وللبطالة المقنعة والحرفيون يعرفون بالملموس معاني كل ما أقوله وبعمق ويعرفون وطأته. كما أن ضحايا الفيروس يعرفون ان ناقل الفيروس دخل أجواء البلاد بطريقة قانونية، وهذه الحقيقة سترغم النظام لا محالة لتأجيل رفع الحجر الصحي الجزئي الى ما بعد فاتح ماي، لان المتحكم هو الاعتبارات السياسية وليس الاعتبارات الصحية، مثله مثل الكمامات المحكومة باعتبارات شطف جيوب الفقراء تحت ذريعة وقايتهم. ومن وسط هؤلاء المظلومين والمقهورين نقول إننا ضد انتشار الفيروس وضد صناع وتجار الفيروسات.
إن "كوفيد 19 " هو من خطط وترك الفضاء مشرعا لدخول الفيروس وانتشاره.
إن "كوفيد 19 " هو من خرب المستشفيات وحول الصحة العامة الى سلعة.
إن "كوفيد 19 " هو قناع الفساد وقناع لوجه الرأسمالية الهمجي ولوحشيتها للتستر على أزمتها العميقة وعلى تناقضاتها.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق