هل فعلا يهتمون لحالنا فأعلنوا الحجر الصحي وخلقوا صندوقا للتبرع لمواجهة آثار الجائحة؟
سؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا، فنحن دائما في صراع ، أقصد نحن الشعب المتكون من عمال وفلاحين وطلبة وعاطلين وأصحاب المهن الصغيرة وموظفين بسطاء وعموم الاسر الفقيرة وهم أصحاب المليارات ومالكي العقارات والاراضي الفلاحية الممتدة على الهكتارات او بأسلوب بسيط هم محتكري الثروة والسلطة.
للإجابة يكفي أن أذكر، أن من يهتم لحالك ليس من رقص في عرسك، بل أولائك الذين تحملوا مشقة تربيتك ونموك حتى أصبحت رجلا، وأقمت حفل الزفاف ذاك، هم أباك وأمك وإخوتك وربما غيرهم ممن ساهم في تربيتك ورعايتك، فالاهتمام والانشغال بحال الفرد أو الجماعة ، لايمكن أن يكون لحظيا، بل يجب أن يكون متواصلا ، فلو كانوا فعلا يهتمون لحال الطبقات الشعبية لوفروا الخدمات الصحية والعلاجية، قبل كورونا، لكانوا بنوا اقتصادا وطنيا قويا، يكفينا للعيش اليوم، ويبقي بعضا منه للمستقبل الغامض ، تحسبا للكوارث والفواجع ومن بينها كورونا، وليس باللجوء الى الاقتراض في الاسبوع الاول من الحجر الصحي....
ان اهتمامهم البالغ والصارم بصحة المواطنين في هذه الظرفية، نابع من خوفهم على أنفسهم، فإذا استشرى الوباء، فحتما ستصلهم العدوى، وسيفقدون كذلك من يعملون لصالح رأسمالهم والقصد هنا العمال، فإن ضعفت قوة العمل، وقلت أعداد عارضي سواعدهم للعمل ستصبح قوى الانتاج جد مكلفة ، مما سيؤثر على الارباح ويجعلها تسجل الانخفاض الحاد .
انهم بكل بساطة يوفرون الحماية لنا كي نخدمهم غذا ، انهم بكل بساطة يوفرون الحماية لنا كي لا نعديهم....
فالبيت الذي يجمع العبد والسيد تحت سقفه، إذا تسربت منه قطرات المطر، يهرع السيد لسد ثقوبه خشية انهياره، فهو لن يثق في العبد ، لأن هذا الأخير يتمنى الخلاص من سيده ولذلك لن يقوم يسد الثقوب كما يفترض، ممنيا ذاته أن ينهار السقف ويصيب السيد وحده ليتحرر من عبوديته بوفاته.
فمرحبا بحمايتكم وسنساعد قدر المستطاع لتجاوز هذا الظرف العصيب، ولكنني أذكركم كنتم وستظلون أعداؤنا الطبقيين، فالصراع الطبقي ثابت، والمعركة مستمرة.
شارك هذا الموضوع على: ↓