18‏/04‏/2020

نعيمة البحاري // كلمة في الذكرى الأربعينية لرحيل، استشهاد، الرفيق رضوان العيروكي.

رضوان العيروكي رفيق امتزجت عنده الأخلاق بروح التمرد ومناهضة الظلم والاستغلال..

رفيق لم يكن يقبل رؤية الإهانة وإذلال الإنسان لأخيه الإنسان..
آسف يا رفيقي، وأعتذر لأنني لم ألقي عليك النظرة الأخيرة..
آسف يا رفيقي..
آسف لأننا لم نلتقي منذ فرصتنا الوحيدة بمراكش إثر مرض رفيقي بمرض السل، الفرصة التي كنت بجانبي أنت، ورفاق النهج الديمقراطي القاعدي بمراكش، والرفاق الصحراويين، والرفيق حسن أحراث ورفيقة دربه نعيمة، والرفيق التلميذ العصامي لحبيب المحبوب والخلوق ابن محاميد الغزلان والذي لم يمضي على رحيله هو أيضا ثلاثة أشهر، ومن الخلف رفاق ظهر المهراز وكلميم وأكادير.. متكاثفين أمام الموت، منذ اليوم الذي التقينا بالمحطة الطرقية بمراكش ولم تكن بيننا معرفة مسبقة سوى كلمة السر.. لكن هذا يا رفيقي لم يكن يمنعنا من إمساك الخيط الناظم لتضحياتنا، والتزام المشوار، في مواجهة كل ظلم على هذا الكوكب وتقوية عزيمتنا وإيماننا بالخلاص والوفاء لعهد الشهداء والمعتقلين من اجل الشرف والإخلاص والتضحية.. واليوم فقراء ومضطهدي ومنسيي اليوسفية وشرفائها يشهدون ويعاهدون قبل أن نشهد ونعاهد..
فلهذا يا رفيقي أقول لك "إن استطاع الموت انتزاعك، انتزاع شجرة من اليوسفية، فإنه لم يستطع أن يمنع أرضها، أرضنا، من احتضان البذور"..
إنك خلفت النضال..
إنك خلفت ساحات النضال..
أنك خلفت الأخلاق والكرم..
إنك حرثت الأرض حرثا يا رفيقي..
إنك خلفت إرثا لا ينضب..
ولهذا لم ينل منك الموت كما لم ينل منك الجلاد..
وكما لم تنل منك مخططات الجلاد..
إنك لم تمت يا رضوان..
وإن سلمنا بموتك فقد متنا جميعا..
أما من ماتوا يا رفيقي فهم من سلموا بالظلم والقهر واستعباد الإنسان في عصر رأس المال..
من ماتوا يا رضوان هم من خانوا شعبنا وقبلوا دناءة حقيرة..
ماتوا يا رفيقي من التحقوا بصفوف مزيني الخراب والفوضى الذي انتهى إليهما نظام رأسمال..
ولو، يا رفيقي اليوم، تعلق على صدور هؤلاء الأموات أوسمة، وما هي سوى أوسمة البلاط، ومصاصي الدماء، ويصنع الإعلام الحقير منهم نجوما لا تبالي بما ترمز له من فصول الخزي والعار..
لكن يا رفيقي سأقول لك أن الكثير من الحقارة تنقد صاحبها من الهلاك..
أما أنت يا رفيقي رحلت بشموخ..
رحلت وأنت تكافح ضد الحقارة، ضد المستنقع..
رحلت وأنت تزرع بذور الإيمان ب"أن مبدأ صحيحا ينطلق من أعماق كهف اقوى من جيش كامل"..
رحلت رحيل الشهداء..
وهذا حال من لا يحتمل انتصار الغدر والخيانة ولو أن الأثقال تطبق على أعناقه..
فاعلم يا رفيقي أن الساحات التي سالت فيها الدماء الزكية وأزهقت عليها أرواح خيرات أبناء شعبنا لن تنمو فيها أشجار النسيان..
إنك في دماء رفاقك، في روحهم..
إنك في صفوف المظلومين والمقهورين شعلة..
إنك لازلت حيا حيث يصدع صوت التمرد الثوري..
إنك في صلب القضية..
وذات يوم سنهلك القيود يا رفيقي.
فلترقد بسلام..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق