03‏/04‏/2020

عبد الحفيظ حساني // كلمة في حق عمال النظافة .

تحية عالية لكل القابضين على الجمر ، لكل فئات الطبقة العاملة المرابطة في
الميدان . رجالا و نساء يقفون صفا واحدا و في خندق واحد. كل من موقع مسؤولياته و طبيعة عمله في مواجهة جائحة كورونا و التصدي لانتشارها القاتل ....
تحية تقدير و إحترام لكل هاته الفئات دون تحديد أو تمييز ، و يبقى من واجبنا عدم الجحود لمجهوداتهم و تضحياتهم وضرورة دعمهم و مساندة مطالبهم الإجتماعية و المادية كذلك ....
وفي هذا السياق ، ونظرا لإطلاعي الواسع على معاناة أبناء جلدتي رفاقي عمال النظافة ، وإنشغالي الدائم بهمومهم ، ووجودي النضالي المستمر بجانبهم .أقول بهاته المناسبة والكل متخوف من إنتشار جائحة كورونا ، و الكل مختبأ في بيته مع أسرته و عائلته في إطار تدابير الوقاية والحضر ... أنه جاء الوقت لرد الإعتبار لعمال النظافة نظرا للدور المجتمعي الحيوي الذي يقومون به من أجل الحفاظ على سلامتنا الصحية والحفاظ على بيئتنا معرضين حياتهم للخطر و الموت ...
إنهم يشتغلون في ظروف عمل جد قاسية و صعبة في غياب شروط السلامة الصحية بالإظافة الى الأجور الزهيدة ... حتى بمناسبة الأعياد نحن ننتشي بفرحة العيد داخل بيوتنا و هم في الشوارع غارقون في جميع النفايات و الأزبال ....
يشتغلون في وضعية الهشاشة مهددين بالطرد كما هو حال عمال شركة أوزون بالسعيدية الدين مازالو مستمرين في اعتصامهم البطولي لما يقارب ستة أشهر ....
عمال يشتغلون ليل نهار، ظهورهم تقوست بالكنس من كثرة الإنحناء ، و وجوههم إختفت ملامحها بالغبار. يحترقون تحت أشعة الشمس الساطعة صيفا و يجمد الدم في عروقهم بصقيع الشتاء ...
يشتغلون في ظروف عنوانها الإستغلال و الإستبداد و الحط بكرامة الإنسان. و كأننا في عصر العبودية في إجهاز شبه تام على معظم الحقوق الديموقراطية و المادية . إنها متلازمة الإجهاز على الحق في الإنتماء النقابي و الإجهاز على الأجر العادل...
غياب المراقبة و غياب الحماية الفعلية لحقوق العمال رغم وجود قوانين شغلية - في حدود ضماناتها المتوفرة على الأقل - و رغم وجود كنانيش التحملات ... لقد أتبثت تجربة التدبير المفوض فشلها الذريع في المغرب ، الملايين بل الملايير من الدراهم تنهب من الميزانيات الجماعية تفوت من خلالها صفقات التدبير المفوض لشركات تنتج الهشاشة الإجتماعية ، شركات تنهب عرق جبين العمال و تنتهك جميع حقوقهم الشغلية بلا حسيب و لا رقيب . فلا فائدة أصلا ولا طائلة من وجود كنانيش التحملات في غياب تفعيل المراقبة و المحاسبة ... والكل يعرف صيغ التواطؤ في تمرير هاته الصفقات. وخلفية تجميد المراقبة و التستر على متابعة الخروقات...
جاء الوقت لرد الاعتبار لهاته الفئة التي تعاني في الخفاء ، و بات من الضروري العمل على إدماجهم المباشر في الجماعات الترابية وضمان كافة حقوقهم الشغلية ..
جاء الوقت لإعادة النظر في التدبير المفوض لقطاع النظافة الذي يعتبر قطاعا حيويا صار تفويضه يستنزف كل الميزانية العمومية ، مع العلم أن المعطيات الرسمية أثبتت فشل التجربة...
علينا أن نعيد النظر في تعاملنا مع اليد العاملة في قطاع النظافة التي تشكل نسبة كبيرة في النسيج الاجتماعي على المستوى الوطني، بذل الزج بالعمال بين أنياب استغلاليات التدبير التي تفوز بصفقات بالملايير من الدراهم و تتنج لنا الهشاشة الاجتماعية...
فتحية تقدير و إجلال لكل عامل نظافة و عاملة نظافة يواجهون في الميدان انتشار كورونا ، و يواجهون بالنضال و الصمود استغلال الباطرونا...

بقلم و لسان ومن قلب الرفيق
عبد الحفيظ حساني .



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق