أبسط الوفاء رفيقي عبد الرحيم استحضار ذكرى رحيلك (12/05/2011).
أبسط الوفاء رفيقي تسجيل كلمة نابعة من القلب في حق مناضل تقاسمنا وإياه الزنزانة بسجن بولمهارز (مجموعة مراكش 1984)، مناضل أرغم على الرحيل قبل الأوان. خمس (05) سنوات بالكمال والتمام والإضراب عن الطعام، والمعاناة بعد مغادرة السجن، محن فظيعة أنهكت جسده المتعب وحرمت رفيقته وولديه من دفئه وحنانه المتدفقين، وحرمتنا من رفقة طيبة وملاذ هادئ ومريح.
نستحضرك كما نستحضر الشهداء، ونعانقك كما نعانق باقي شموع مجموعة مراكش (84) التي انطفأت قبل الأوان: بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري ومحمد عباد وصلاح أبو حمزة.
أتذكر رفيقي عبد الرحيم الضغط الذي أرهقنا بالمؤسسة الخصوصية التي فرض علينا الاشتغال بها سنتي 1992 و1993. وأتذكر لحظات الاختناق التي أحرقت جزء من شبابنا.
أعتذر رفيقي، لأن ما جمعنا من الأيام العصيبة أكبر مما جمعنا من الأيام الجميلة. رب ضارة نافعة، ففي المحنة يعرف معدن المناضل.
فيما يلي كلمة في حق الرفيق الفقيد عبد الرحيم علول بعنوان "شهيدان آخران بعد الشهيدين الدريدي وبلهواري، عباد وعلول":
رحل عبد الرحيم علول في زحمة تخاذلنا، وفي فوضى "انشطاراتنا"..
فهل كان يجب أن يموت حينذاك؟
بعد 20 فبراير.. وفي زمن اللجن والمجالس.. والشعارات والوعود..
ما معنى أن يموت عبد الرحيم وقتذاك؟
أين كان محترفو التضامن؟ أين كان مسوقو الوهم؟
رحل عبد الرحيم..
حمل ألمه على كتفه في صمت ولسنين طويلة. وتلك كانت حال رفيقه محمد عباد. سقطا قبل الأوان، وقبل أن ينتبه إليهما "الإنصاف" وأن تعانقهما "الحقيقة"..
شهيدان آخران بعد الشهيدين..
عباد وعلول بعد الدريدي وبلهواري..
أبطال مجموعة مراكش 1984، مجموعة الصمود والتحدي..
قالوا: لا، عندما كان قول "لا" يعني الموت؛
عندما كان قول "لا" يعني السجن؛
وعندما كان قول "لا" يعني التشرد؛
والآن، تريدون أن نموت أو نخون..
لا وألف لا، قد نموت. لكن، لن نخون..
إننا نموت بخيانتكم؛
إننا نموت بتواطئكم؛
إننا نموت بصمتكم؛
إن موت علول قتل لنا جميعا..
إن موت عباد قتل لنا جميعا..
إنه القتل ألف مرة..
إنه الإجرام، إجرام النظام وإجرام حواري النظام.
ورغم ذلك، سنصمد.. ولن نخون..
وإذا قتلنا، سيصمد رفاقنا حتى تزهر شجرة شعبنا..
* إضافة 1: تحية لعائلتي الفقيدين/الشهيدين محمد وعبد الرحيم بهذه المناسبة/الذكرى..
* إضافة 2: الكلمة (بتصرف) منشورة بكتاب "مجموعة مراكش.. تجربة اعتقال قاسية" (2012) لمؤلفه حسن أحراث.
شارك هذا الموضوع على: ↓