بالأمس القريب كان إجماعهم وما يسمى المسلسل الديمقراطي وباسمهما
كان حصار مجموعة مراكش 1984، أو لنقل مجموعة الشهيدين في معركتهم البطولية والتي وصلت حتى ست سنوات من الإضراب عن الطعام. اشتد الخناق والحصار عن المعركة قبل وبعد استشهاد الرفيقين الدريدي بوبكر ومصطفى بلهواري، لكن إرادة الصمود أقوى من مسلسلهم المزعوم؛ فكان الصمود، وحتما كان الانتصار.
إننا اليوم أمام معركة من ذات الطينة الرمزية. فما أشبه الأمس باليوم، إجماع باسم كرونا، فكان حصار من في القبور قبل الاحياء. وعلى قول محمود درويش سندفنكم فردا فردا فممنوع (...) التجمع أحياء أو أمواتا. لقد أبى النظام القائم ومن يسبح بحمده إلا أن يواصلوا المزيد من إذلالنا عبر تجفيف منابع الصمود في كل القطاعات والمجالات. فلن تكون معركة امانور الأخيرة، لقد أعد العدة لذلك عبر إنزال مشاريعه الطبقية، وأطلق العنان لأرباب العمل لتشريد العمال وتدميرهم. إذ لم تقتصر الشركات الامبريالية على التسريح المؤقت أو التوقيف المؤقت عن العمل، بل اعتمدت الطرد مهما كانت الأقدمية داخل الشركة. ففي زمن كورونا كل شيء مباح... اليوم التكميم وغدا "الحفاضات"...
فإذا كانت معركة الشهيدين شكلت الاستثناء إبان مرحلة الثمانينات، فالمعركة الحالية لعمال وأطر ومستخدمي شركة امانور تشكل استثناء في زمن الاستثناء، حيث التجويع والتشريد والحصار وكورونا... إنها "توابل" المعركة البطولية لامانور، ومقابل ذلك التحدي الصمود والثبات مهما كانت المسميات وإبداعات المتآمرين من قريب أو بعيد.
قد تراهن إدارة الشركة على عامل الزمن من أجل ضرب المعركة البطولية وكسر عنفوانها مستغلة الشروط التي وفرتها كورونا عبر الترسانة القانونية التي صاغها النظام القائم في زمن قياسي، حيث تحولت معها الطوارئ الصحية الى طوارئ لخنق الشعوب وضرب المكتسبات التاريخية التي تحققت عبر سيرورة نضالية مريرة، قرون من السجن وآلاف الشهداء، لكن إرادة الانتصار لا تقهر لدى أولئك الأشاوس...
إنهم يريدون تركيعنا بكل المسميات... لكننا هنا صامدون وثابتون...
وخير ما أختم به هو قولة للرفيق تشي "أن نمشي وجبهتنا الى الشمس لأن الاحتراق عنوان الوفاء".
فمزيدا من الصمود... إن الليل مهما طال، فالفجر قادم...
إنها لمعركة حتى النصر
شارك هذا الموضوع على: ↓