2020/06/24

أحمد بيان// "رجاء"، لا تزعجوا القوى الظلامية

هناك اسماء معروفة منتمية الى "اليسار"، لكنها بعيدة كل البعد عن قيم
اليسار وعن ان تكون يسارية. فلا افكارها يسارية، ولا مواقفها، ولا ممارستها. "نبتت" في الظل كنبات اللبلاب، و"تربت" و"ربت" ابناءها في الظل (بالمغرب وخارج المغرب). وبفعل فاعل (صدفة او اختيارا)، وبعد ان "غرست" اقدامها في الأرض المغربية أو الأجنبية (جنسية اجنبية) وان ثبتت وضعها الاجتماعي والاقتصادي المريح والمستقبل المضمون، "تحررت" من كل المسؤوليات ومن الضغط اليومي الذي يخنق المناضلين لتتفرغ الى ذاتها. نعم، تفرغت الى ذاتها، وليس للقضية، و"إمارة الدار على باب الدار". شغلها الشاغل هو "الكاميرا"، ويصح ان تحمل لقب "عاشقة الكاميرا" بنرجسية زائدة.
اقتنصت في غفلة من المناضلين الذين خبروا الساحات والتشرد والزنازين الشهادات المسماة "عليا"، واندست في صفوفهم بدون حياء (تحت مظلات عرابيها)، وتملقت العلاقات والتمويل بالمغرب وخارجه، لتتربع على الواجهة ولتكون "المرجع" في المعلومة المنتقاة والاستشارة المطلوبة، أي المرغوب فيها (حسب المقاس). ولا يمكن ان تتحدث عن مسؤولية معينة دونها، فتجدها منسقة محلية ومنسقة جهوية، ومسؤولة عن هذا الملف وذاك... تدعو الى التريث والاستقصاء والهدوء إذا لم تتحمس الى حدث ما، وتراها منفعلة ومتهافتة، بل ومتسابقة لاعلان موقفها الذاتي الذي ينسجم ومرجعية واهداف "الكاميرا"...
لا يهمها الشهداء، هؤلاء "المغامرين" و"الانتحاريين" و"المعتوهين". ولا يهمها المعتقلين السياسيين غير "المحتضنين" من طرف الجهات التي تتملقها، وخاصة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المشبوهة التي توزع "صكوك الغفران"... ولا تتردد في ادانة معتقلي الحركة الطلابية (سرا وعلانية) واعتبارهم قتلة ومجرمين.
قتلوا من؟
تتحدث عن قتلهم لرموز ظلامية، وتتناسى قتل الظلاميين للرموز اليسارية.
ماذا قالت عن استشهاد عمر بنجلون ومحمد ايت الجيد بنعيسى والمعطي بوملي؟
ماذا قالت هذه الأسماء المنتحلة لصفة "اليسارية" عن الشهداء؟
تتحدث عن ممارستهم للعنف، وتتجاهل العنف والتدمير اللذين يمارسا عليهم.
من يوجد الآن بالسجن، من مارس العنف ام ضحية العنف؟
من يوجد الآن بالسجن، من مارس الاستغلال، ام ضحية الاستغلال؟
من يوجد الآن بالسجن، المجرمين ام الابرياء؟
من يوجد الآن بالسجن، المتورطين في الفساد أم ضحايا الفساد؟
...
اسماء "ذكية"، نعم، ورغما عنا. اولا لانها عرفت كيف تطمئن على مستقبلها، عرفت كيف "تؤكل الكتف". وثانيا لان حاستها لا تخطئ "الكاميرا". فلا اثر لها حيث تغيب "الكاميرا". انها قمة الانتهازية...
وكما اقتنصت فيما مضى ما استطاعت اليه سبيلا من فرص الحياة، تقتنص الآن حظوظها لتحشر نفسها في كل صغيرة وكبيرة، وبما تحبه "الكاميرا" وترضاه.
والغريب، انها لا تتردد في حماية "رفاقها" (اخوتها) الظلاميين بكل ما اوتيت من قوة. تدعي الحداثة نظريا، وتمارس "الأصالة" في أبشع صورها، أي الظلامية.
مبدئيتها غائبة، وانتهازيتها حاضرة...
تواجه المنظمات الدولية الحربائية بوجه منمق وبكثير من الأصباغ، وتعانق القوى الظلامية بجسد بض إبان الاجتماعات والوقفات والمسيرات والبيانات...
تنكرت لليساريين حقا، وحتى لليساريين شكلا، وانتصرت لاعدائهم.
اسماء خارج الصراع الطبقي، مرتزقة زمانها، كراكيز في "جيب" من يدفع اكثر وبالعملة الصعبة (الكاميرا شاعلة)...
"رجاء"، لا تزعجوا "اخوتنا" الظلاميين "الطيبين" و"الكاميرا شاعلة"، ولكم كامل الحرية و"الكاميرا" طافية، أي غير مشغلة (قتلوهم أو يقتلوكم، لا يهم!!)...
اذبحونا بموجب التنظيرات التي تناسبكم، اشربوا دمنا وفق أذواقكم،
هل نحن "الشياطين" في نظركم، لا نستحق الحياة...
حياة من؟
إنها حياة الجميع...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق