استشهد المناضل عبد الحق شباضة بسبب مبدئيته. استشهد بسبب وضوحه الإيديولوجي والسياسي. استشهد بسبب حبه الكبير لقضية شعبه. استشهد بسبب إجرام النظام...
كان الشهيد شباضة محكوما بسنة واحدة سجنا. لكنه لم يتخلف عن معركة رفاقه، إضراب لامحدود عن الطعام. بل واصلها حتى الاستشهاد يوم 19 غشت 1989. ووفاء لمعركة الشهيد البطولية، أذكر برحيل رفيقه حسن العلمي البوطي (21 فبراير 2019) الذي واصل الى جانبه المعركة وأدى ثمن ذلك غاليا داخل السجن وخارجه (إعاقة دائمة). وأنشر رفقته لوحة للشهيد عبد الحق بريشة رفيقه حسن.
لم يفكر الشهيد في الأيام القليلة التي كانت تفصله عن مغادرة أسوار سجن لعلو بالرباط، لأن النضال بالنسبة اليه مسألة مبدأ خارج السجن وداخله. إنه المعنى العميق للمبدئية، هذه الأخيرة المفتقدة اليوم بشكل كبير، حيث سيادة التبرير والنكوص و"الأكل" من جميع الموائد، أي استشراء الانتهازية كالنار في الهشيم.
إنه درس من ذهب، إنه سلاح المناضلين المبدئيين. فحين نذكر الشهيد عبد الحق، نذكر مبدئيته كعنوان كبير لتضحيته الشامخة. إن المبدئية علامة تميز بين المناضل حقا ومن يدعي النضال.
أما الدرس الآخر الذي جسد من خلاله مبدئيته كمناضل ماركسي لينيني فهو انتماءه للعمال والتصاقه بهم (عمال الموانئ بالدار البيضاء)، متقاسما معهم نفس المعاناة ونفس الهموم.
إن تخليد ذكرى الشهيد عبد الحق شباضة ليس له غير معنى واحد لا غير، وهو مواصلة السير على خطاه بمبدئية، هو استحضار انتمائه الى الطبقة العاملة ونظريتها العلمية الماركسية اللينينية.
فيما يلي مقتطف من شهادة على لسان والدة الشهيد:
" كنا نأتي مع العائلات والأمهات ويطردوننا، حكم عليه بسنة سجنا. ضحك ابني عبد الحق وقال: هذه مجرد مسرحية أنا محكوم منذ مدة. وبعد ذلك دخل في إضراب لا محدود عن الطعام هو ورفاقه ونقل الى المستشفى. قال لي أمي إذا وجدتني توفيت في هذا المستشفى كسريه.
عندما ذهبت لرأيته في المستشفى مع العائلات، رفض الكومندار وقال لي أنت ليس لديك تصريح ولن أعطيه لك. جئت مع العائلات ودخلت فرأيت ابني يوم الجمعة. ويوم السبت مات ولدي".
المجد للشهيد عبد الحق شباضة ولكافة شهداء شعبنا
التحية لعائلة الشهيد ولوالدته أمنا رقية ولعائلات كافة الشهداء والمعتقلين السياسيين...
الخزي للنظام والإدانة لعملائه...
شارك هذا الموضوع على: ↓