2020/11/13

أحمد بيان//أي نقابات يمكن الحديث عنها؟


من البديهي أن يكون الصراع بين تيارين سياسيين أو تيارات سياسية
من داخل نقابة واحدة، هدفه الاستراتيجي هو خدمة مصالح هذا أو ذاك؛ نظرا للفهم المرتبط أو المؤطر للعمل النقابي لهذا التيار أو ذاك. لكن أن يتبنى هذا التيار أو ذاك لغة الصمت، وأتكلم هنا عن النقابات بدون استثناء، وأن يتقمصوا موقف المتفرج إن لم أقل موقف الخذلان والمؤامرة والخيانة والانتهازية على قضايا تشغل كل الرأي العام الوطني، قضايا كانت ولا تزال تتبناها النقابات وتناضل من أجلها، في مجتمعات يحتد فيها الصراع الطبقي، بين من يملك وبين من لا يملك. موقف الخيانة هذا أو تقديم الطاعة والولاء للباطرونا وبالتالي للنظام هو ما تعيشه نقابات الذل والعار في وطننا المنهوب.

إنه واقع مرير نعيشه اليوم وستعيشه أجيال إن لم نقم بما تمليه المرحلة علينا كطاقات غيورة على وضعنا المتأزم وكمناضلين شرفاء فرادى وجماعات ذاقوا مرارة التهميش والاقصاء وعاشوا ظلمات الزنازن. فكيف لكل الغيورين على مآسي هذا الشعب من عمال وفلاحين أن يجعلوا أو يتأقلموا مع أوضاع عمال أو فلاحين في أماكن الإنتاج اختاروا لغة المقاومة ضد لغة الصمت التي تبنتها كل النقابات أن يسلكوا نفس السلوك وهو الصمت؟ ألا يتجاوز الأمر عمق الكرامة، حينما يتم تشريد عائلات بمجملها والزج بهم في الشارع؟ وهنا أتحدث عن عمال اختاروا لغة المجابهة والتحدي في زمن الردة والانحطاط، إنهم عمال امانور، عنوان المرحلة بامتياز.

عمال امانور عاشوا ويعيشون بين نيران الاستغلال البشع في مراحل عملهم ككل العمال الذين يُستغلون في أماكن الإنتاج، وبين خذلان ما يسمى النقابات التي تسعى جاهدة لقبرهم والتواطؤ المكشوف مع الباطرونا ضدا على مصالحهم.

فماذا يعني حرمان هؤلاء العمال من حقوقهم المادية والمعنوية ولشهور عدة والزج بهم في الشارع؟ مع العلم أننا نتكلم عن عائلات وليس عن عمال فرادى فقط، عمال وعائلات لديهم إرهاصات من ديون في الأبناك، وأبناء لمتابعة الدراسة و...، و... أليس الجواب هو القتل الجماعي؟

ماذا يعني موقف الصمت والحياد السلبي الذي تتبناه كل النقابات تجاه هاته المعركة/معركة الوجود؟؟ أليس هذا الوضع تعبيرا عن المشاركة في الجريمة؟؟

لست أدري كيف ستقوم القيادات البيروقراطية بإقناع قواعدها، إن وجدت، بالتعايش مع هذه الجريمة؟؟

ما هي الحجج التي تقدمها النقابات للتاريخ للتغطية على هاته الجرائم في حق العمال؟؟

أليس من حق عمال امانور أن يسائلوا الكل، وخصوصا المناضلين الذين يضعون نضال العمال والفلاحين ضمن أولوياتهم؟؟

كيف لهؤلاء المناضلين أن يسكتوا عن إجرام القيادات البيروقراطية وأن يرتاحوا في كنفها؟ فمن يقبل التعايش مع هذه المافيا كمن يتعايش مع النظام...

أليس الاقتصار على موقف التضامن على صفحات التواصل الاجتماعي وفي المقاهي مجرد خطاب للاستهلاك، وتعبير عن عجز أصحابها عن مسايرة معارك العمال والفلاحين؟؟

فالمرجو التوقف عن البكاء على الأطلال...

والمرجو الابتعاد عن لغة الأعذار...

إنها في آخر المطاف لغة الانبطاحيين، فمعارك العمال والفلاحين لن توقفها خيانة هذا أو ذاك، أو تواطؤ هاته الجهة مع تلك، إنها معارك يومية يفرزها التناقض الرئيسي بين العمل المأجور ورأس المال. فلنكن أو لا نكون.

ألف تحية لعمال امانور...




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق