2020/12/10

زينة أوبيهي// الشهيدة سعيدة المنبهي منارتنا المضيئة دائما وأبدا


 بعد 43 سنة (11 دجنبر 1977)ّ، بعد عمر قصير وزمن مديد وسنوات نضال عجاف،
وبعد الإجرام والطمس والرصاص، جمالك وبهاؤك أيتها الشهيدة الغالية وهاجان وطاقتك حارة وحضورك وازن وتضحيتك مشهودة...

نغبطك الشهيدة الأيقونة بالفعل، وليس صنيعات زمن الرداءة المواليات والمنبطحات، صنيعات "المتعة" والفرجة السياسية والنقابية والجمعوية.

نغبطك "قديستنا"، لأننا نحبك ونعشقك... نحب ونعشق قضيتك، قضية شعبنا، قضية العمال والفلاحين الفقراء والطلبة والمعطلين والمشردين...

الشهيدة سعيدة، لستُ سعيدة؛ كما أنت تماما رفيقتي.

يكاد الحزن يخنقنا.

نعيش التيه ونتصنع الذكاء. ندعي كل شيء، ولا نفعل أي شيء.

نعاني في صمت... نقاوم في الظل... لكننا نُحَارب في العلن...

الشهيدة سعيدة، لستُ سعيدة؛ كما أنت تماما.

رسمتم الطريق بدقة وسقيتم تربتها بدمكم الطاهر.

لكن الطحالب المميتة قتلت العشب اليانع وأتلفت الورود الحمراء ولوثت المياه الصافية.

نتابع اليوم بعض الإمعات تطعن من جحورها الغابرة اليابس والأخضر، تعبيرا عن الاحتضار وولاء للوهم الساكن في أدمغتها البليدة.

نواجه بصدورنا العارية المنهزمين بشرف وبدون شرف...

وما أشد وأعفن المنهزمين بدون شرف...

نحن الآن في مفترق الطرق.

اليوم ليس كالأمس...

يتكتل الجبناء والمتخاذلون والرجعيون...

يتكتل المتكتلون، الانتهازيون والمتواطئون والإصلاحيون...

جيوش حقيرة تعزز صفوف أعدائنا...

النظام اليوم أقوى، ونحن أضعف.

نعم، نحن أضعف. نحن أقل يوما بعد آخر...

نؤدي ثمن صدقنا ومبدئيتنا ورفضنا...

سنظل تلك المرآة المزعجة. سنظل الضمير الذي لا يموت. سنظل واقفين مع الأشجار الوارفة ومع المناضلين والمناضلات القابضين والقابضات على الجمر...

لن نستسلم، كما أنت "إلاهة" التضحية...

لن نبايع أو نخضع، كما أنت "إلاهة" الصمود...

لن نركع، كما أنت "إلاهة" التحدي...

نحن أقل عددا، لكننا أكثر تأثيرا وخصوبة وبلاغة.

لنا التحدي والمستقبل، كما الماضي والحاضر...

لنا التاريخ... لنا الحقيقة... لنا الثورة...

لنا الجرأة... لنا الوضوح...

لنا الجمال... لنا البراءة...

لنا أنت، قولا وفعلا...

لنا أنت...

تعلمنا منك رفيقتي سعيدة الشهيدة حس المسؤولية وحب القضية وذكاء الاستباق...

تعلمنا منك الإبداع ...

تعلمنا منك الفخر والصمود...

تعلمنا منك كل شيء جميل...

لك المجد والخلود رفيقتنا، منارتنا، مناضلات ومناضلين...





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق