2021/08/01

أحمد بيان // "المناضل" الشبح...


المناضلون قليلون، والدليل القاطع هو استمرار معاناة شعبنا. فلا يمكن،
بأي معنى، في ظل حضور نضالي قوي أن نعيش هذه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية. كيف يعقل أن تمرر كل المخططات الطبقية للنظام وندعي القوة النضالية؟ صحيح، هناك تضحيات ومعارك متواصلة لأبناء شعبنا وفي كل القطاعات، وخاصة العمالية. لكنها تضيع ببشاعة في غياب التأطير والتنظيم النضاليين من حجم هذه التضحيات وهذه المعارك. والأمر أشبه بضياع التساقطات المطرية في غياب السدود المحصنة. 

والمناضلون على قلتهم يتيهون في الهامش ويستنزفون في المعارك التافهة (الأصح، يستنزفون أنفسهم). والخطير أن "يذوب" المناضل في المياه الملوثة، سواء كانت حزبية/سياسية أو نقابية.

فكيف للمناضلين النقابيين أن يقبلوا بتواطؤ قياداتهم النقابية دون أن "يصرخوا" (أن يدقوا جدران الخزان) أمام الملأ وأمام التاريخ، قبل فوات الأوان؟

وكيف للمناضلين عموما أن يقبلوا "بالراحة البيولوجية" القاتلة، أي اللاتنظيم؟ 

كثيرون يدعون النضال والثورية، وتراهم يعلقون بجمل تافهة وسطحية وبحقد عبر وسائل التواصل الاجتماعي على إنتاجات المناضلين الصادقة وإبداعاتهم الحارقة. إن هؤلاء المسخرين لا يملكون زمام أنفسهم، ويسقطون في شباك النظام عن وعي أو بدونه. إنهم يقدمون خدمات "للشيطان" كتعبير عن عجزهم عن خوض المعارك الحقيقية والانخراط في الصراع من أبوابه الواسعة. وما يكشف سطحيتهم ونرجسيتهم هو اقتصارهم على "البُصاق"، أي تعليقات مشوشة ومسيئة لهم قبل غيرهم، وفي أحسن الأحوال ترديد المقولات الجاهزة بمناسبة أو بدونها. نتحادهم أن ينتجوا أعمالا تحليلية عميقة حول الواقع المغربي وتطوراته المتسارعة وفي ارتباط ذلك بالمتغيرات الدولية.

المناضل يخجل من "عجزه" عن مواكبة الصراع الطبقي وعن المساهمة الفعلية في ما يخصبه، وترى جنود "الشيطان" الذين نبعوا من العدم ولم يذوقوا عذابات السجون والدهاليز مزهوين بأنفسهم المريضة وهم يطعنون في المناضلين الذي قدموا تضحيات مشهودة باعتراف العدو قبل الصديق. 

فلا يكفي الانحياز الى هذه الجهة أو تلك أو تبني هذه النظرية أو تلك، من باب الموضة والاحتماء/الاختباء أو تكفير "اليمين" و"اليسار". إن المناضل من يقول "ها أنا ذا"، وليس المناضل من يقول "انتمائي أو نظريتي" عبر الهواء ودون عناء المسؤولية. إنكم تسيئون الى انتماءاتكم ونظرياتكم أيها التافهون والحاقدون...

ادعوا ما شئتم، واتركوا النضال للمناضلين. لقد سبقكم الكثيرون أيها الصبية، ولم يجنوا شيئا. "مات نيرون ولم تمت روما". سقط أشباه المناضلين واستمر المناضلون. راجعوا دفاتركم واستشيروا أسيادكم...

إن ادعاء النضال ليس عبثا كما يُعتقد من طرف الكثيرين، إن أغلب من يدعي النضال، وخاصة بعض "العارفين" الذين يتوجهون رأسا الى المناضلين، مجند من طرف النظام. إنه الصراع الذي لا يرحم، والمناضل أكثر إدراكا لذلك. إن قافلة المناضلين لا يوقفها إجرام النظام، فبالأحرى شباك وحبال الأشباح...

فما معنى أن تترك الواقع بكل ثقله، أي بكل مآسيه وتتوجه فقط الى المناضل الذي لا يتردد في تقديم دمه من أجل قضية شعبه؟

ألا تخجل؟!!

إنك مرتزق وخادم طيع لسيدك. أما النقد، فله قواعده وشروطه (بزاف عليك). والمناضل عندما ينتقد، يبني ويحترم نفسه خدمة لقضيته. نعم، المناضل يفضح، لكنه يفضح عدوه، أي عدو شعبه ومن يتواطأ معه.

إنك شبح...

أينك من معارك شعبك؟ أينك من المخططات الطبقية التي يمررها النظام طولا وعرضا، ومن بينها المشاريع التصفوية القادمة مثل تصفية صندوق المقاصة ورفع الدعم عن المواد الأساسية كالسكر والدقيق وغاز البوتان (مشروع قانون المالية لسنة 2022)...؟

أينك من اللعبة الديمقراطية التي تطبخ الآن أمام عينيك الجاحظتين؟

أينك في الواقع أيها الشبح؟

لست قادرا حتى على إعلان اسمك، تختبئ وراء الأسماء المستعارة، وتدعي النضال. النظام يعرفك، وأنت أدرى بذلك، وتخفي حقيقتك عن المناضلين، مما يعني جبنك وخستك وتواطؤك...  

إنك شبح وأحقر من الشبح، بكل معاني الكلمة... 

ليحضر المناضلون، وليصمت الأشباح...




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق