2021/09/14

حسن أحراث // سوق الخميس بمراكش.. تُحف نادرة


تجولت يوم الأحد 12 شتنبر 2021 بسوق الخميس بمدينة مراكش..

كعادتي وضمن طقوسي الخاصة عند كُل زيارة لمدينتي الحمراء، ورغم محنة الفقد الأليمة التي لم يندمل جُرحها بعد، زُرت الأحبة بقبورهم والتقيت الرفاق والأصدقاء وتفقدت بعض الأسواق العتيقة، ومن بينها وبالخصوص سوق الخميس..

لماذا سوق الخميس؟

يوجد هذا السوق التاريخي الذي صار ينعقد جُل أيام الأسبوع وحتى خارج أسواره التقليدية قُرب منزل العائلة بحي "بين المعاصر"، الأقرب كثيرا الى "باب الخميس" والى "باب تاغزوت"...

وأكثر من ذلك، لابد أن تجد في "أحشائه" بعض "التُحف" التي قد تعنيك وقد لا تعنيك..

في تاريخ سابق، رمقت عيناي لوحة للشهيد عبد الحق شبادة بين المتلاشيات والى جانب كُتب "رثة" تُداس بالأقدام. ويوم الأحد الأخير حطت عيناي وقُرب نفس المكان على لوحة للراحل عباس صلادي..

لم أقو سابقا على تجاوز صورة/لوحة الرفيق الشهيد عبد الحق، كما يوم الأحد أيضا مع الصديق عباس..

قال أحد الأصدقاء الأوفياء عندما أخبرته بقصتي: "لوحات عباس بمتاحف دولية وأخرى بسوق الخميس"..

إنها المفارقات.. إنها الحقيقة.. يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر..

إنه الضياع..

رحل عباس قبل الأوان، غاب في أوج عطائه الفني..

عباس ضحية واقعنا المر..

عباس ضحية الإقصاء والتهميش الممنهجين..

عباس ضحية سماسرة محترفين يقتنصون الفُرص ويستنزفون الطاقات المُبدعة في صمت قاتل..

حصلت هذه الصدفة الجميلة في أجواء الذكرى 29 لرحيل الفقيد المُبدع والرائع..

فرضت نفسك حاضرا وغائبا..

عرفناك طيبا وشامخا..

عرفناك بسيطا (السهل المُمتنع) وعفيفا..

عرفناك صادقا..

عرفناك متحديا لمعاناة المرض وصعوبات الحياة..

لن أنسى لوحتك التي صادرتها إدارة سجن اسفي سنة 1985 بحقد ضمن محجوزات أخرى من بين أغراض الرفاق القادمين من مراكش، فقط لأنها مُهداة الي كعربون وفاء وتضامن، ودون حتى أن أحظى برؤيتها..

ولن أنسى لوحتك المُعبرة والمُتضامنة مع مجموعة مراكش 1984، من خلال استحضار الشهداء سعيدة المنبهي وعبد الحكيم المسكيني وبوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري..

لن أنسى زيارتي لبيتك بحي "ديور المساكين" رُفقة الصديق العزيز محمد بشار، صديقك الوفي..

لن أنسى نقاشاتنا الحادة حول الفن والالتزام ببيت عائلة بشار الكريمة، وبحضور الشهيد بلهواري..

لن أنسى تفاصيل كثيرة ضمن المُشترك بيننا..

كسروا عظامك وسرقوا حياتك (1950-1992).. لكنهم عجزوا عن تكسير ريشتك التي اخترق إشعاعُها رُبوع العالم..

شرفتنا وشرفت عائلتك وحيك "ديور المساكين" ومدينتك مراكش...

لك ألف تحية في ذكرى رحيلك..

لك كُل الحُب أيها المُبدع المُغتال..





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق