29‏/10‏/2021

Camarade Ml// عن العنف الثوري ..


كثيرون ممن يقولون عن أنفسهم أنهم ماركسيون لكنهم يدينون العنف الثوري و يعتبرون أن الانسانية ليست بحاجة إليه لكسر قيود الاستغلال و أن ذلك يمكن أن يحصل سلميا. 

و لكن تاريخ الصراع الطبقي يؤكد بما لا يدع أي مجال للشك أنه لا يمكن ان تقوم ثورة دون نضالات مريرة، دون تضحيات جسام بما في ذلك إراقة الدماء. 

إن العنف الثوري شرط مطلق في العلم الماركسي اللينيني، و كل التصورات الاخرى المختلفة لا تزيد عن كونها أوهاما و أكاذيب تخدم مصالح الطبقات المسيطرة ليس إلا. 

و قد دافع لينين، معلم البروليتاريا و قائد ثورة اكتوبر البلشفية العظيمة، عن العنف الثوري و عن ضرورته للاطاحة بجهاز الدولة البيروقراطي واستبدالها بدولة أخرى قوامها مجالس العمال و الفلاحين ، لان دولة البرجوازية القمعية لا يمكن أن تسقط باستخدام الطرق السلمية “الشرعية”. و هي (الدولة البرجوازية) مبنية على العنف الرجعي مثلها مضمونا مثلما كان عليه الحال إبان  الاقطاع (دولة النبلاء) أو العبودية (دولة الأسياد). فهي منبثقة عن المجتمع و تعكس واقع الصراع الطبقي و درجة تطوره فيه. 

فإن الطبقة الحاكمة، في ظلها، لا تمارس سلطتها على المجتمع الا من خلال احتكارها وسيطرتها على وسائل العنف و ضمنها مختلف الأجهزة القمعية المدججة بكل أنواع السلاح لقمع المضطَهدين و سفك دمائهم حماية لمصالحها الطبقية…

و قد جادل لينين دائماً بأن الطبقة العاملة تستطيع تحرير نفسها و تحرير البشرية فقط عبر الطريق الثوري. و من أجل سحق البرجوازية وبناء المجتمع الاشتراكي، فإن على الطبقة العاملة إقامة ديكتاتورية البروليتاريا، (ديكتاتورية الأغلبية على الأقلية)، و قد عبر عن ذلك لينين بشكل واضح في كتابه القيم"الدولة و الثورة" :

"إن تعاليم النضال الطبقي التي طبقها ماركس على مسألة الدولة وعلى مسألة الثورة الاشتراكية تفضي لا محالة إلى الاعتراف بسيادة البروليتاريا السياسية، بديكتاتوريتها، أي بسلطتها التي لا تقتسمها مع أحد والتي تستند مباشرة إلى قوة الجماهير المسلحة.

إن إسقاط البرجوازية لا يمكن أن يتحدد عن غير طريق تحول البروليتاريا إلى طبقة سائدة قادرة على قمع ما تقوم به البرجوازية حتما من مقاومة مسعورة وعلى تنظيم جميع الجماهير الكادحة والمستثمَرة من أجل النظام الاقتصادي الجديد.

إلا أن البروليتاريا بحاجة إلى سلطة الدولة، أي إلى تنظيم القوة المتمركزة، إلى تنظيم العنف سواء لقمع مقاومة المستثمِرين أم لقيادة جماهير السكان الغفيرة…". 

 و قد ذكر لينين أنه “من الممكن هزيمة المستغلين دفعة واحدة بانتفاضة ناجحة أو بتمرد تقوم به قوات الجيش. ولكن لا يمكن إبادتهم دفعة واحدة إلا في بعض الحالات النادرة جدًا والاستثنائية: لا يمكن دفعة واحدة مصادرة أملاك جميع الملاك العقاريين وجميع الرأسماليين في بلد كبير نوعًا. ثم أن مصادرة الملكية… أبعد من أن تحل المشكلة. ذلك لأنه ينبغي فعلاً خلع الملاك والرأسماليين واستبدالهم فعلاً بإدارة أخرى.. هي الإدارة العمالية”. و هذا لن يتم فعلا الا بالعنف الثوري لا بالسلمية. 

و تعتبر الإجراءات الثورية ضرورية لأنها تحقق الأهداف المتعلقة خاصة بسحق مقاومة البرجوازية، دعم سلطة الشعب المسلح ضد البرجوازية، خلع الملاك و الرأسماليين و تمكين البروليتاريا من قمع أعدائها (بالعنف أيضا و ليس بالسلمية)...

فإن الدفاع عن العنف الثوري للجماهير المظطهدة، و النضال الشرس من أجل انتصاره ونجاحه في تحقيق أغراضه، هو مهمة أساسية للماركسيين- اللينينيين، و غير ذلك لن يكون الامر سوى مجرد محاولات يائسة لإصلاح نظام القمع و القهر و الاستغلال ستؤدي حتما لاعادة انتاجه بنفس المضمون…

  Camarde Ml




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق