11‏/12‏/2021

حسن أحراث // الشهيدة سعيدة: هل بقي ما نقول للشهداء أو عنهم..؟


قيل الكثير للشهداء، وقيل الكثير عنهم. ولا أعتقد أن في جُعبتنا المهترئة جديدا يُقال لهم أو عنهم أكثر مما قيل باستثناء، وفي أحسن الأحوال، تنميق الكلام ونظم الشعر واجترار الشعارات، بعض الشعارات؛ وهو ما أقوم به الآن مُكرها وعن "سبق الإصرار والترصد"..
لقد صرنا نخجل من الشهداء ومن المعتقلين السياسيين ومن أبناء شعبنا وحتى من أنفسنا.. 

إن الشهداء لا يموتون، ونحن "الشهداء" الصامدون الذين لم يموتوا بعد..

نعتذر منك الشهيدة سعيدة المنبهي في ذكرى استشهادك 44 ومن كافة الشهداء ومن المعتقلين السياسيين..

إننا نخجل من عجزنا ومن ضعفنا ومن "سذاجة" بعضنا..

إنه من العار أن نُلبسكم ثوبا غير ثوبكم..

إنه من البؤس أن نأكل "الثوم" بأفواهكم..

لقد أكلوا (أعداء و"أصدقاء") لحمنا غضا، ولن نرضى أن نتواطأ أو أن نصمت إزاء ذلك..

سنصرُخ، وذلك "أضعف الإيمان"..

إنه من الغدر أن يُغرق الشهداء في مستنقعات الردة والهوان.. 

سأقف غدا 11 دجنبر أمام قبرك مُستحضرا مواقفك الثورية المُزعجة للنظام الرجعي القائم وزبانيته من قوى رجعية (ظلامية وشوفينية...) و"إصلاحية" حتى..

أحييك الشهيدة سعيدة واستلهم من عُنفوانك وشُموخك مُقومات التضحية والصُمود. إننا في حاجة الى تغذية ذواتنا لمواصلة المُقاومة والنضال في زمن القحط والانهيار المستفحلين ومن أجل التصدي لقطار (TGV) الانبطاح الزاحف.. إننا في حاجة الى الكثير من الدعم المعنوي لمواصلة المشوار..

سأقف غدا 11 دجنبر، أمام قبور الشهداء بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري ولحسن مبروم (مقبرة الشهداء بمدينة مراكش) لتجديد العهد وتأكيد الوفاء وإدانة الاستسلام.. 

سأقف غدا 11 دجنبر، أمام قبرك وقبور الشهداء بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري ولحسن مبروم، لاستنكار التطبيع مع الكيان الصهيوني والخضوع للإمبريالية.. 

سأقف غدا 11 دجنبر، أمام قبور أعزاء رحلوا وفي حلقهم غصة.. سأقف أمام قبور أمهات وآباء وجنود خفاء قدموا حُبهم وعرقهم من أجل أن نحيا وأن تنتصر قضية شعبنا..

كانوا "أحسن سلف"، فهل نحن "أحسن خلف"؟

لنطرح السؤال على أنفسنا بدون حجاب.. لنقف أمام مرآة عارية، ولنُجب أنفسنا البريئة قبل غيرنا..

هل بقي حقا ما نود أن نقوله بحرقة للشهداء أو عنهم..؟    

طبعا، قُلنا الكثير وحتى درجة/مستوى الحشو والإطناب.. ويبقى الفعل، الفعل الثوري، الغائب الأكبر.. 

لنُقدم للشهداء ولكل عُشاق الحياة الجميلة ما يُثلج صُدورهم..

لنكتُب التاريخ بدمائنا.. لتمتزج الدماء المبدئية والصادقة، فلم يعُد "الكلام" (مُره أو حُلوه) كافيا أو مُطمئنا..

إننا اليوم، وبدون مُجاملة زائدة، في حاجة الى الفعل على أرض الواقع (الميدان)..

إننا في حاجة الى النقش الذكي على صخر الواقع العنيد..

إننا في حاجة الى "مُر" الفعل و"حُلوه" (مر "الفعل" زي الحُسام يقطع مكان ما يمر، معذرة شاعرنا أحمد فؤاد نجم)..

إننا في حاجة الى فضح الاسترزاق باسم الشهيدات والشهداء، وباسم المعتقلين السياسيين والمعتقلات السياسيات..

إننا في حاجة الى محاسبة مستجديي التمويل القذر باسم الشهداء ومراكز الشهداء، وباسم المعتقلين السياسيين وعائلاتهم.. 

إننا في حاجة الى "الصدمة" النضالية "العظمى" التي تصنع "استيقاظنا" السياسي المُنظم والقوي..

إننا في حاجة الى الجُرأة، ليس فقط لمُواجهة العدو، بل أيضا لمُواجهة "الصديق" والذات أيضا.. 

لك المجد أيقونة شعبنا الحقيقية سعيدة في زمن الأيقونات المزيفة..

المجد للشهيدات الفلسطينيات والشهداء الفلسطينيين..

لكُم/لكُن الخلود شهيدات وشهداء شعبنا المكافح..

أمامكُم/كُن المشعل أيتها الرفيقات، أيها الرفاق؛ لنواصل معا المشوار...




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق