الاعتقال السياسي قضية طبقية، نعم. لكن لنعطي لشعاراتنا معانيها الكفاحية، لنعمم التضامن والمؤازرة الفعليين، للمعتقل السياسي وللمعتقلة السياسية وأيضا للعائلات. سنجد بدون شك صعوبات جمة، إلا أن إصرار المناضل والمناضلة لا حدود له. وبكل صدق، كلما واصل المعتقل السياسي والمعتقلة السياسية دربهما النضالي باستماتة ثورية، كلما شحذا معنوياتنا ورفعا منسوب كفاحيتنا.
فكم سعدت باحتضان أم رفيقتنا فاطمة الزهراء إبان المحاكمة، وكم تشرفت بالتواصل مع رفيقها كذلك.
لقد أحسست بالدفء وأنا أعانق أم رفيقتنا فاطمة الزهراء مستحضرة معاناة اعتقالي ومحنة العائلة.
أدعو بالمناسبة إلى الكثير من الدعم لرفيقتنا فاطمة الزهراء وعائلتها. فنحن خلفيتها المناضلة ونحن سندها.
وأسجل بالمناسبة حاجتنا إلى دراسات بشأن المعتقلة السياسية وعلاقتها بالعائلة والوسط الاجتماعي...
عشنا أول تجربة مع الشهيدة سعيدة ورفيقاتها، لكن متابعتنا لاعتقال المناضلات ظلت غائبة.
ومن يتذكر المناضلة المقاومة، فاضمة أوحرفو والمآسي التي رافقت القمع الشرس لحركة 03 مارس 1973 واستشهاد رموزها؟
من يتذكر اعتقال وتعذيب افلين السرفاتي ورحيلها بعد سنتين جراء ذلك؟
من يتذكر مناضلات الظل والخفاء...؟
هل لدينا ذاكرة ثورية لا تعرف الانتقائية؟
من يتذكر أمهات ورفيقات الشهداء والمعتقلين السياسيين؟
إننا نكرر مأساة عائلات نساء ورجال المقاومة المسلحة وجيش التحرير. هل نعلم أن عائلات شردت بأطفالها ورجالها ونسائها وشيوخها، في الوقت الذي اغتنى فيه الخونة وعائلاتهم و"رفاقهم"؟
بالفعل، غابت/اختفت معتقلات سياسيات سابقات كما غاب/اختفى معتقلون سياسيون سابقون، لكننا مبدئيا ونضاليا نواصل الكفاح من مختلف المواقع والواجهات...
لنناضل من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلات السياسيات والمعتقلين السياسيين...
لنناضل من أجل قضية في شموليتها، قضية شعب مكافح...