الكثير من أبناء الفلاحين الفقراء، من عاش أو سمع عن الأجواء الاحتفالية،
جيلا بعد جيل تتلاشى هاته العادات والتقاليد ، تداخل العامل الاقتصادي ( توالي الجفاف، الهجرة نحو المدن. .،) والعامل السياسي (تمييع الوعي الجمعي للشباب عبر اعتماد ثقافة مستلبة غير خاضعة لتطور طبيعي..،) فلم يتخيل المواطن والفلاح البسيط انه سيخضع كما الأرض" للحرث " لكن بالمفهوم السياسي الرجعي، حيث سيتم حرث ما تبقى من مصادر العيش رغم محدوديتها وتحويلها إلى رصيد أصحاب " كولوا العام زين ".
ان الحرث السياسي الخبيث عكس الفلاحي يخلف التذمر والتفقير والتجويع، حيث يغتني الفاعلين والساهرين والمطبلين له.
أمام حرث السوق الأسبوعي لقرية با محمد نقف أمام حالة من عدة حالات من الحرث السياسي الرجعي، التي تقوم به زمرة من العملاء .
حيث ستظهر نتائجه الوخيمة بعد حين ،لم تكن ساكنة التي تقدر( ب خمسة عشر ألف نسمة ) تعتقد حتى في أسوء السيناريوهات أن سوقها الأسبوعي ومصدر اقتصادها الوحيد سيخضع لقانون باقي الضيعات الفلاحية المجاورة للمدينة" الدورة الفلاحية " لكن معذرة بالمفهوم المجازي طبعا ..
إن العارفين كانوا ( منخرطين أو غير منخرطين ) يدركون أن حرث السوق سبقه حرث سياسي كاسح " غير مشرف"، للمدينة ،بعد تسويق الوهم ممن كانوا إلى حد قريب يدعون ب "اصدقاء الفقراء البسطاء" و النضال الحقيقي يقتضي مواجهة كل ارتزاق بهموم ومأسي المواطنين البسطاء وفضحهم كمدخل لتصحيح المسار.
ما اجمل الحرث. ! ما أقبح الحرث السياسي الخبيث.