06‏/02‏/2022

صوفيا ملك// الكادحون هم الحناين


يقول اخواننا الفلسطينيون "ما بحن على العود إلا قشره"

 سقط الطفل ريان في البئر وتشبت بالحياة، وتشبت أبناء شعبنا بحياته،.. تشبت به الكادحون،.. تشبت به ابناء جلدته.. وبانت قدرات المقهورين والمضطهدين من أبناء شعبنا المختزنة كبديل حقيقي يعول عليه.

 صنعوا الحدث.. خلقوا التعاطف.. حركوا الضمير الانساني العالمي، وجعلوا شعوبا عدة من العالم في قلب الحدث، وكان الطفل  المغربي فوق كل الجنسيات، وكل الجنسيات جنسيته. 

تطوع الكادحون من كل بقع المغرب لعملية الانقاذ، برز الخبراء من المهمشين، وكانوا في الصدارة، وكانوا هم اصحاب الاختصاص والخبرة، بل منهم الفرق الخاصة، ومنهم لجنة الطوارئ، وكانوا هم المهندسين و"المهندسون" هم التلاميذ،.. أبانوا انهم حتى مع اليأس لا يستسلمون..، وتركوا في الخلف عشاق "السلفيات"، وتجار المآسي، وصناع الأوهام، وخبراء الإلهاء،.. دون أن يولوا وجوهم إلى الوراء. مصوبين كل جهودهم لانقاذ ريان، وكأنهم يقولون، بدورهم، للشعوب ولمحبي الانسانية، "ليس الكلام هو الذي سيغير العالم"، وهذا درس من الدروس التي تستوجب اخذ العبرة منها لانقاذ كل "ريانات"، على هذه البسيطة الزرقاء، من انياب وحوش الفساد والدمار والحروب.. وتبخرت، وانكشفت، حقيقة قدرات النظام القائم بالمغرب، وتعرت اسطوانات فرقه الخاصة(الجيش، والدرك، والبوليس)، وتبين أنها مجرد بعبع مجمد في الثكنات لا تقو انيابهم، ولا تكشر، سوى في القمع والمجازر في حق أبنائنا العزل.  

إن ابناء شعبنا لم، ولا، ينتظروا الوهم.. لم يراهنوا على من يجوع أطفالنا أن ينقذ طفل من اطفالنا. فالقاعدة تقول: لا يمكن لمن يقمع شعبا، ويحتقره، ويقهره، ويضطهده، ويغتال أبناءه، أن يكون إنسانيا.. لا يعولون ولا يتوهمون أن يتحول أعداء الإنسانية لإنسانيين.. ولا يمكن لمن يعتقل شرفاء شعبنا ويغتال أبناءنا أن يكون إنسانيا.. ولا يمكن لمن يعانق قتلة الشعب الفلسطيني والأطفال الفلسطينيين أن يكون إنسانيا.. كما لا يمكن للفساد ان يتأنسن.. 

هذه هي الحقيقة، وغيرها، مجرد صورة مفبركة من صناع الخدع وسراق التضحيات،.. 

إن الحقيقة مخالفة لما يحاول النظام تسويقه إعلاميا.. فابناء المنطقة هم من بادروا بتقديم كل الجهود لإنقاذ الطفل ريان، وقد استجاب أبناء شعبنا لندائهم الإنساني، أما النظام وإعلامه وما يسوقه فهو عملية الالتفاف على تضحيات شعبنا، وثانيا ما يقوم به من هول اعلامي هدفه ابعاد اهتمام الشعب، مؤقتا، عن الزيادات المتتالية في أسعار الوقود والمواد الاستهلاكية وآخرها الزيادة التي تزامنت مع سقوط ريان في البئر، والتي تعصف بالقوت اليوم باطفالنا وتكثف غيوم المجاعة على احزمة البؤساء، وثالثا لمحو صورة حقيقته كنظام مجرم صهيوني من خلال هذا التسويق المحسوب..

فهل النظام المغربي تنقصه المعدات التي ستمكن الناس من الوصول إلى الطفل في ساعات معدودة؟!.. وهل تنقصه وسائل نقلها للمنطقة؟!.. 

أين المعدات التي يتوفر عليها المكتب الشريف للفسفاط والتي تمكن من حفر العشرات من الأمتار في ساعات؟؟!.. 

أين المعدات العسكرية لحفر الخنادق، وأين الفرق الخاصة؟!..

أين معدات شركات مناجم والتي يمتلكها القصر، وكل شركات النهب للثروات الباطنية؟؟!.. 

أين فرق الجيش، والدرك، الخاصة؟!

حقا لا ينقصه عباقرة التبرير.. 

لا ينقصه مصممي الأوهام.. 

لا ينقصه اخصائيي الكذب وتسويقه..

وفي العمق لا تهمه حياة ريان مثلما لا تهمه حياة "رايانات"..

النظام لا يهمه إنقاذ ريان بقدر ما يهمه التسويق الإعلامي، وامتصاص الغضب،  من أجل الإلهاء  وتزيين صورته، وسلخ جلود أبناء شعبنا بلطف.. 

إنه "ذئب اسود"/إنه رمز الفساد، ويستغل الإعلام لمحو صورته السوداء من وسط الرأي العالمي..

هل هذه السرقة الإعلامية الموصوفة، لجهود المتطوعين، قد تنسينا مشاركة النظام المغربي في هدم البيوت على أطفال اليمنيين وطمرهم تحت التراب؟!.. 

هل تنسينا في التطبيع مع الكيان الصهيوني قتلة اطفال فلسطين، ومغتصبي ارضه، وتنسينا في عمالته؟!..

هل تنسينا في هدم البيوت على النساء المسنات في تلك المنطقة (تاونات نموذج)؟!..

هل تنسينا في شهداء الانتفاضات والمقابر الجماعية، والمجهولة، وزوار الظلام مروعي الاطفال والأمهات؟!..

هل تنسينا في التجويع الممنهج؟.. 

إنه نظام مجرم..  

أما إنقاذ ريان فهو شرف معلق على صدور  أبناء شعبنا المخلصين.. فالكادحون هم الحناين.. هكذا هم الفقراء دائما والفئات المهمشة إنسانيون لم تلوثهم الصورة النمطية، والقشور المادية،.. وهؤلاء هم من يبكون فقدان ريان بصدق وبحرقة، وهم من يتألمون فعلا. ولهؤلاء نقدم تعازينا، ونقول عزاؤنا واحد يا ام ريان، ويا اب ريان، ويا أبناء شعبنا..






شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق