أكدت ، و أتبثت -من جانبها- الجماهير الشعبية الفقيرة ، المكتوية بنار
لملجمي الجماهير و مجهضي انتفاضاتها ، إلى من يلقون عجزهم على عدم و عيها كتبرير منهم ، إلى من يحملونها مسؤولية هذا الوضع ، و يرمونها ، و يقدفونها بنيران مدافعهم هي و مناضليها الجذريين ، إلى من يحاصرون المناضلين المركسيين اللينينيين ، المرتبطين بقضاياها ، الذين يعملون بجد على كسر الحصار المسيج المضروب على مصالحها من القيادات البيروقراطية النقابية ، الخائنة ، و الجمعيات و الأحزاب الرجعية و الإصلاحية و القوى الظلامية و الشوفينية الرجعية .
لأولائك اللذين يدعون اليسارية ، و يتبنون الماركسية قولا و يعملون على خيانتها و تحريفها ممارسة ، إلى فرسان الجبهات و الإئتلفات ، و التحالفات المخزية مع القوى الظلامية صنيعة النظام ، و عميلة الإمبريالية ، منفدة المشاريع الصهيونية و الرجعية .
أنها حاضرة للدفاع عن مصالحها ، متحدية الخوف الذي تحررت منه مع انتفاضة 20 فبراير ، و أنها مستعدة للتضحية في مواجهة سياسة النظام القائم الهادفة للإجهاز على كل المكتسبات التاريخية للشعب المغربي، و لضرب كل مقومات العيش الكريم ، و أنها قادرة على تحطيم قيود الإستغلال و الإستثمار و الإستبداد ، و القضاء على نظام الفساد و النهب نظام المعمرين الجدد .
فما معنى ادعائاتكم و زعمكم قيادة معارك الشعب ، و أنتم في النقابات تعملون على تحييد و ابعاد الطبقة العاملة ، و بالنقابات ، تتاجرون و تساومون و تعقدون الإتفاقات في الحوارات ، و تدافعون عن ريعكم و امتيازاتكم ، و هاهي معركة الأساتذة في الرباط قد فضحتكم .
و أين هي أحزابكم ، أم أنها في الجبهات منشغلة على غرار مجلس قتل انتفاضة 20 فبراير ، بكيفية ايجاد وسيلة لامتصاص غضب الشعب ، عبر دعواتها الأسبوعية ، التي كانت هي نفسها في السابق مخرج( مجلس الدعم ) للتخلص من انتفاضة الشعب المغربي يوم 20 فبراير سنة 2011 .
و في هذا الاتجاه سأقدم نموذجا من صفرو ، يخص خلفية عدم تنفيد دعوة الجبهة ليوم 6 مارس .
عكس ما كان معمولا به في السابق لدى مكتب الجمعية المغربية بصفرو الذي كان ينفد كل قرارات و دعوات الجبهتين مند تأسيسهما ، فإن الدعوة الأخيرة للجبهة لم تجد صداها و ترجمتها ، حيت غابت الحماسة و التفاعل و التنفيد .
فأين تبخر الحماس الذي تستقبل به دعوات الجبهة من مناصريها في مكتب الجمعية ، و المكاتب النقابية ، و الأحزاب العضو فيها .
هل غاب مع الإطلالة البهية للشهيد كريم الشايب في ذكرى اغتياله يوم 23 فبراير ، أم لإطلالة شبح انتفاضة 23 المجيدة سنة 2007 ، التي أرخت بضلالها و تقلها و طلعت بشارتها الأولى مع شعار ( الأسعار تخفضوها . الانتفاضة نعاودها ) لتتوحد مع بشارة انتفاضة 20 فبراير في ذكراها الحادية عشر ، بشعاراتها القوية ، أم للحضور المتميز و النوعي و القوي ، لكل الفئات الشعبية الفقيرة ، و لكل المناضلين ، و لمتعقلي انتفاضة 23 شتنبر ، و للمرأة الكادحة . أم لإصرار هذه الجماهير على الإستمرار في التظاهر و الإنتفاض حتى إرغام النظام على التراجع عن الزيادات كما حصل في 2007 و إلحاحها على المناضلين بضرورة توجيه الدعوة مرة أخرى من أجل تظاهرة شعبية تستحضر فيها بطولاتها ، و همتها في المواجهة و التصدي لسياسة النظام القمعية و سياسة الغلاء و الفساد .
فأكيد أن استعداد الجماهير للتضحية و همتها العالية التي أظهرتها في ذلك اليوم ، و قدرتها على المواجهة و الصمود من جهة . و الإرتعاد و الخوف و التذبذب و التردد و الخيانة في الجهة الأخرى هي التي حالت دون تنفيد دعوتها (أي دعوة الجماهير الشعبية) يوم 23 فبراير ، الذي يتزامن مع دكرى الشهيد كريم الشايب ، و حالت دون تنفيد حتى دعوة جبهتكم ، أو للدقة مجلس قتل نضال الشعب ، يوم 6 مارس .
كما حالت دون الرد الميداني على تصريحات رئيس المجلس البلدي المستفزة للجماهير الشعبية التي ذهب فيها حد التخوين و العمالة ، هذه الأسطوانة المشروخة التي لجأ إليها النظام ، في 2007 و 2011 و 2017 إلى آخره .
فهل كذلك تزامن وقفة ساكنة الواتة يوم 23 فبراير أمام عمالة إقليم صفرو مع ذكرى استشهاد كريم الشايب هو الذي جعلكم ، ترتكنون إلى الخلف و تغيبون عن تأطير و مؤازرة هذه الساكنة الفلاحية ، و هل هذا التزامن هو ما جعلكم تلقون باللوم على مناضل الشعب المغربي ، و مناضل الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع صفرو الذي تواجد إلى جانب الساكنة و ألقى كلمة فضح فيها فساد و تواطؤ ممثلي النظام القائم مع أزلامه من رؤساء المجالس الحضرية و القروية ، و تلتزمون الصمت و الحياد و ترتكنون إلى الانتظار ، بدل فضح خلفيات تلك الشكاية الكيدية التي وضعت بهذا المناضل ، و فضح مخرجيها و من دبروها من الأجهزة القمعية .
أخيرا إن ذاكرة الشعب قوية و تسجل ، و لايمكن أن تنسى محطات نضالية موشومة بالدم، الجماهير من صنعتها ، و ضربت فيها أيات من البطولة حيت تشكل تاريخها ، انتفاضة 65 ، 84 ، 2007 ، 2011 . فكيف يمكن للتسقيف، و التلجيم و القمع و الإعتقال أن يوقف مسيرتها من أجل التحرر و الإنعتاق و صنع تاريخها الخالي من الإستغلال و من العبودية .