18‏/04‏/2022

سمير لزعر // الصمت وصمة الجريمة الدنيئة ... والتبرير لا يشفع للثائر


أصبح العالم من حولنا قاسياً بشكل رهيب، والتفاوتات اتسعت وتعمقت
لحد لا يطاق، والتهديدات العالمية للحياة على الكوكب الأزرق تعاود الظهور بقوة مع الأزمات المتتالية، لدرجة أنها تشكل اليوم معضلة خالدة أكثر من أي وقت مضى.

الأزمات الرأسمالية لا تتوقف، ولم تتوقف منذ 2008، وتستمر في التعمق وتتصاعد وتضع خيارات الحرب على رقع واسعة، ويهدد لهيبها الانتاج، والدولار، والأحادية القطبية، ووجود الكائنات الحية..

الشعوب تفتقر للعنصر الذاتي لوضع النهاية لهذه الأزمات.. 

الحروب تتوسع رقعها وتتمدد..

الحروب تخاض ضد الشعوب..

نذكر أن الحرب في العراق حرب ضد الشعب العراقي.. الحرب في سوريا حرب ضد الشعب السوري، كذلك الحال في اليمن وليبيا، ونفس الامر كان في أفغانستان ويوغوسلافيا سابقا..

كورونا ايضا كانت حربا ضد الشعوب..

أوكرانيا، اليوم، حرب أخرى ضد الشعوب..

مذابح الشعوب تتمدد..

سؤال من يدفع ثمن هذه الحروب، وكيف سنقف ضد المدابح، مبعد..

لا يهم،..

من وضعوا على قائمة "المفكرين" و"المحللين" و"السياسيين" ويتاجرون ب"الثقافة" و"الذكاء" ويملؤون الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع، المدعوم من عرق العمال وثروات الشعوب، لا يهمهم سؤال من يدفع ثمن الحرب ولا كيف سنقف ضد المدابح، وتهديد الحياة على الأرض..

القيادات السياسية ل"أحزابنا" من اليمين المتطرف إلى "اليسار" لا يهمها سؤال من يدفع ثمن الحرب، والأشياء الأخرى..

قيادات المركزيات النقابية غير مهتمة بسؤال من يدفع ثمن الحرب، ولا تهتم لغيوم المجاعة المنتشرة على أحزمة الفقر..

 "الإعلاميون" مهتمون بإغراق العالم في شبح الاخبار  الزائفة.. ومواضيع للتمويه، ولا تهمهم الحقيقة.. 

الرأسمالية تخوض الحروب من أجل الربح ومن أجل النهب، وإعادة اقتسام ما ينتجه الفقراء بين قطاع الطرق الامبرياليين والصهاينة (إعادة اقتسام الاراضي، والمعادن، والبحور، والطاقة، والشعوب لزيادة  الارباح..)..

الحرب ليست سوى المظهر الأكثر همجية للمنافسات الرأسمالية الاستعمارية والسعي لتحقيق أقصى ربح ممكن الذي يميز الرأسمالي..

الدول البرجوازية ترفع الضرائب والأسعار..

النظام المغربي يخضع لإملاءات القوى الاستعمارية والصهيونية، ويضع مخططاتها على أرض التنفيذ.. 

الناس تدفع بزيادة كل يوم.. 

المركزيات النقابية صامتة امام الزيادات المدفوعة يوميا..

"الاحزاب" السياسية، والجمعيات الحقوقية، ايضا صامتة..

وجل هذه الأطراف ترقص في الصالونات، على وقع عمل أوركسترا يدفعون ثمنه من عرق العمال ومن الفتاة المتساقط من ثروات الشعب المسروقة، وغائبة عن معانات الشعب، وبعيدة عن نبض الشارع.. 

تقليد النضال لذا هذه الأطراف المجرمة انتشل من الأعصاب، وصارت، لا تخشى اي دناءة، بل تقلدها.. وتصرف كل الجهود في السخافات وفي امتصاص غضب الشعب.. وتحولت لصمام الأمان،  وخانت شعاراتها والتضحيات والشهداء.. لقد أثرت إثراءا جعلها في صف باعة الوطن.. 

لا من يهتم بسؤال من أجل ماذا تدفع الزيادات كل يوم ..

سؤال من أجل ماذا تدفع الزيادات، ومن أجل ماذا يجوع الشعب، غير مرغوب فيه.. مغيب..

الزيادات تدفع بالطبع من أجل زيادة أرباح الرأسماليين، ومن أجل حروب النهب..

الزيادة في تزايد، 

الشعب يدفع،

الشعب يجوع.. 

الشعب يكدح ويجوع..

الشعب يقاوم بعفوية، وفي غياب أداة سياسية تنظيمية بديلة، وثورية..

السجون تعج بالمعتقلين السياسيين..

معركة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين تزين بها بعض الأحزاب السياسية والجمعيات الحقوقية جدارياتها.. 

غيوم الجوع تتكثف على مجمعات الفقراء.. 

الفقراء يموتون بالمرض، بالفقر، بقساوة الطبيعة، وتعمقت مآسيهم بعد السرقات المتتالية لما يشترون به الدواء والطعام والوقود..

الحرب تزيد من معانات الشعوب..

الحرب توسع المذابح الاجتماعية..

والكل، أحزاب، نقابات، "مثقفون"، "اعلاميون" يصمون أذانهم عن أنين الجياع.. 

هذه الحقيقة يجب أن نجهر بها.. أن تعرف من الجميع، حتى تظهر على وجوه كل الصامتين وصمة الجريمة الدنيئة.

إنها الخيانة.. 

قول هذه خيانة وجريمة، موقف لكن لن يوقف الجريمة..

التاريخ شاهد..

التاريخ لا يرحم..

التشويش على الموقف الثوري، وعلى الثوار، باسم الثورية عمالة..

المرحلة تتطلب المسؤولية..

المرحلة تتطلب الحضور بقوة وسط معمعان الصراع، لتنظيم المعركة ضد المذبحة الاجتماعية الجارية، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإنقاذ الحياة على كوكبنا.. ورفع وعي الشعب بمهمة الإطاحة بالرأسمالية باعتبارها الحل الجذري  لمنع الهجمة الرأسمالية.

اليوم، لا للزيادات، يجب ان يقترن بلا للرأسمالية، ولا لحروب النهب، ولا للقيادات النقابية والسياسية الخائنة..

الثورية مسؤولية،

التبرير لا يشفع للثائر.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق