كما وحدتهم الخيانة و العمالة، أثناء مرحلة الإستعمار المباشر، ضد قبيلة زاوية أولاد سيدي بنعيسى، عبر لعب أدوار هدفها:
أولا مساعدة المعمرين الفرنسيين لإغتصاب و ٱنتزاع الأراضي الخصبة و الشاسعة منهم باعتبارهم الملاك الحقيقيين لها ، بمنطقة الواتة صفرو ، و تانيا تسهيل طردهم إلى الهامش، و دلك بعد أن حول هؤلاء إلى طابور ينفد أعمال الغدر و القتل ، لردع أي مقاومة ، بثمن بخس ، هو توطينهم على الجانب المحادي لمجرى منبع رأس العين ،عبر منحهم بعض الهيكتارات، و تحفيظها لهم، كجزاء لما قدموه من خدمات ، و ضدا على الملاك الأصليين ، المهجريين، بالقوة إلى الهامش حيت التضاريس الوعرة، بجانب نهر سبو .
هده العملية التي لم تكن لتتم ،لولا التغلغل الإستعماري، و تمكنه من ضرب مقاومة القبائل المنتفضة، و القضاء على عهود الدفاع المشترك التي كانت تجمع بينها ، لأجل التصدي لظلم و جور السلاطين و قوادهم و بشواتهم .
و في هدا السياق كان هناك عهد يجمع قبيلة أولاد سيدي بنعيسى بقبيلة أيت وراين أو بني وراين ، و هي المعروفة في التاريخ بتمردها على قرارات السلاطين ، زمن ما يسمونه( السيبة ) و دورها في صد و تأخير التغلغل الإستعماري من جهة الشرق ، بموجبه كانت كل محاولات الإختراق الأولى للمستعمر تبوء بالفشل .
فكما كان الأباء الدين استوطنوا بواسطة الإستعمار المباشر يؤدون الخدمات له ، كدلك سار على سريرتهم البعض من حفدتهم في الدواوير المجاورة لقبيلة زاوية سيدي بنعيسى ، حيت يلعبون نفس الأدوار الموجهة من المعمرين الجدد ،و لصالحهم ،مقابل ،التستر على سرقتهم، و نهبهم، لماء السقي ، من بقايا الإقطاع ، الدين استحودوا على الأراضي المغتصبة التي لم تسترجع لملاكها الأصليين ، بعد افشال الثورة المغربية بصفقة ما يسمى الإستقلال الشكلي ، خلال مؤامرة إكس ليبن .
فجوهر و سر العداء الدي تكتف في السنوات الأخيرة خاصة بعد انتفاضة الشعب المغربي يوم 20 فبراير ، و الدي يهدف هده المرة تهجير فلاحي زاوية سيدي بنعيسى ، أمام تشبتهم بحقوقهم و الدي لم تنفع معه سياسة التماطل و التسويف و التلاعب ، حيت لم يتبقى أي حل معهم، إلا خطة التبوير لأجل التهجير، و دلك بغرض القضاء على فلاحاتهم المعاشية من أشجار زيتون، و خضروات ، مضافة إلى سياسة الغلاء ، و دلك عبر السطو على منبع رأس العين ، تم سرقة نصيبهم و سهمهم من الماء ، و تحويل حقهم في نفس الوقت إلى سلاح ضدهم . من طرف ممثلي النظام القائم و أزلامه بصفرو ، و مؤسساته ( مجلس جماعي قروي و إقليمي ، جهوي ، غرف فلاحية ، مديرية الفلاحة ، مديرية التجهيز ، مندوبية الصحة ، و مديرية التعليم ) .
يكمن في الارتباط القوي لهؤلاء الفلاحين بأرضهم المغتصبة ، و ما تشكله هده المسألة من أهمية باعتبارها أرضية للنضال و تفجير المعارك و تعبئة الأولاد و حتهم على المقاومة حتى استرجاع أرضهم .
تانيا : أنها القبيلة الوحيدة التي تشكل حجرة عتراء أمام خطط الإجهاز على المنبع المائي، من أصحاب الضيعات ، و التي تكشف فساد المجلس و دسائس رئيسه ، المتورط في بعث دم الخيانة و العمالة في عروق بعض المستفيدين من سكان بعض الدواوير المجاورة التي تقوت و استأسدت بواسطته و بدعمه ، و بوتاق الخيانة و العمالة الدي يربطهم جميعا و بانحياز السلطات المحلية لهم .
فكيف نفسر طمس و إقبار الملف المطلبي الدي تحركت من أجله الساكنة و الدي يشكل محوره مياه السقي ، و الدي نظمت على أساسه عدة مسيرات ووقفات أسفرت عن حوارات إلتزمت فيها السلطة مند 2017 و 2019 بحل كل هده المطالب ؟
إن محاولة الإقصاء المعتمدة في حق فلاحي زاوية سيدي بنعيسى لن يزيد ساكنتها إلا وعيا و تشبتا بأرضهم ، و توريت هدا الوعي لأبنائهم و بناتهم و أن كل خطط التهميش و التفقير و الإقصاء .و خطة تحويل حقهم في الماء و في الدفاع عنه .إلى سلاح ضدهم. لن تتنيهم عن السير في طريقهم النضالي الدي رسمه الأجداد .
إن حرمانهم من الإستفادة من مشاريع تمر في أرضهم نمودج مشروع نقل الماء من سد مداز ، و حرمانهم من مرافق مصاحبة تكون عادة مصاحبة لمشروع بناء محطة كهرومائية على أرضهم ، كالطريق و المدرسة، و المستوصف ، يعطي دليلا أخرا على محاولة ممثلي النظام القائم و أزلامه عزمهم تنفيد خطتهم الرامية إلى التهجير القسري لهده الساكنة الفلاحية المغلوبة على أمرها سيرا على نهج الإستعمار الفرنسي . كاجابة واحدة و و حيدة يمتلكها النظام القائم ، هاته الاجابه التي ستتكسر على صخرة الصمود و التشبت بالأرض و بشجرة الزيتون .
شارك هذا الموضوع على: ↓