تلجأ الوزارة على القطاع إلى الضغط على الأساتذة والأستاذات في نهاية كل موسم دارسي لإنجاز ما يسمى " الدعم التربوي"، وهدفها الأول والأخير هو الرفع من نسبة النجاح، من أجل استهلاكها إعلاميا وطمس معالم أزمة بنيوية تعرفها المنظومة منذ عقود
وبالتالي محاولة تضليل الرأي العام الوطني والدولي من خلال تسويق أن التعليم المغربي في تطور مستمر بقيادة وتبصر رشيدين.. لكن، عندما نتبصر في أسس الأشياء ونتائجها الملموسة، نجد أن هذا الدعم التربوي يشبه كثيرا، وإلى حد التماهي، عملية تسمين "الخرفان" من قبل "الكسابة" وتقديمها للبيع في أسواق موسم عيد الأضحى(الامتحانات الإشهادية)، حيث يصبح التلميذ وسيلة للبيع والشراء : كم يساوي ؟! أي ما هو المعدل الذي يحصل عليه بعد هذا الدعم/ التسمين؟! لأن الغاية هي ما سيجنيه كل متدخل ودرجة تواطؤ ذمته في هذا الدعم وحرب الأرقام والنسب % ( الأستاذ/ المدير/ المدير الإقليمي/ مدير الأكاديمية/الوزير).
إن الدعم التربوي في المغرب لاعلاقة له بترميم الثغرات الذاتية أو المساهمة في تقوية شخصيات معرفية قادرة على التعامل مع وضعيات مشكلة مختلفة، ولا يهدف أيضا إلى بناء عقول متفاعلة مع واقعها المتحرك أو صنع فئة تستبطن دورها في الحياة وفق قيم إنسانية سامية.
وإنما هو دعم يعكس انخراطنا الجماعي في تسليع الإنسان وإفراغه من كرامته وقيمته، من خلال شحنه بمعلومات متنوعة، دون نسق منطقي طبعا، وتزويده بمعارف جافة سرعان ما سيفقدها بعد نجاحه أو رسوبه، بمعنى أننا نعلم أطفالنا الطريقة المثلى التي سينجح بها فقط.
وذلك تماشيا ما فظاعة نظام رأسمالي حولنا إلى أدوات بينها مصالح لحظية في الدراسة والنجاح وباقي نوافذ الحياة، لذلك نجد أغلب التلاميذ لايهمهم إلا النجاح ولا تهم الطريقة!! وهم الذين يلجون فيما بعد سوق الشغل، ولا تهمهم إلا مصالحهم الشخصية من مناصب وترقيات وتعويضات وغيرها، و لا تهم أيضا الطريقة!!
إن واقعنا يكشف نجاحنا المغشوش، ومعدلاتنا المرتفعة جدا تعكس مستوانا القيمي والتواصلي في مجتمعنا، وشهاداتنا العليا تعري كفاءاتنا في العمل داخل كل الإدارات وفي كل القطاعات..
إن مسرحية الدعم التربوي ما هي إلا شكل من أشكال أزمة النظام التربوي المغربي الذي يعبر بدوره عن فشل نظام سياسي برمته.
مع الأسف.
ونحن اعلى ابواب اللا متحانات الغير استشهاديةداخل منظومة تربوية مترهلة متعفنة متحجرة متقيحة حتى النخاع والتي هي نتيجة تصفية ممنهجة منذ الاستقلال الممنوح والموقع من طرف الجنرال ليوطي القواد ومحمد الخماس الذي
ردحذف