15‏/07‏/2022

عبد الحفيظ حساني // مواصفات مؤتمر ناجح بالإجماع !! ؟؟


أحاول من خلال هذه الملامسة النقدية تسليط بعض الضوء على مجريات
و أشغال المؤتمر الجهوي الثاني للجامعة الوطنية لعمال و موظفي الجماعات المحلية إ . م. ش  الذي انعقد بوجدة  يوم 02 يوليوز 2022 ...

وقبل الحديث عن ذلك لابد الإشارة إلى بعض النقاط التي تطبع السياق العام ، و الذي يتسم بتدمر الشغيلة الجماعية من غلاء المعيشة و ارتفاع الأسعار ، و تراجع حاد في مستوى القدرة الشرائية للطبقة العاملة.و الاستياء العام من توقيع النقابات الاكثر تمثيلية على النتائج المهزلة  للحوار الاجتماعي الذي لم يحرك مستوى الأجور التي بقيت على حالها و بقيت معها امال كل الفئات معلقة في تسوية وضعيتها و تحقيق مطالبها المشروعة. تلك المطالب  التي تم ركنها و الانتظارات التي تم قبرها مقابل الارتياح الهادئ  من  رفع قيمة  الدعم المالي الممنوح للنقابات و التهليل والتطبيل للرفع من ايام رخصة الولادة الممنوحة للزوج ... 

لقد جاء المؤتمر الجهوي الثاني كحلقة استعراضية في أفق انعقاد المؤتمر الوطني السادس و محاولة رسم خارطته والضغط  لبناء توازنات وخلق توافقات لتأثيث المشهد النقابي... 

ان الحديث  المؤتمر الجهوي و الجهوية عموما على مستوى التنظيم النقابي كاحد الحلقات الوسطى يجرنا في ظل معمعان  الحديث عن  الجهوية المتقدمة التي اصبح تفريغها ضرورة ملحة على أرضية المستجدات و التوصيات التي جاء بها الحوار الاجتماعي الى الحديث عن خلق اكاديميات التكوين الجهوية و التمهيد خلق نقابات بكناش تحملات ( قانون الاضراب ) و تسهيل التوافقات المسبقة على حساب ملفات الشغيلة ... ليتم  تحويل النقابة الى آلية من آليات تلجيم الصراع و تلجيمه بدل تأجيجه ... 

هكذا. في هذا السياق العام انعقد المؤتمر الجهوي الثاني في جو من  " الاجماع  " ...

 من الساعة العاشرة صباحا الى الساعة الثالثة مساءا مع نصف ساعة للشاي و أكثر من ساعة لوجبة الغداء وبالاضافة الى الوقت المخصص و تقديم الهدايا . بدون إحتساب الوقت الضائع . . . خمس ساعات كانت كافية لإنهاء كافة اشغال وجدول أعمال المؤتمر . 

فكيف نعقد مؤتمرا ناجحا في خمس ساعات ؟؟؟؟ 

 لقد تم كل شيء بالإجماع . حتى الاتفاق على تأجيل نقاش أوراق المؤتمر تم بالاجماع . أنتهى المؤتمر ولم يصدر عنه أي بيان ختامي . ما تم نشره هو مجرد بلاغ فقط الى جانب الصور و بعض تدوينات التهاني ... 

دعونا نبحث ونناقش معكم معايير و مواصفات النجاح التي تساهم في تجدير  ثقافة الاجماع بذل '  تجدير الوعي النقابي "   : 

◾ان ينعقد مؤتمر دون عرض خارطته على القاعة العامة و دون إعطاء  كم هو عدد الفروع الحاضرة و كم هو عدد المؤتمرين و عدد المشاركات و المشاركين . ودون تقديم مالية المؤتمر للمصادقة...!؟

◾أن ينعقد مؤتمر يعرض فيه تقرير أدبي وتقرير مالي شفوي غير مكتوب للمصادقة - بالإجماع طبعا - مع حرماننا من حق المناقشة و حتى من حق التحفظ أثناء التصويت وكأننا في " زاوية " و لايجوز  اغضاب الشيخ من طرف المريد ... و تم في الرد  تسييد الخطاب العاطفي بنبرة غاضبة و منفعلة بدل  التفاعل بشكل إيجابي مع مداخلتي ( التي تشبت باخدها  داخل القاعة رغم محاولة المتع و الحرمان ) وتقديم  الاجابة الناضجة المؤطرة بالفهم الايديولوجي للطبقة العاملة  ...

تم بالاجماع التصويت على التقرير ين مع العلم التقرير المالي كان شفاهيا و ارتجاليا وبشكل ساخر يحكي عن تسيير فترة ست سنوات ب  00  صفر درهم  ... فهل يعقل بميزانية 00 صفر درهم مواكبة و تغطية عشرات الأنشطة التي قدمها التقرير الادبي خلال فترة ست سنوات . فهل يمكن إنجاز برامج وأنشطة في غياب المالية ؟ من الممون إذن ؟ وحتى لو اعتمدنا بشكل كلي على المساهمات ( وجيوبهم ورزق أولادهم  )  كان من المفروض إقرار ذلك و إعداد تقرير مكتوبا  يتضمن منهجيا بابا خاصا بالمداخيل مع تحديد طبيعتها و قدرها و تاريخ تحصيلها . و باب اخر خاص بالمصاريف تحدد كدلك طبيعتها وقدرها ( ولو كان سنتيما واحدا ) و تاريخ صرفها - هكذا - حتى يتم تنوير المؤتمرين باعطاء الحجم الحقيق للتكلفة التي غطت فترة ما بين المؤتمرين بدل التصويت بالإجماع ع ع ع ع ع ع ع ع ...!؟ 

◾أن ينعقد المؤتمر ومجموع أوراقه لا يتعدى 3 ثلاثة صفحات و يتم إرجاء نقاشها بالإجماع الى حين انعقاد أول اجتماع اللجنة الادارية الجديدة التي سيفرزها المؤتمر. أي أنه سيتم نقاش الأوراق لاحقا و المصادقة عليها لاحقا  بعد انتهاء أشغال المؤتمر الناجح ...!؟

◾أن ينعقد المؤتمر وتقدم فيه اللائحة النهائية للمكتب الجهوي دون تقديم أي ترشيحات من طرف أعضاء اللجنة الادارية  فتلكم هي قمة البيروقراطية . من اصل 74 عضو في اللجنة الإدارية قامت لجنة الفرز باختيار  و إسقاط تشكيلة المكتب مكونة من 25 عضو  بدون تقديم أي أحد من  أعضاء اللجنة الإدارية لترشيحه  ، و بدون اعتماد أي معيار للانتقاء ..!؟

◾◾اعذروتي ايها السادة أيها الرفيقات و الرفاق والاصدقاء ... فانا لم اذكر سوى الجوانب السلبية و أغفلت جوانب النجاح . فعل مستوى الأكل و التغدية المؤتمر كان ناجحا بكل المقاييس. بالإضافة الى القهوة و الشاي و الحلوى ، وجبة الغداء كانت ناجحة و تم تجهيز خمسة عشرة طاولة بمقدمات الاكل و تقديم  الدجاج المطهي بطريقة جيدة مع تقديم البطيخ  " الاحمر " الذي يعكس شعار المؤتمر " من أجل تجدير الوعي النقابي " 

وجبة الغداء كانت لذيذة و كافية لكل الحاضرين الذين انتقلوا بعد نهاية الاكل الى القاعة العامة و الجلسة الختامية للإعلان مباشرة عن لائحة المكتب الجديد .

إنها مواصفات مؤتمر ناجح  بالإجماع . انها الجهوية النقابية  المتقدمة في أسمى تجلياتها  البيروقراطية . فلماذا ضياع الوقت خمس ساعات جد جد  كافية . 

عبد الحفيظ حساني 

مناضل ديموقراطي




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق