2022/07/24

Camarde Ml // لينين


 في هذا الشارع الضيق، في قلب المدينة العتيقة ل زيوريخ السويسرية، غير بعيد عن نهر ليمات، كان يسكن الرفيق فلاديمير لينين، و قد استأجر غرفتين متواضعتين ب24 فرنكا للشهر في الحي المسمى شپيغلغاس Spiegelgasse (رقم 14). و ما تزال لوحة معلقة على جدار المنزل، و أمامه مجسم باللغتين الألمانية و الانجليزية يؤرخان للحدث. 

و رغم أن لينين كتب لوالدته يقول "زيوريخ تعجبنا كثيرا، و البحيرة رائعة"، لكن إطار العيش في شبيغلغاس لم يكن جيدا، حيث قالت رفيقة لينين، ناديا كروپسكايا، في مذكراتها: "هناك في الساحة رائحة كريهة تنبعث من مصنع للنقانق، لذلك لا يمكننا فتح النوافذ إلا خلال الليل". 

في زيوريخ، و رغم ظروف المنفى و ضنك العيش، أنجز لينين عملا علميا قيما يعتبر اليوم أكثر راهنية من أي وقت مضى تجلى في مؤلفه الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية. الكتاب يشكل عصارة لدراسة لينين لمئات الكتب و الجرائد و المجلات. و قد استنتج لينين، اعتمادا على المنهج المادي الجدلي الذي ابتكره ماركس و انجلز، بأن الرأسمالية أصبحت تعيش مرحلة جديدة مند نهاية القرن التاسع عشر تتميز أساسا بسيطرة الاحتكارات على المستوى العالمي. 

بزيوريخ أيضا، شرع لينين في كتابة مؤلف يعرض فيه نظرة الماركسية الى الدولة خريف العام 1916 ؛ أي عشية الثورة البرجوازية. و قد بقيت في مكتبات المدينة (زيوريخ) بطاقات تتضمن ملخصات لينين لبعض الكتب العلمية المهمة في هذا الصدد، و منها "اصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة"، و "الحرب الأهلية في فرنسا". 

و كنتيجة للبحث العلمي البالغ الذي قام به لينين في هذا الصدد ظهر كتاب عُرف تاريخيا باسم الدفتر الأزرق تحت عنوان "الماركسية بصدد الدولة" و هو الكتاب الاكثر ديموقراطية و ثورية في التاريخ : اي كتاب "  الدولة و الثورة - تعاليم الماركسية حول الدولة، ومهمات البروليتاريا في الثورة"…

غادر لينين سويسرا نهائيا يوم 9 أبريل 1917 في رحلة القطار المعروفة التي قادته الى سان بطرسبورغ، بعد ان اقام و رفاقه البلاشفة في مختلف المدن السوسرية خاصة جنيف، برن و زيوريخ... أما البقية، فهي معروفة. فبعد ستة أشهر من تاريخ مغادرة لينين لسويسرا، انتصرت ثورة أكتوبر البلشفية العظيمة و دخل لينين و معه الماركسيون اللينينيون امميا سجل التاريخ من بابه الواسع… 

 Camarde Ml    23/7/2022،




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق