03‏/09‏/2022

أباسيدي عزالدين// حينما كانت ممارسة المناضل، محكومة بفهم أو تصور سياسي



حينما كانت ممارسة المناضل، محكومة بفهم أو تصور سياسي ،هدفه التغيير الجدري للأوضاع الاقتصادية، و الاجتماعيه ، و السياسية. 
كان شغل و هم و ما يحرك هدا الأخير سواء في النقابة أو الجمعية أو أي إطار جماهيري ، في صراعه ضد النظام القائم هو الوصول إلى الجماهير الشعبية الفقيرة و تمتين علاقته بها ، و كسب تقتها .بالأدوات و الوسائل النضالية من تعبئة و تأطير و توعية و تنظيم ، على أرضية مصالحها و طموحاتها ، باعتبارها أولا و أخيرا هي صانعة التاريخ .

و هكدا كان العمل النضالي متقدما ، و كانت المبادرات الجريئة ، و لم يكن الإرتكان إلى الخلف و الإنتظار و التيئيس ، هو السائد ، و كانت الممارسة محكومة بمنطق الفوز بشرعية تمتيل الجماهير و تفويت فرصة السبق على النظام و أزلامه من عملاء و سماسرة ، و خونة ، و على المتاجرين بألام و تضحيات الشعب الكادح ، في أفق تكنيس نظام العمالة و الخيانة بالسبيل الثوري .
و في المقابل كان من جانب الجماهير التقدير و الإحتضان للمناضل مكافأة له على الأدوار التي يقوم بها ، و التفاني في العمل لصالحها ، و لم تكن دسائس و مؤامرات أجهزة الاستخبارات تجد من يسمعها أو يتق في من يروج لها و خصوصا إدا استهدفت المناضل ، و كدلك الإستعداد للتضحية بهمة عالية ، و بمشاركة غير مشروطة في المعارك النضالية دفاعا عن مكتسباتها التاريخية ،و إجهاضا للمخططات الطبقية، التي تستهدف ، خيرات و تروات بلادها ، و ضرب قدرتها المعيشية ، و شروط حقها في العيش الكريم .
أما الآن فالصورة المعكوسة من واقع الحال هي على النقيض من دلك . حيت الجماهير الشعبية المكتوية بنيران سياسة الغلاء في أسعار المواد الأساسية ، و في فواتير الماء و الكهرباء . و هي التي تنظر باستغراب أولا : للصمت المطبق من أدعياء النضال ، أولائك الدين حولوا الإطارات الجماهيرية ، من نقابات و جمعيات، و غيرها إلى أدوات للممارسة التضييق و الإقصاء ، على مناضليها المخلصين. المناضلين الجدريين ، الخارجين عن إجماعهم و عن إئتلافاتهم و جبهاتهم ، و تحالفاتهم مع من أيديهم ملطخة بدماء الشهداء .من قوى رجعية شوفينية و ظلامية .
و هي تواجه تانيا : هجمة النظام على مكتسباتها التاريخية ، و خاصة في مجال الصحة ،و التعليم ، و كدلك أمام التطبيع المكشوف مع الكيان الصهيوني، عبر التطبيل للزيارات المتبادلة ،و الإستقبالات لمجرمي هدا الكيان الغاصب .
و أمام كدلك تكريس نهج التفقير ،و التجويع ،و التشريد ، نتيجة سياسة التسريح و الطرد في صفوف العمال و سياسة تبوير الفلاحين ، و حرمان المعطلين من حقهم في الوظيفة العمومية ، و تشريد ساكنة أحياء القزدير و ساكنة المنازل الآيلة للسقوط ، و ساكنة الكهوف عبر حرمانهم من حقهم في السكن .
لا تستتني في أحاديتها التي تتناول فيها ، بالنقد ، الأدوار الخيانية و الإنهزامية للإطارات ، سواء النقابية أو السياسية الجمعوية ، و لا كدلك للمتاجرين بقضاياها ، من أشباه المناضلين ، و أدعياء النظام ، المجهضين لمعاركها ، المتواطئين و المساهمين بالصمت في معاناتها ،و معاكسة طموحها ، في الأحياء و المعامل و الضيعات ، حتى المناضلين المخلصين لقضاياها ، الدين يحترقون من بعد المسافة من المعنيين بالتغيير من عمال و فلاحين، الدين لازالوا قابضين على الجمر، و سائريين ،على خطى الشهداء، الدين يطوقهم الأعداء من كل جانب ، و كلهم عزم و إصرار ، لإنجاز المهمة، صامدين و متراصين. بالرغم من ممارستهم المبدئية و إلتصاقهم و تواجدهم إلى جانبها ، و دلك نتيجة أولا التشويه و القصف من كل الجهات. و نشر السموم . و من جهة أخرى نتيجة :غياب الحزب الماركسي اللينيني .
حين تضع عن غير قصد ووعي ، و بدون إلمام ،الكل في سلة واحدة و تعتبر الكل سماسرة و انتهازيين ووصوليين، شغلهم و مهمتهم ،اقتناص الفرص بالركوب على معاركها للوصول إلى فتات النظام وليس توعيتها بمهامها .
و لها الحق في دلك و خاصة لمن يحملها مسؤولية هدا الوضع ، و يجعلها شما عة يعلق عليها عجزه و فشله و يخفي مسؤوليته في ما تعانيه نتيجة السياسة الإجرامية للنظام القائم ،من جهة، و لتخادله، و انبطاحه في مواجهة النظام القائم .
فكيف للجماهير الشعبية في صفرو ، و خاصة في هده الظرفية، و في هدا الوقت ، أي ظرفية الزيادات في الأسعار، و في فواتير الماء و الكهرباء، أن لا تنتقد و تسخر ، من كل من يدعي النضال و من كل الإطارات ، و بالخصوص مناضلي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ،و دلك بالنظر لما ترسخ كحقيقة ، عندها من كون ، مناضلي هدا الإطار هم من كانوا وراء، إشعال فتيل انتفاضة 23 شتنبر 2007 ، و بالفعل فتلك حقيقة ،فهم من كانت لهم أدوارا طلائعية . فما المانع بالنسبة لها ، الدي يمنع ، من هم الآن داخل الجمعية و في إطارات أخرى نقابية و سياسية ، و يزعمون الدفاع عن مصالحها و الإنتساب لليسار ، من مواجهة ما تتعرض له من هجومات في جميع القطاعات و خاصة، التعليم، و الصحة ،و السكن . ؟ و خاصة أن نفس الأرضية و الظروف التي فجرت انتفاضة 23 شتنبر لا زالت قائمة بل تعمقت أكثر . من تنظيم الجماهير و تأطيرها و إخراجها للإنتفاض على هدا الواقع .
فكيف لا تطرح التساؤلات و الأسئلة و هي التي ضحت و قدمت ، 46 معتقل في انتفاضة 23 شتنبر ، و هي التي كانت حاضرة بقوة مع فلسطين بإضرابها العام أثناء هجوم الكيان الصهيوني على غزة . و هي التي ضحت دفاعا عن مكتسباتها في معركة السكن البطولية ، و الآن تتعرض للإقصاء و الإنتقاء من الاستفادة من حقها في السكن .
فكيف لا تتور أمام كل من يدعي النضال قولا و الخيانة فعلا و هي التي قدمت الشهيد كريم الشايب في الانتفاضة الشعبية في 20فبراير 2011 .



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق