بغرب المغرب وبجنوبه وبطوله وعرضه، يعيش العمال الزراعيون والعاملات الزراعيات ظروفا هشة وقاسية بدون أبسط الحقوق وفي غياب شروط الحياة الكريمة.
ليس ذلك وليد اليوم، إنها مأساة مستمرة في صمت وتواطؤ مكشوفين. ورغم أخبار حوادث الشغل المُميتة التي ذهب ضحيتها العديد من العاملات والعمال، فلا حياة لمن تُنادي. إنها مأساة، كلما ضاق حصارها من طرف الأحزاب السياسية المتخاذلة والنقابات المتواطئة (آليات الإطفاء)، يشتدّ قمع النظام وتتوسع شراسة الباطرونا المحمية وجشعُها ونهبُها اللامحدودان..
فأينما وُجد العمال الزّراعيون والعاملات الزّراعيات تُخيّم المعاناة ويسود البؤس في صفوفهم/هن وعائلاتهم/هن (أجور متدنية وتمييزية حسب الجنس وساعات عمل لامحدودة وتحرّش جنسي بالنسبة للعاملات ولا ضمان اجتماعي ولا تعويضات ولا نقل يضمن أبسط شروط الكرامة الإنسانية، حيث التكديس في وسائل نقل مُذلّة ومُهترئة وبدون تأمين، بالإضافة الى ظروف السكن غير اللائق أمام الهجرة المتصاعدة والبحث الحثيث عن الشغل، خاصة من طرف المرأة العاملة المُضْطرّة...)..
إن أخبار المعارك المقاوِمة للاستغلال والاضطهاد الطبقيين لا تتوقف من مناطق القنيطرة وسوق أربعاء الغرب وعبر مكناس والى بيوكرى وأيت باها وتارودانت وهوارة (منطقة سوس)..
إن معارك بنات وأبناء شعبنا معركة طبقية واحدة في مواجهة عدو طبقي واحد، فلنكن في المستوى النضالي المطلوب..
عاملات مُعتصمات وعمال مُعتصمون، نضالات بُطولية مُتواصلة من طرف المعنيين/ات وعائلاتهم/هن..
إضرابات عن العمل محدودة ولا محدودة..
إنه طرق قوي وفاضح على الجدران، ولا حياة لمن تنادي من طرف أحزاب سياسية ميتة وقيادات نقابية وجمعوية غير مُؤمنة بالحياة..
إنها إدانة صريحة لكل من يختبئ وراء الشعارات "الجميلة" ويتآمر ليلا ونهارا ضد رفاقه وضد المناضلين الجذريين القابضين على الجمر..
إنها صرخة مُدوية في وجه/آذان المناضلين والمناضلات، إنهم/إنهن المعنيون/ات بهذه القضية الطبقية النبيلة.. إننا معنيون/ات بكل قضايا شعبنا العادلة، منها بالدرجة الأولى قضية العمال والعاملات بالمغرب وخارج المغرب (عاملات الفراولة بإسبانيا مثلا) والفلاحين الفقراء الحلفاء الطبيعيين للعمال.. إننا لسنا أمام اختيار خدمة هذه القضية دون غيرها وانطلاقا من المتطلبات التي قد تبدو "في المتناول" (النضال الناعم أو الهاوي).
إن كل قضايا شعبنا تتطلب التضحيات تلو التضحيات وبدون حدود أو أوهام (عمال وفلاحين فقراء ومُعطّلين وطلبة ومُشرّدين...).. فلا قضية طبقية بدون ثمن نضالي (استشهاد واعتقال ونفي وحصار وتضييق وتشريد وتدمير...)..
إن خدمة قضية الاعتقال السياسي مثلا، باعتبارها قضية طبقية تستدعي منا متابعة نضالات المعتقلين السياسيين (أسطر هنا على نضالات) والاهتمام بأوضاع عائلاتهم، وذلك من خلال التعريف بقضيتهم وبلورة مبادرات نضالية داعمة من أجل إطلاق سراحهم بدون قيد أو شرط. فشعار إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين نقطة محورية في برنامج القوى السياسية المناضلة فعلا وقولا.
وبالنسبة للعاملات الزراعيات والعمال الزراعيين، أيننا نحن المناضلين والمناضلات الثوريين/ات من معاناتهم ومن معاركهم المتواصلة؟!!
لنُتابع أيُّها الرفاق أيّتُها الرفيقات (لا فرق) معاركهم/هن، ولنتواصل معهم/هن ولنُعرّف بهم/هن، ولنُنْجز التحقيقات حول ظروف اشتغالهم/هن، ولنفضح الإجرام الذي يطالهم/هن يوميا من طرف أصحاب الضّيعات الفلاحية الذين يتبوؤون مناصب المسؤولية في الحكومة والبرلمان وغيرهما من المؤسسات الهجينة ويتشدّقون بالشعارات الرّنانة ويردّدون التّصريحات المُضلّلة، بل لنُساهم في تنظيمهم وتأطيرهم، طبعا بعد وفي إطار تنظيم وتأطير أنفسنا أولا..
إن فاقد الشيء لا يعطيه، ولا مجال للعاطفة الزائدة والمزايدات المجانية. إن قضية العمال قضية طبقية، والتعاطي معها لا يمكن إلا أن يكون طبقيا. فلا معنى، غير "الشغب" السياسي/السياسوي البورجوازي الصغير التافه، للمناداة بتنظيم العمال والفلاحين الفقراء وتأطيرهم دون الاشتغال على قدم وساق بهدف بناء الحزب الثوري، الحزب الماركسي اللينيني. إنها مُؤشرات فاصلة وعناوين دالة على من يريد "كاريزما" انتهازية لذاته ومصالحه الضيقة (إننا نعرف بعضنا البعض)، ومن يسعى الى "كاريزما" ثورية جمعية لفائدة المشروع السياسي الذي يُناصر وينتصر للطبقة العاملة والثورة المغربية، الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية..
وبالمناسبة، فشعارات الحرية والديمقراطية (وحقوق الإنسان عموما) وأيضا شعار الإصلاح الزراعي ليست غير شعارات مرحلة الثورة البورجوازية، أي شعارات الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية قبل الانتقال الى المرحلة الحاسمة، الثورة الاشتراكية المعنية بالصراع الطبقي "النقي" (لينين) بين قُطبيه الرئيسيين البروليتاريا والبورجوازية من أجل إرساء ديكتاتورية البروليتاريا، أي الاشتراكية. فلا اشتراكية علمية بدون ديكتاتورية البروليتاريا (انتهى الكلام)..
وبعد كل هذه "البلا بلا"، نتحمل قسطا وافرا من المسؤولية، كاعتراف بالتقصير (نقد ذاتي)، وكوعد لمواصلة معركة وقضية العمال والعاملات حتى النصر...
معركة "لا للولاء" معركة العمال والفلاحين الفقراء، معركة حتى النصر، اليوم وغدا ودائما..
شارك هذا الموضوع على: ↓