2022/10/12

حسن أحراث// في ذكرى الشهيد رحال جبيهة (13 أكتوبر 1979)..


نتذكرك دائما الشهيد رحال، كما نتذكر شهداء شعبنا وشهداء قضايا الشعوب
 المضطهدة كافة، ومن بينها بدون شك قضية شعبنا الفلسطيني وشهدائه. لا مبالغة في ذلك، لأن الوفاء لشهيد واحد هو وفاء لكافة الشهداء، كما أن الوفاء ليس غير الوفاء.. والوفاء المقصود هنا ليس غير الالتزام النضالي بخدمة قضايا الشهداء، وهي عموما قضية واحدة في مواجهة عدو واحد بكل مناطق العالم، هو الرجعية والصهيونية والامبريالية. ومنطلق المناضل الوفي لشهداء شعبنا هو مواجهة النظام القائم وعملائه من قوى سياسية رجعية أو متخادلة ومن قيادات نقابية وجمعوية بيروقراطية متواطئة..

لن أحدثك، الشهيد رحال، عن معاناة شعبنا أو عن هُزالنا السياسي؛ فذلك يفقأ العين. ولن أحدثك عن التحاق "الشجعان" من رفاقك/رفتقنا، فرادى وجماعات، بأعدائنا؛ فتلك حكاية قديمة/جديدة..

لن أحدثك عن المعتقلين السياسيين وأوضاع السجون..

لن أحدثك عن مآسي العمال والفلاحين الفقراء والمعطلين والطلبة والمشردين..

لن أحدثك عن صمت القوى السياسية ومباركتها للمخططات الطبقية وعن انبطاح القيادات النقابية البيروقراطية وعن الحوارات المغشوشة التي ترسم حتف بنات وأبناء شعبنا..

وطبعا، لن "أُبشّرك" بالإنجاز "الأممي" (الأمم المتحدة) الأخير للنظام، أي عضوية بلدنا بمجلس حقوق الإنسان (2023-2025)، بلد "الديمقراطية" و"الحرية" وباقي "حقوق الإنسان" (المتعارف عليها دوليا)..

لن أُثقل كاهلك، الشهيد رحال..

لنحدث أنفسنا ورفاقنا وكل المناضلين..

لقد صار اليوم إعلان الانتماء، قولا وفعلا، الى الشهداء جريمة؛ وصار الحديث عن الشهداء تخلفا في ظل التهريج والزعيق السائدين.. 

ولا يسعني في ذكراك المجيدة الشهيد رحال، أي بعد 43 سنة عن تغييبك أو غيابك القسري، إلا أن أجدد عهد مواصلة درب شهداء شعبنا..   

إنها كلمة "ليست كالكلمات"، أي كلمات البكاء على الأطلال أو تضميد الجراح.. 

إنها كلمة المواجهة، والمواجهة المطلوبة تستدعي السعي الحثيث لتنظيم الذات المناضلة وتطوير آليات ممارستها وترتيب الأولويات بارتباط مع مجالات الاشتغال ومع القوى الفاعلة في سيرورة التغيير الجذري..

إن تسطير هذه المقدمة العامة، الشهيد رحال، لا تتوخى التكرار الممل بالفضاء الافتراضي؛ بل تخاطب المناضلين الأوفياء فعلا للشهداء بكل مواقع الفعل. ولن نمل من ترديدها والعمل على إنجازها من أجل تحفيز الرفاق لمواصلة درب الشهداء من خلال الانخراط العملي في المبادرات النضالية الجادة والمسؤولة، رفضا "لنضال" الشعارات ودرء لخطاب التيئيس وتصديا للنزيف والتيه اللذين يشُلّا الحركة المناضلة.

إننا اليوم أمام صورة سياسية واقتصادية واجتماعية قاتمة، إضافة إلى جزر سياسي غير مسبوق. إلا أننا في نفس الوقت أمام مشهد مكشوف، سياسيا ونقابيا وجمعويا؛ أمامنا خريطة واضحة التضاريس/المعالم..

ولن يُعذر مناضلٌ اليوم بتقاعسه أو تردّده أو تخلفه عن أداء رسالته النضالية، خاصة وأن التردي الاقتصادي والاجتماعي تجاوز كل الحدود...

المجد والخلود للشهيد رحال جبيهة ولكافة شهداء شعبنا..

الحرية لكافة المعتقلين السياسيين..

ملاحظة: الصورة المُرفقة هدية من أخ الشهيد عمر جبيهة في ذكرى سنة 1991 بالدار البيضاء..

ورقة تعريفية عن الشهيد:

"ولد الرفيق جبيهة رحال سنة 1948 بقلعة السراغنة، وبها تلقى تعليمه الابتدائي، ثم انتقل إلى سيدي رحال ليتابع دراسته بالإعدادي. وفي مدينة الدار البيضاء التحق بشعبة المكانيك العام بثانوية جابر ابن حيان. أعتقل رحال لأول مرة لمدة 15 يوما إثر أحداث انتفاضة 23 مارس 1965، وكانت المرة الثانية سنة 1968 إثر إضرابات التلاميذ

وبعد حصوله على دبلوم تقني، ألتحق سنة 1970 بمعمل كارنو، حيث انخرط في النضال العمالي في إطار نقابة الاتحاد المغربي للشغل. وساهم في تنظيم العمال وتعبئتهم، في سنة 1973 تعرض لمحاولة اعتقال بمعمل كارنو في إطار حملة الاعتقالات التي مست المنظمات الماركسية اللينينية.

انتمى جبيهة رحال إلى منظمة 23 مارس وكان من أبرز مناضليها، تحمل عدة مسؤوليات نضالية بعزيمة وإخلاص وظل متمسكا بروابطه مع الطبقة العاملة.

أعتقل مرة أخرى في نونبر 1974 في إطار حملة القمع الواسعة التي شملت العديد من المناضلين التقدميين، وقضى بالمعتقل السري درب مولاي الشريف السيئ الذكر أزيد من سنة، حيث تعرض هو ورفاقه لشتى أنواع التعذيب في ظروف اعتقال لا إنسانية.

وبعد سنة ونصف أحيل هو ورفاقه على السجن المدني بالدار البيضاء، وبعد شهور من العزلة، قدموا لمحاكمة يناير 1977 المطبوخة، وصدرت في حقهم أحكام قاسية كان نصيب رحال منها 32 سنة نافذة. خاض رحال ورفاقه في السجن عدة إضرابات عن الطعام من أجل الحق في محاكمة عادلة ولتحسين وضعيتهم في السجن، بلغت مدة إحدى هذه الإضرابات 45 يوما استشهدت على إثرها المناضلة سعيدة المنبهي.

في 13 أكتوبر 1979 استشهد رحال أثناء محاولته التخلص من قبضة القمع والاعتقال.

"تستطيعون قطف كل الزهور لكن لا تستطيعون وقف زحف الربي"".

منقول عن مدونة الرفيق نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي






شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق