28‏/10‏/2022

حسن أحراث// ماذا بعد كل هذا العبث؟!


حزب العدالة والتنمية يوضح معنى فضيحة/"زوبعة" النائب الأول للأمين
العام جامع المعتصم الذي تم "الاحتفاظ به كملف بمهمة لدى رئيس الحكومة" (البلاغ رفقته). إنها النذالة بالمكشوف، إنه الاستهزاء بالشعب المغربي. بعد عشر سنوات من التضليل (الحكومة) وقبلها أيضا ("المعارضة")، يستمر خداع الشعب وبالمقابل الوفاء بالتزام خدمة النظام القائم. كل الأحزاب السياسية ملتزمة بخدمة النظام، فقط أحزاب "الاغلبية" منسجمة مع نفسها ومع موقعها الطبقي، والأحزاب التي تدّعي "المعارضة" تمارس التمويه البئيس. والفضيحة الأخيرة إن تدل على التقزز وليس فقط العبث، فإنها أيضا تُسائل الحياة السياسية برُمّتها. فهل إلى هذا الحد من البشاعة يتم الضحك على ذقون المغاربة؟!

أين ذهب شعار "أخنوش ارحل" وحملة المقاطعة ومُلاسنات المهرج الأول...؟!

إن الأمر ليس غريبا في ظل التعايش مع التردي والذُّل الراهنين وتفاقم معاناة الكادحين من عمال وفلاحين فقراء وتزايد أعداد المعتقلين السياسيين؛ فقط تجاوز المكر المدى ويتأكد ما رددناه ونردده جميعا عن "مُمثلينا" بالبرلمان؛ حيث يتقنون أدوارهم البهلوانية أمام الكاميرا ويلتحقون ببعضهم البعض من أجل استكمال سهراتهم وترتيب صفقاتهم. لنا اليقين أن هناك الكثير من المسكوت عنه، تماما كما التستر عن ثرواتنا النفيسة التي تُنهب ليلا ونهارا...

إن هذا الوضع المُبتذل يفضح أيضا تخلفنا عن مواكبة الصراع الطبقي وجهلنا الكبير بخبايا واقع بلادنا السياسي والاقتصادي..

إننا بعيدون عن مُلامسة جوهر الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نريد تغييرها، حيث نكتفي بدعم وتأييد كل ما "يلمع" ومعانقة "الأسهل" وملازمة الهامش...  

فهل يكفي استنكار الفضيحة والتشهير بها، علما أن النظام قد يكون وراء تسريبها من أجل المزيد من الإلهاء والتشويش، خاصة ونحن على أبواب محطات حارقة، من بينها ذكرى اغتيال الشهداء كمال الحساني (27 أكتوبر) ومحسن فكري (28 أكتوبر) والمهدي بنبركة (29 أكتوبر)؟! 

وهل هي يا ترى الفضيحة الأولى أو الأخيرة؟! 

لقد صرنا أكثر استهلاكا للجاهز (Prêt à Porter) من المعلومات والمستجدات التي توضع بسوء نية وبخلفيات مدروسة رهن إشارتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي الوقت الذي يناسب الجهات المتحكمة فينا...

كما صرنا أكثر عجزا عن استنهاض الجماهير الشعبية المضطهدة وتأطير معاركها وإنجاحها...

كلهم يعانقون اخنوش، من موخاريق وبنكيران إلى لشكر وبنعبد الله ومن يسبحون في محيطهم باسم "المعارضة". موخاريق يُتاجر بآلام الشغيلة ونسمع "الاتحاد فخر الانتماء". بنكيران، حزبا ونقابة، بعد تمرير كل المخططات الطبقية المدمرة (التقاعد، التعاقد، الإجهاز على الخدمات الاجتماعية...) ومباركة (توقيع) التطبيع مع الكيان الصهيوني يتحدث عن "المواجهة والتصدي" ويقترح الحلول للجرائم التي نفذها بعناية. إنهم جميعا يواجهون الشعب ويتصدون لمناضليه. 

وللذاكرة والتاريخ، هل نسي أم تناسى عبد الرحمان اليوسفي دم رفيقه المهدي بنبركة عندما تقلد مسؤولية الوزارة الأولى؟! 

ألم يكن الاتحاد الاشتراكي على رأس وزارة العدل (الراضي وبوزبع وبنعبد القادر) لأكثر من مناسبة/ولاية؟!

ألم يكن على رأس وزارة المالية (فتح الله والعلو) مُنفّذا أميناً لتوصيات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي؟!

ماذا والحال هذه إذا التحق جامع المعتصم نائب بنكيران بديوان "غريمه" اخنوش، وفي نفس الآن يمثل حزب العدالة والتنمية نيابة عن بنكيران في لقاء الحكومة بأحزاب "المعارضة"؟!

فعلا، إنها مفارقات حياتنا السياسية العجيبة. إلا أنها إشارات مُستفزة تختبر ذكاءنا، إذا كان لدينا ذكاء بالفعل..

إن الأمر، رغم ذلك، أكبر من الأشخاص، لأنه يهم النظام القائم والقوى السياسية، "يمينا" و"يسارا"، وضمنها القوى الظلامية والشوفينية. إن النظام عندما ينادي على زيد أو عمرو أو على هذا الحزب أو تلك النقابة لأداء مهمة معينة، فلن يتردد في تلبية الدعوة متباهيا و"فرحا بما لديه". 

ألم يُرفع الحرج عن القوى الشوفينية المُرحّبة بالتطبيع والمؤيدة له؟! 

ألم تقتحم القوى الظلامية "قلع" الجبهات "الاجتماعية" والائتلافات "الحقوقية"؟!

ألم يهنئ حزب/جماعة العدل والإحسان صنوه حركة الإصلاح والتوحيد (حزب العدالة والتنمية) بمناسبة تجديد رئاستها؟!

إنها مؤامرات بتوابل رجعية وصهيونية وامبريالية... 

وسنبقى نحن "أرخبيلات سياسية"، نُصْدر البيانات والبلاغات ونُنظّم الوقفات والمسيرات ونٌدبّج المقالات وننْظم الشعر بالعالم الافتراضي، الى أن "تغيب شمس" الواحد منا تلو الآخر...




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق