31‏/10‏/2022

جمال أوزرار// النضال ضد النظام هو نضال ضد البيروقراطية بالضرورة


ان أي حركة احتجاجية هي في الاصل تعكس واجهة للصراع والنضال من
اجل تحرر الشعب ، واختزال النضال بها فقط هو اختزال للصراع وسقوط موضوعي نحو الإنتهازية الاقتصادوية ، ان الانتماء لاطار نقابي هو انتماء بارضية وتصور المساهمة في تحرير الشعب ،وهو انتماء يراد منه الى جانب النضال الاقتصادي وتحسين شروط عيش العمال و الشغيلة هو نضال من اجل بناء المستقبل المنشود ، الانتماء لا يمكن اختزاله في المطالب فقط بل الدفع بكل الطبقات المضطهدة  الى المساهمة في طاحونة الصراع ، لان المكاسب و المطالب تحصينها او انتزاعها مرتبط بموازين القوى ومن ينفي وجود صراع طبقي هو يؤسس لانتهازية مقية . لذا وفق جدلية الصراع فإن الانتماء للنقابة من حق المناضل ومن واجبه ، وهذا الواجب لا يعني التماهي و الانصهار و المصاهرة مع الإنتهازية و البيروقراطية ، بل لا يستقيم الواجب هنا الا بالنضال المرير و كشف خيوط الإنتهازية محليا و مركزيا ، الاطارات هي ملك القواعد وتحصينها مسؤولية المناضلين بمعية الجماهير ، لذا البحث عن الديموقراطية بعيدا عن الصراع مع الإنتهازية هو نوع من الطوباوية في فهم الصراع و نظرة ميكانيكية بئيسة النضال ضد النظام ، من مصلحة النظام تفريخ الاطارات و تفتيتها و نسج كل التنسيقيات ،لان ببساطة هذا يحصن مصالحه الاستراتيجية و يخول له بدل التعامل مع انتهازي واحد التعامل مع كمشة من الانتهازيات ، كما من شان تفريخ الاطارات اضعاف الوجود الميداني للجماهير وهذا مبتغى النظام .ان المناضل الحقيقي يضع على عاتقه خوض الصراع على كل المستويات الاقتصادية و السياسية و النظرية يترجمها في نضاله الميداني و الداخلي في تنظيمه النقابي بالتصدي الاطروحات الإنتهازية و تأسيس العمل القاعدي الديموقراطي تنظيميا . رغم الجزر الذي ساهمت فيه البيروقراطية في الحركة فإننا لا يمكن ان نحمل الإطار المسؤولية بل نتحمل المسؤولية في ضعفنا وتراخينا مع الإنتهازية و تركنا الإطار في يد البيروقراطية .لا نبحث عن راحة ديموروقراطية بل نريد صناعة إطار ديمقراطي تقدمي بالنضال والصراع مع انفسنا ومع تهاوننا من جهة ومع الإنتهازية وقتل شروطها من جهة أخرى .




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق