لا يمكن لمناضلٍ أن يهجر رفيقه، لأن الرفيق عنوانُ قضيةٍ مشتركة وواحدة..
باختصار، الرفيق لا يلوم الرفيق؛ لأنه أدرى بالمسؤوليات النضالية لرفيقه وأعلم بإكراهات الواقع العنيد..
تعرف رفيقي من هجرك عن "سبق الإصرار والترصد"، إنه بالضبط من هجر قضيتك، أي من خانك.. إنه الهجر القاتل..
الرفاق يعرفون رفاقهم، قبل الاعتقال وإبان الاعتقال وبعد الاعتقال..
كذلك الشهداء، يعرفون رفاقهم القابضين على الجمر، ويحتقرون دعاة النضال المتصالحين مع الأعداء الطبقيين والقابضين على الريع..
إنك حيّ بيننا رفيقي كما الشهداء..
لا ولن نعِدك بما لا نملك، لأن فاقد الشيء لا يعطيه..
نعِدك فقط بما نملك ونعُضّ عليه بالنواجد، أي مواصلة المسير على خُطى رفيقينا الشهيدين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري، خدمةً لشعبنا وقضية عاملاته وعماله..
نعِدك رفيقي بالوفاء للعهد الذي وقّعناه بدمائنا الى جانب الشهيدين مصطفى وبوبكر بالزنزانة رقم واحد (1) بجناح العُزلة بسجن بولمهارز بمراكش عشيّة انطلاق معركة الشهيدين في 4 يوليوز 1984..
سنزورك رفيقي "غائبا" يوم السبت 28 يناير 2023، الذكرى الأربعين لرحيلك، بتنسيق رفاقك والعائلة..
سنزور عائلتك الكريمة وأبناءك/صغارك (03) الطيبين..
إن زيارة/حضور رفاقك والمناضلين دعمٌ مُعبّر وشهادةٌ للتاريخ عن تضحيتك العالية التي سيفتخر بها أبناؤك وعائلتك..
معاناة السجن النافذ لمدة 12 سنة إثر انتفاضة شعبية (يناير 1984)، والصمود في معركة الشهيدين ورفع التحدي من قبل ومن بعد، فخرٌ لك ولرفاقك وللمناضلين ولعائلتك..
فهل نبذُل بعضَ الجهد على الأرض من أجل رفاق لم يُنصفوا حضورا وغيابا؟
هل نترجّل عن صهْوة "الجواد" الافتراضي ولو لحين؟
موعدُنا يوم السبت 28 يناير 2023 صباحاً بأيت ملول، ومساءً بمسقط رأس الفقيد دوار الخرارزة، جماعة أولاد داحو (عمالة إنزكان أيت ملول)..
لنصنع التاريخ ميدانيا من خندق المضطهدين..
موعدُنا يوم السبت 28 يناير 2023...