2023/03/16

أحمد بيان// حول الارتفاع الصاروخي للأسعار -منظومة الإفقار ـ


إن الرأسمالية تنتج الأزمات بطبيعتها الإستغلالية المتوحشة، من أجل المزيد من
السيطرة إقتصاديا و سياسيا واستلاب الإنسان من ماهيته، وجعله مجرد ألة خاضع لقوانين ومبادئ النظام الراسمالي. لقد دمرت الطبيعة والإنسان خدمة لمصالحها، ومن بين الأساليب التي اعتمدتها في تدمير الشعوب هو إعتناقها لسياسة الإفقار كمبدأ لضمان إستمراريتها. لأن الأرباح لن تستمر دون إفقار الشعوب، والربح لا يمكن أن يتم إلا بالمزيد من تفقير الشعوب، لذلك فالإفقار هو خاصية تكوينية للرأسمالية ، لأن مصلحة الراسمالي هي مصلحة الملاك والمستثمرين.

إن النظام الرجعي تمثل فيه التبعية حال يدار فيها الإقتصاد التابع وفقا لإحتياجات الإقتصاد المتبوع، فيتحدد القرار السياسي والإقتصادي وفقا لمصالح المركز الراسمالي وأتباعه في هذا السياق تنتزع  كل الموارد بتصديرها بغض النظر عن الإحتياجات المحلية وتوجيهها لمصالح الإقتصاد الراسمالي العالمي، لضمان وجودها وذلك بافقار الشعب لصالح الراسمال العالمي...

إن كل وضع سياسي واجتماعي مؤات للقوى المسيطرة يدفعها لشن هجوم اقتصادي واسع على الطبقة المسحوقة، وذلك لتدعيم سيطرتها سياسيا واقتصاديا، وتعزيز هجماتها القمعية على كل فئات الشعب، هكذا فإن كل تراجع في ميزان القوى للحركة الجماهيرية يقابله هجوم اقتصادي كاسح للطبقة المسيطرة كأداة لاستغلال الطبقات والفئات الاجتماعية التي تعيش على هامش الأسياد.

إن غلاء الأسعار الصاروخي الذي مس بشكل مهول كل المواد الأساسية للفقراء، من خضر وزيت ولحوم وطحين وحليب ومشتقاته..، والغاز بواسطة النقص في كميته في القارورة كي لا يثير اهتمام الناس، زد على ذلك الارتفاع المهول في ثمن المحروقات/البنزين، ثم أثمنة الدواء في الصيدليات والإرتفاع الصاروخي للعقار ، الى جانب الهجوم على ما تبقى من مكتسبات في حقل التعليم والصحة والشغل ...إلخ، والهجوم الكاسح على الحريات، وذلك باعتقال كل المناضلين الذين أختاروا الإرتماء في صفوف ابناء الشعب والدفاع عن حقوقه المشروعة، والرفيق عز الدين باسيدي  مناضل الحركة الجماهيرية بصفروا وقائد حركة الفلاحين بالزاوية إقليم صفرو ، كان أخر مناضل التحق بقائمة المعتقلين السياسيين وليس آخرهم مادام الظلم والطغيان هما عنوان لمرحلة هجوم النظام على أبناء المقهورين، ومادام الاضطهاد والإستغلال قائمين، كل هاته الهجومات هي من أجل المزيد من الإستغلال والسيطرة الطبقية إقتصاديا وسياسيا، لأن الغلاء هو المؤشر الإقتصادي لإرتفاع معدلات الإستغلال الطبقي، فهو يعني توسع الطبقة المسيطرة في استغلال أكبر لفئات إجتماعية أوسع، ويعني كذلك إرتفاع أرباح الطبقة المسيطرة.

إن النظام الرجعي بتركيبته الإستغلالية يسعى في جوهره إلى المزيد من التبعية للامبريالية إقتصاديا وسياسيا، وذلك بنهب الشعب المستضعف والمغلوب على أمره، واستلاب ماهيته كإنسان، للحفاظ على مصالح أسياده في هذا البلد،

إن الغلاء والإرتفاع الصاروخي للأسعار لا يمكن ولا يجب النظر إليه كمشكلة ظاهرةعابرة، طارئة يمكن القضاء عليها أو التغلب عليها ببعض الإجراءات السطحية، إنها مرتبطة بطبيعة الطبقة المسيطرة إقتصاديا وسياسيا، وبعبارة أخرى لا يمكن لهاته القضايا أن تجد حلولا صحيحة إلا في إطار مشروع اقتصادي سياسي متكامل يصب في اتجاه مصالح المستضعفين وهذا بالطبع لن يتأتى إلا بقلب موازين القوى لصالح ابناء الشعب وفي مقدمتهم الطبقة العاملة في خضم الصراع الطبقي، وماعدا ذلك فهو من قبيل المسكنات وتخدير الشعب لا غير...




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق