16‏/03‏/2023

Camarde Ml//الرأسمالية تترنح تحت وطأة أزمتها الخانقة..


بكل تأكيد يذكر كثير منا ، ابان الأزمة الطاحنة ل 2008 و التي مازالت
فصولها مستمرة، نذكر كيف انتشرت صور سماسرة الأوراق المالية المذهولين في مختلف أنحاء العالم تحت صدمة انهيار أسواق المال و كبريات الشركات و المصارف و في مقدمتها عملاق البنوك "ليمان براذرز" (Lehman Brothers)، و عندما غادر المصرفيون مقره بناطحة السحاب في نيويورك حاملين متعلقاتهم دون رجعة. 

حالات الافلاس لم تتوقف، بل ازدادت وتيرتها حدة خلال السنوات الماضية، حتى أن  مجلة "أمريكان كونسيرفتيف" نشرت تحليلا تحت عنوان "الإفلاس القادم للإمبراطورية الأمريكية"، تلاها سيناتور أمريكي بقولة عرفت انتشارا واسعا: "فالإفلاس هو "سيف ديموقليس" الذي يحوم حول عنق العم سام". 

و في مقدمة مؤشرات الأزمة يأتي ارتفاع حجم الديون عالميا و بشكل مهول (ثلاث مرات حجم الإنتاج العالمي!)، بحيث فاقت في جل الامبرياليات الاوربية و في الولايات المتحدة الناتج الداخلي الخام.

و كانت بيانات لوزارة الخزانة الأمريكية، قد كشفت على ان حجم الدين العام الأمريكي وصل إلى مستوى قياسي متجاوزًا 31 تريليون دولار للمرة الأولى في التاريخ. 

و قد عرفت معدلات التضخم بدورها ارتفاعا قياسيا على المستوى العالمي لم تصله منذ عشرات السنين، و لأول مرة يتخطى التضخم في الارجنتين 100% منذ 32 عاما. 

 و يرافق ارتفاع الديون و التضخ ارتفاع نسب المعطلين عن العمل و الفقراء و المعوزين و مئات الملايين من البشر ممن يعانون الجوع. 

هذه الأوضاع، أجبرت صندوق النهب الدولي FMI للاعتراف في إحدى نشراته الأخيرة عن قتامة الاوضاع و استحالة الخروج من النفق المظلم خلال السنتين الحالية و المقبلة على الأقل. 

في هذا السياق، سياق الأزمة التي تترنح تحتها الامبريالية، يسود الذعر، منذ أيام، الاسواق المالية العالمية بعدما أُعلن في الولايات المتحدة عن انهيار بنك سيليكون فالي الأمريكي(  SVB Financial Group)، الذي يحل في المرتبة الـ16 كأكبر بنك امريكي ، حيث سحب المُودِعون نحو 42 مليار دولار دفعة واحدة، وذلك إثر تكبد البنك خسائر فادحة بلغت نحو 15 مليار دولار وتراجعت قيمة السندات التي بحوزته.

و في ثالث انهيار مصرفي خلال أسبوع واحد فقط، أُعلن في و م الأمريكية إفلاس بنك "سيغنتشر" (Siganture)،  الأحد الماضي. 

هذا البنك الذي فقدت أسهمه ثلث قيمتها منذ مساء الأربعاء، كان هو الوحيد الذي لديه نشاطات ضمن قطاع العملات المشفرة بعد إفلاس بنك "سيلفرغيت كابيتال" الأسبوع الماضي.

لهذه الانهيارات تبعاتها، فأسهم البنوك العالمية مستمرة بالهبوط، و لا تزال تتكبد خسائر كبيرة، على الرغم من رسائل الطمأنة و الوعود المعسولة التي خرج بها جو بايدن و معه مالكوا وسائل الانتاج و صناع السياسات بهدف تهدئة الأسواق. 

هذه الانهيارات اربكت حسابات الامبريالية الامريكية الموجودة بين مطرقة التضخم، و بالتالي ضرورة رفع سعر الفائدة، و سندان توفير المزيد من السيولة في الأسواق، عوض سحبها تحت ضغط معدلات التضخم المرتفعة. 

ففي مطلع الأسبوع الماضي كانت السوق قد استوعبت رفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مع توقعات بنسبة 70% أن تبلغ الزيادة 50 نقطة أساس.

و وسط مخاوف من انهيارات إضافية، خسرت البنوك الأمريكية نحو 90 مليار دولار من قيمتها بسوق الأسهم اولَ أولِ أمس الاثنين، لترتفع خسائرها خلال ثلاثة جلسات تداول فقط إلى نحو 190 مليار دولار!

تداعيات الأزمة تمددت افقيا لتصل اوربا و قد انخفضت اسهم العديد من البنوك الاوربية أكبرها الكريدي سويس (Crédit suisse)، و قد شهد ثاني أكبر بنك في سويسرا انخفاضًا في سعر سهمه بنسبة 30,13 في المئة إلى 1,565 فرنكًا سويسريًا فقط للسهم، ليصل إلى أدنى مستوى تاريخي جديد له.

و من المفترض أن يهرع البترو دولار من جديد لمساعدة البنك السويسري (كريدي سويس) بعدما اصبح ينك سعودي مساهما في رأسماله منذ شهر نوفمبر الماضي. 

و في الصين، حيث كان بنك سيليكون فالي هو البنك الأجنبي الأساسي الذي تلجأ إليه غالبية الشركات الناشئة، ستظطر هذه الشركات و صناديق رأس المال المغامر (Capital risk) إلى البحث عن مصدر تمويل بديل. 

و أمام هذه الأوضاع القاتمة التي تعيشها الرأسمالية تحت وابل الأزمة الدورية ارتباطا بأزمتها البنيوية العامة، فإن حزمة اجراءات الانقاذ ستستمر بضخ المزيد من السيولة غير الممتلئة في السوق (اي دون تغطية)، و بالتالي المزيد من التضخم و رفع الأسعار و الهجوم على القوت اليومي للفقراء و الكادحين. و سنشهد المزيد و المزيد من الحركات الاحتجاجية و الاضرابات التي تشهدها عدة بلدان و التي ستخصب لا محالة ممارسة الصراع الطبقي . 

و في ظل هذه الشروط يُطرح و بشكل ملح على جدول أعمال التاريخ مسألة الالتحام بنضالات الجماهير الشعبية بشكل وازن و من تم التنظيم، تنظيم الماركسيين اللينينيين عموديا و أفقيا (في كل بلد و أمميا) لمهاجمة قلاع العدو و تحقيق مكاسب قد تكون نوعية في صيرورة فعل ثوري يستدعي تضحيات جسام يقتضيها طريق الثورة الشائك و المرير.

  Camarde Ml      16/3/2023




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق