2023/04/01

حسن أحراث // من هُم الماركسيون اللينينيون المغاربة اليوم؟


حتى لا يختلط الحابل بالنابل، وحتى لا يتيه المناضلون في تضاريس التصنيفات
السياسية العشوائية والمُغرضة المحكومة بخلفيات خبيثة ومُشوِّشة، وبكل بساطة مُمْتنِعة (السهل الممتنع)، الماركسيون اللينينيون المغاربة هُم مناضلون مبدئيون وصادقون، لا يُخجلهم الاعتراف بحقيقتهم إيجابا أو سلبا (النقد والنقد الذاتي والمحاسبة والالتزام النضالي...)

حتى الآن لم أُغادر دائرة العموميات، رغم أني لم أتوقف عند أدبيات ماركس ولينين..

نخجل اليوم من ترديد فقرات مُنتقاة من إنتاجات ماركس ولينين وغيرهما على شاكلة الاستشهاد بالكتب الصفراء الموروثة عن دهاقنة الدّجَل والتضليل المحسوبين على القوى الظلامية. لأن قوتنا تكمُن في تنزيل المضامين الثورية لكافة تجارب الشعوب وتحيينها، بل وتطويرها، وليس ترديدها بَبَّغائيا أو استعراضها بعد نقلها المُشوّه عن المواقع الالكترونية أو عن بعض  الكتب الحمراء..

بالأمس، ربما القريب، السبعينات وبعض سنوات الثمانينات من القرن الماضي القريب (زمن الحركة الماركسية اللينينية المغربية)، كان المُحدِّد بالنسبة للماركسيين اللينينيين هو تبني والانخراط في مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية واعتبار النظام لاوطني لا ديمقراطي لا شعبي. 

أما اليوم، فلنسأل بعضنا البعض بوضوح؛ وخاصة ذوي القربى: أي مسافة تفصلنا عن هذا الرصيد النضالي المُخضّب بدماء الشهداء عبد اللطيف زروال وسعيدة المنبهي ورحال جبيهة وبوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري وعبد الحق شبادة، والعديد من شهداء الانتفاضات الشعبية...؟ 

أعود إلى السؤال الجوهري، من هم الماركسيون اللينينيون المغاربة؟

إنهم أولا، مناضلون حاضرون بمسؤولية في مواقعهم السياسية أو النقابية أو المدنية أو المهنية، ومنخرطون في كل المعارك النضالية لبنات وأبناء شعبنا في خضم الصراع الطبقي، وخاصة الى جانب العمال والفلاحين الفقراء؛

إنهم ثانيا، مناضلون غير معترفين بشرعية النظام القائم، كنظام لاوطني لاديمقراطي لاشعبي؛

إنهم ثالثا، مناضلون مبدعون في خندق القوى الثورية المكافحة والمناهضة للقوى الرجعية والمتصدية للقوى الإصلاحية الداعية والمكرسة للتصالح الطبقي والمهادنة للواقع الاقتصادي والاجتماعي المدمر والبئيس، خاصة اليوم في ظل فوضى الأسعار والإجهاز على العديد من المكتسبات والتفقير المُمنهج لأوسع الجماهير الشعبية؛  

إنهم رابعا، مناضلون رافضون لأي شكل من أشكال تزكية البيروقراطية النقابية ودعمها (تقاسم الكراسي والمهام والريع...) والسكوت عن جرائمها في حق الشغيلة، دعما للنظام ومخططاته الطبقية؛

إنهم خامسا، مناضلون رافضون بالمطلق لأي شكل من أشكال الحوار أو التنسيق (الميداني والافتراضي...) أو التحالف مع القوى الظلامية الرجعية وكافة أدرعها بكل المجالات السياسية والنقابية والمدنية؛ 

إنهم عموما، مناضلون ثوريون ذوو اليد النظيفة الممدودة إلى كل الأيادي النظيفة التي تضع مصلحة الجماهير الشعبية المضطهدة فوق مصلحتها الشخصية..

إنهم مناضلون بسطاء متفهمون لبساطة البسطاء الذين لا تحكمهم خلفيات الدهاقنة خدام النظام وأزلامه من المواقع السياسية والنقابية والمدنية (جمعيات وصحافة وفن ورياضة...)..

وأكثر من ذلك، إنهم مناضلون مقتنعون بالتنظيم من أجل تأطير مشروع انعتاق شعبهم وتحرره من قبضة الرجعية والصهيونية والامبريالية. إنهم مناضلون مستعدون للتضحية بالغالي والنفيس من أجل انتصار قضية شعبهم...





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق