03‏/04‏/2023

عبد الحفيظ حساني// نقطة نظام حول غلاء المعيشة و ارتفاع الاسعار


إن الوعي النظري الدي لا يؤطر الأزمة ، و الوعي السياسي الذي لا يرسم خارطة  الطريق لتجاوزها  ليس بوعي و لن يتجاوز حدود رد الفعل ... 

فهل ارتفاع الاسعار و غلاء المعيشة مجرد ظاهرة عابرة ؟ ... أم أن ارتفاع هامش الربح و ارتفاع فائض القيمة أحد المرتكزات الأساسية التي تحدد طبيعة الرأسمال و الهوية الحقيقية للنظام الرأسمالي / الامبريالي  ....  

ان تشخيص الأزمة و طبيعتها يقتضي اولا و قبل كل شيء شرح المصطلحات المتداولة بشكل علمي و بلغة الاقتصاد السياسي و تحليل المعطيات وفق رؤية شاملة من موقعنا الطبقي  كطبقة كادحة و مستغلة تطمح إلى التغيير  الجذري ... 

إن غلاء المعيشة و ارتفاع الأسعار  هو أحد المظاهر الدالة على قوة و حدة الاستغلال الطبقي و طبيعة الرأسمال المتوحشة التي لا يمكن بأي حال تلطيفها أو تدجينها ببعض التنازلات الظرفية ... 

فعلى جهاز الدولة و مؤسساته و في سياق التبعية و الارتباط الكولونيالي و الانصياع التام لإملاءات الدوائر المالية العالمية ( صندوق النقد الدولي FMI ، البنك الدولي BM)   تم إغراق الدولة بالديون الخارجية بفوائد مرتفعة  مع  تمرير مجموعة من المخططات الطبقية ( مبدأ التجارة الحرة و تحرير الأسعار ،ضرب صندوق المقاصة ، تعويم الدرهم ، ضرب وتفكيك قوانين  الوظيفة العمومية ، ضرب الحق في التقاعد . سن العمل بالعقدة  و تسقيف سن التوظيف  مع اعفاءات كبار المالكين من الضرائب ، توسيع مرونة السوق واغراء الباطرونا بالإمتيازات  ... هذا مع انتشار ظاهرة الفساد المالي و التهرب الضريبي  ... الخ ) بشكل ممنهج عبر الحكومات المتعاقبة تهدف إلى النتيجة الحتمية التي وصلنا اليها الان و التي تعتبر تحصيل حاصل ... فالازمة الإقتصادية التي ظلت تعيشها الجماهير الشعبية و الطبقة الكادحة بشكل عميق أصبحت تحسها حتى الطبقة الصغيرة و المتوسطة من ذوي الدخل المحدود  هي ليست أزمة عابرة بل هي نتيجة تراكمات حولت الدولة الى جهاز دركي État gendarme ... تخلت فيه عن دورها الاجتماعي و اصبحت اللازمات الطبيعة للرأسمال تتفاقم بشكل مضاعف محليا بحكم الارتباط الاقتصادي و المالي العالمي .( الحروب ،ازمات البترول و الغاز ، الابناك ...) . 

ما نسميه بالأزمة الاقتصادية ليس وليد الصدفة و ليس وليد اللحظة. إن طبيعة نمط الانتاج و طبيعة الدولة و طبيعة الاحزاب الإصلاحية / الإنتهازية  هي المسؤولة على  غلاء البطاطا و المطيشة و كل المواد التي تنتجها  الطبيعة ... بدون اي تضليل ايديولوجي  إن هذا الثلاتي  هو  المسؤول على ضرب القدرة الشرائية و غلاء  المعيشة و ارتفاع الاسعار ....

 بقلم عبد الحفيظ حساني 





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق