شعبنا لاينسى، ولم ينس آلام طواحين النظام، لم ينس الجرائم.. ولا، ولن ينسى
إن نيران الصراع الطبقي مشتعلة وتلتهب جيوب الكادحين وتعتصر قوة العمال، إنها الحرب، حرب طبقية لا ترحم، وبالمناسبة، يحق لنا، اليوم، أن نتساءل أي حرب تريد القيادة البيروقراطية للكنفدرالية الديمقراطية للشغل أن تقودنا إليها؟
كما يحق لنا أن نجدد سؤال، ونعلنه مثل سابقيه، أي انتظارات يمكن الحديث عنها بعد قرار المكتب التنفيذي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل في اجتماعه المنعقد يوم الأربعاء 10 ماي 2023 بالمقر المركزي بالدار البيضاء برآسة الكاتب العام عبد القادر الزاير ودعوته لمسيرة يوم 4 يونيو 2023؟! وماذا عن دعوات ومسيرات سبقتها منفردة أو بتنسيق مع باقي القيادات المفيوزية الأخرى؟! وأي انتظارات لشعبنا في ظل قيادة من باعت كل شيء، وتاجرت في المكتسبات، وتاجرت في العمال، في الشهداء، والتضحيات البطولية لشعبنا، وحريات الأحرار.. وتحولت أي القيادة المفيوزية، إلى شريحة منفصلة موضوعيا عن العمال ومرتبطة أكثر فأكثر بالنظام وبأنظمة العمل الرأسمالية، ولأداة للسيطرة وتمرير مخططات المؤسسات الاستعمارية..ثم تعود اليوم لتصعد مرة أخرى على الأكتاف لتتحدث عن الهجوم.. وعن "تنبيه الحكومة" وإلى "تفاقم الوضع الاجتماعي الذي لا يطاق، وخطورة الاستمرار في التجاهل والتملص من الالتزامات"، وضرورة القيام بـ"إجراءات استثنائية لمواجهة موجة الغلاء الفاحش، والتجاوب مع انتظارات الطبقة العاملة وعموم المواطنات والمواطنين" و بعد كل هذا الصراخ تنحني لتقول سقفي محدود في اتفاقيات الخيانة، اتفاقية "30 أبريل 2022" ؟!
إن ما يتم ترتيبه الآن لا مصلحة للعمال، وكل الفئات الكادحة والمعدمة، فيه. البيروقراطية لا تتحرك لسواد عيون العمال، وهذا تاريخ وحقيقة عقود وعقود من الزمن، فهي يد من أيادي النظام في التدجين وامتصاص الغضب. فمن يتوقع خيرا من البيروقراطية أو يصمت عن قول الحقيقة بدواعي "الوحدة" ما عليه سوى انتظار رحمة النظام إن لم يكن الأمر عربون الاستقامة وإشارات مقدمة للاستعداد للجلوس على كرسي الاحتياط..
هناك من له مصلحة، سياسية في الترويج لأكاذيب البيروقراطية، لشعاراتها المبتدلة، ويقفز على حقائق التاريخ، حقائق الحاضر والماضي، ويتستر على مسار عريق ومتجذر في الخيانة والسمسرة، ويهاجم من يكشف المستور، ويضع الغسيل حيث أشعة الشمس. وهناك من ينساق خلفها، أي البيروقراطية، لمصالحه الأنانية.. لكن جماهير شعبنا علمتها التجربة.. علمتها القفز فوق الشعارات والكلمات الرنانة، لانها سئمتها وتبدو لها مضحكة، لم تعد تطفئ لهيبها،.. علمتها تجربة الخداع في سيرورة العمل السياسي لاحزابنا وادرعها النقابية مع منحدراتها وهي تنسج، وتفذلك، الشعارات الرنانة.. علمتها أن تقفز فوق ذاك الكلام الذي جعلت منه، أي الأحزاب وادرعها، الضباب السياسي الحاجب لرؤية حقيقتها، أن تستغني عن سماع مجمل العبارات والشعارات المستعملة، المستهلكة، وأن لا تهتم لتلك التفريشات الطويلة في الكلام..
إن جماهير شعبنا وعلى رأسها الطبقة العاملة ، ليست خارج الصراع كما يوهم قصيري النظر، ولكن لم يعد بمقدورها الاعتماد في المقاومة على ادوات متحكم فيها من طرف اعدائه، وبالاحرى الانتصار وحسم الصراع لصالحها تحت قيادتها. الامكانية الوحيدة المتبقية والتي ستخرج شعبنا لواضحة الصراع الحاسم.. هي تحمل المسؤولية كمناضلين في بناء البديل السياسي لشعبنا في شخص تنظيم ثوري مسلح بنظرية الطبقة العاملة وبمشروعها الذي يعد الخلاص التاريخي لشعبنا. والمبدأ العام، اليوم وغدا، هو الحضور حيث تتواجد جماهير شعبنا، حضور مبدئي ونضالي، حضور لقول الحقيقة للتاريخ ولتعرية مناورات النظام باستعمال وجه البيروقراطية، حضور لتأطير وتنظيم المقاومة الحقيقية على أرضية مصالحها الطبقية بعيدا عن أوهام الانتهازية والبيروقراطية..