02‏/08‏/2023

صوفيا ملك// المحلل "السياسي" العبد لسلاح أسياده


بعد كل خطاب رسمي أرى المحللين يمضغون الفصحى التي يرطنون بها،
قبل أن يبصقوها، داخل جمل مملة مركبة على طريق الطاعة والولاء. يبنون"تحليل" التفاخر على القنوات، وهو تحليل فريد من نوعه، وقد يحسب لهم، نسبيا، لجهودهم في أكبر عملية لتخدير الشعب، ويتم تنفيذها في البلاد، وعلى المقدرة، تفوق مقدرة منتجي سيناريوهات الخداع، في تقديم حفل زفاف في جنازة  والمهرجان في مأساة.. 

أيها المجرمين ، يا تجار الكلام، الذين لم يتركوا شيئًا من الواقع الحي دون تدليسه، ولا نجاسة في تزيينها، تنافسوا في إخراج الكلمات المخدرة، واشتغلوا عليها قد تستخرجون منها المصل المفيد لتشويش الوعي ليستقبل الواقع الحي مقلوبا.. كيف تتناسون الأمس، القريب والبعيد، وما تفوهتم به من قبل، هل ذاكرتكم لا تحتمل اقوالكم لتخزينها ورؤيتها على مرءات الواقع، أم تعتقدون أن ذاكرة الشعوب مثقوبة؟!،.. لما لا تذكروا إنجازات أسيادهم على ضوء بؤس شعبنا وفقره الذي لا يعرف الحدود، مع العلم أن المهمة لا تكلف الكثير من الجهود، ولا تتطلب وجود الاستوديو ولا الكاميرات ولا خدعة الأضواء؟!،.. لماذا لا تذكرون الانجازات "العظيمة" في السجون، وفي مخافر الشرطة، وفي العبودية المقننة بالضيعات لتوفير الأمن الغذائي للمعمرين، وتعزيز توغل الاستعمار الصهيوني لنهب خيرات البلد، وكلما أوغل بالعدوان على شعبنا الفلسطيني يرد له الجميل(طبعا النظام هو من يتكلف)، وفي نيران الاسواق، وفي جريمة لاسمير، وفي الصحة، والتعليم، والشغل، وجرائم القضاء، والفساد المتفشي في كل القطاعات، وفي البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي بعد تحويلهما لمقبرة رطبة لأبناء شعبنا، وصعود الحيتان لزيادة نشاطها مع الزيادة الجنونية لصبيب الفقر، ام شعبنا اعتاد على المسلخ ولم يعد لكل هذه الجرائم اي تميز؟!".. ألا علم لكم بنضالات أبناء شعبنا في ربوع البلاد؟!.. ألا علم لكم بمدينة عمالية تعيش على حافة النفايات ومياه الصرف الصحي، واعتصام ساكنتها يتجاوز تسعين يوما للمطالبة ببيئة سليمة وماء صالح للشرب؟!.. ألا علم لكم بعمال وعاملات معتصمات من أجل حقوقهم لما يزيد عن السنتين بمدينة مكناس؟! ألا علم لكم بأرقام المعتقلين السياسيي وبواقع القمع المسلط على شعبنا؟!.. 

إن كان النظام، يجهد نفسه، ويجيشكم، كما هو الأمر مع الأحزاب السياسية المنبطحة، والقيادات النقابية المفيوزية، وجمعيات تجار "حقوق الإنسان" والتنمية و"الثقافة"، لافراغ ذاكرتنا أو لملئها بالقمامة، فانتم لكم ميزة خاصة نظرا لمهمتكم، وقد اقول ماركة مسجلة، في اجتهادكم لتعليمنا أن نكرر التاريخ بدلا من أن نصنعه.. فاذا لم يكن للماضي شيء يقوله للحاضر، الماضي القريب والبعيد، او إن لم تعلموا بحكاية الماضي للحاضر، أو إذا كان الواقع مخفي عن عيونكم، وتنسيه الولائم، وانشغالاتكم بأبنائكم في المعاهد الاجنبية،.. فيجوز لكم أن تهدهدوا على التاريخ كما يحلوا لكم ليتابع نومه دون إزعاج في الخزائن التي يضع فيها النظام اقنعته القديمة.. ولكن كل هذا يثبت لنا مرة اخرى، حقيقة علمية تقول كلما كان البشر أكثر بؤسا، ويأسا، تضحك الاحصائيات وتسخر اكثر، ولو أنها تخرج من مراكز ومؤسسات تخدمونها(مراكز ومؤسسات المستعمر)، وتعمل جاهدة على تلطيفها، أما الحقيقة فهي أعمق بكثير..

اكذبوا يا خبراء الكذب، يا حاملي شواهد التضليل، أما أن يصدقكم شعبنا أو يكذبكم، أو يصدق او يكذب خطابات اسيادكم فكلاهما اليوم لا ولن ينهي البؤس، لا ولن ينهي الموت جوعا وعطشا،.. لا ولن ينهي الموت بأمراض الفقر،.. لا ولن يغلق مقابر البحر والمحيط.. ولكن نشهد لكم أن نظام اسيادكم متكفّل بالموت على أي حال.

إننا لن نساوم مع الوحشية، ولن نصمت عن فضح اجرامكم واجرام أسيادكم..





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق