عندما يتحدث التاريخ فليصمت الجبناء من سماسرة و تجار دماء الشهداء
التاريخ يقول أن هؤلاء "الممانعين" جدا و محترفي العويل هم من صافح العدو في الوقت الذي كان فيه النهج الديموقراطي القاعدي يخوض معارك على كل الجبهات بما فيها الدفاع عن مبادئ المنظمة الطلابية أوطم و هويتها التقدمية و الكفاحية.
التاريخ لا يمكن أن يُمحى او أن يُشطب بجرة قلم.. التاريخ يقول أن يوم اغتيال الشهيد ايت الجيد بنعيسى عرف مواجهة مع قطعان الظلام التي هاجمت الحرم الجامعي بالقلعة الحمراء ظهر المهراز بدعم من النظام. و في الوقت الذي تحمل فيه النهج الديموقراطي القاعدي ، كعادته، المسؤلية في تحصين الحرم الجامعي و تمكن، بمعية الجماهير الطلابية، من طرد جحافل النظام منه. بالتوازي، كان هؤلاء "الممانعين" جدا يلوذون بالفرار الواحد تلو الآخر تجسيداً لموقف الخنوع و المهادنة.
استمر الخنوع و استمرت المهادنة، ليسجل التاريخ مجددا أن هؤلاء هم من وجه شهر مارس 2018 رسالة للمجرم حامي الدين يبرؤونه مضمونا، و قد اعتبروا ان "من حقه الدفاع عن برائته" بدل اعتباره أداة في يد النظام الرجعي القائم و المسؤول المباشر عن الاغتيال بحماية من أجهزة النظام و تنفيذا لأوامره. و اعتبر محررا الرسالة (الموقعة باسم سعيد زريوح و نور الدين جرير) ان اغتيال الشهيد جاء في سياق عرفت فيه الجامعة المغربية "تقاطبا فكريا وسياسيا حادا بين تيارات يسارية تقدمية وقوى إسلامية محافظة، تطور إلى عنف ممنهج لم تفعل الدولة ما يستلزم لردعه حتى بلغ حدود التصفية الجسدية".
لقد كان الأمر إذن مجرد عنف و ليس عنفا رجعيا دبره النظام و أدواته لكسر شوكة الحركة الطلابية و منظمتها أوطم. كما أن الدولة (بحسب صاحبينا)، لو قامت بما كان لازما لردع هذا العنف لما وصل الأمر حد الاغتيال! و هي صكوك البراءة التي يوزعها من يطلقون على أنفسهم "رفاق و أصدقاء الشهيد » على النظام و أدواته الرديفة...