2023/08/11

نعيمة البحاري // كلمة في حضرة الشهيد مصطفى مزياني ... في ذكرى ميلاده التاسع


رفيقنا

 في ميلادك التاسع نقول:

 مرحبا بنا في ذكراك،

مرحبا بنا أمام ابتسامتك البريئة، المتواضعة،

ونظرتك الصادقة،

وأحلامك الكبيرة الجميلة،

أحلام شعبنا.

مرحبا بنا بحضورك الدائم بيننا

كل يوم،

في اهتماماتنا، 

في نضالاتنا، 

في تضحياتنا.. 

مرحبا بنا أمام صورك التي يحتفظ بها الرفاق مثل بطاقات مقدسة.

رفيقنا

انا لم أصل يوما إلى قريتك، مسقط رأسك.

لم أقف يوما على قبرك.

صافحت اباك،

ورأيته على الطريق،

كما أراك بين شعاع الشمس،

بين حلول القضية.

عانقت أمك،

وغادرتنا قبل وفائي بوعد الزيارة.. 

رفيقنا

التاريخ يشهد 

لتحديك حتى النهاية.

لصمودك حتى النهاية.

لتضحيتك حتى النهاية.

يشهد بمعركتك،

إضرابك المفتوح عن الطعام حتى النصر،

حتى آخر الأنفاس،

حتى الشهادة، 

حتى الميلاد الجديد..

رفيقنا 

لم تخف الموت.

لم تقبل حياة المهزوم.

صرت الرمز..

صرت الدليل..

مثل شعاع الشمس..

مثل نهار جميل..

مثل العواصف..

مثل غضب البحر..

مثل أحلام الغيوم..

مثل آمال الأرض..

رفيقنا

منك أيها الفارس،

من رفاقنا الشهداء،

من تضحيات شعبنا،

نستمد الصمود،..

نستمد التحدي،..

نستمد الإصرار،..

نستمد نكران الذات..

رفيقنا 

على طريقتك، أعلنا شهادتنا:

"سننتصر لأننا مع الجماهير..

سننتصر لأن الجماهير ستنتصر"

كلمات بسيطة، 

كلمات واضحة، 

كلمات عميقة،

طعمها معلق بحناجرنا،

حروفها وشم على الذاكرة،

ومزهرية لمتحف تاريخنا.

رفيقنا

نخبرك أن الظلام بلغ أوجها لم يعد العالم يحتمله،..

صار تهديد كوكبنا في تزايد مرعب..

تزايد نشاط المافيات العسكرية العابرة للقارات،

تزايد إنتاج، وحروب الفيروسات القاتلة،..

تزايد إنتاج، وحروب المخدرات الصلبة،..

تزايد إنتاج، وحروب الأسلحة الفتاكة،..

تزايد إنتاج، أسلحة الدمار الشامل، وتخزينها، وتهديدها لوجود الكائن الحي،..

تزايد نهب ثروات الشعوب وتجويعها،

تزايد تدمير قوى الإنتاج، وتفشي البطالة،..

تزايدت الحروب اللصوصية، وتوسعت رقعتها ،..

كما نخبرك أن ما حصل في تطور تكنلوجيا المعلومات سهل على الاعداء التحكم في نشر الجهل "المقدس"، وثقافة التفاهة، والرذيلة..

رفيقنا

إن خدعة صراع الحضارات، وصراع شمال جنوب، ونهاية التاريخ، انتهت صلاحيتها.. 

ودورها في طمس حقيقة الصراع الجاري على الأرض انتهى..

والعالم صار في قبضة أقلية عالمية، قليلة جدا، تملك كل شيء..

وأن الأغلبية على هذا الكوكب صارت تعيش على هامش كل شيء..

على هامش المدن

على هامش الحضارة

على هامش التطور

على هامش الإنتاج

على هامش الحقوق

على هامش العدالة

على هامش القرار

على هامش العلم

على هامش المعلومة

على هامش القانون

على هامش السياسة..

وان التناقضات الطبقية صارت على المكشوف.

رفيقنا 

إن فكرة الخلاص حية في وعي العامل، 

تتجول فوق بحر الناس، 

تتطلب التضحية والعمل،

وأن الانسانية في حاجة لنشيد الأممية،

في حاجة للمطرقة والمنجل،

في حاجة لقبضة العمال،

في حاجة للأحمر الذي أحببته أيضًا،..

لتشييد منازل مشرقة،

لتحطيم السجون المظلمة،

لوضع المزهريات على النوافذ،

وعلى الابواب. 

رفيقنا 

في ذكرى ميلادك التاسع نجدد نداء آن الأوان..

ونجدد قول أن الرفيق في حاجة إلى الرفيق،

وأن الثورة تتطلب صدق الفعل وصدق الكلمة..

وأنها في حاجة لجمع الرجال والنساء، العازمون والعازمات، على حمل النداء على محمل الجد.. 

رفيقنا

 كما تعلم، انت وبعض رفاقك/رفاقنا، شيدتم شهرا  للشهداء،    

بدمائكم جعلتموه احمرا في متحف الثورة

وصرتم نجوما تنير الطريق للرفاق،

وشعاعا يكتب على لافتات المدارس السياسية،

 الاشتراكية مجددا،

الحب، 

السلام، 

الحرية.





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق