يشتكي فلاحو دوار الزاوية من تلكؤ السلطة المحلية في مباشرة تنفيذ الوعود
لقد كان من نتائج هذا الخطوة النضالية الاتفاق على عقد لقاء بين جميع المتدخلين ، في اليوم الموالي ، تحت إشراف السلطة ، من أجل إيجاد حل نهائي لهذه القضية التي شغلت الرأي العام المحلي طيلة هذه السنة. وهذا ما تم فعلا ، حيث تم الاتفاق على بناء مجرى مائي (ساقية) خاص بأحد الدواوير المجاورة لدوار الزاوية ، حماية لحق هذا الأخير من النهب ، وتفاديا لما يمكن أن يترتب عن ذلك. كما تم الاتفاق أيضا على الشروع في تنفيذ مطلب إعادة التقسيم الذي يطالب به فلاحو الزاوية ، بناءا على الدراسة المنجزة من طرف أحد المكاتب ذات الاختصاص في هذا الشأن. وقد تم تدوين كل ما تم الاتفاق بشأنه في محضر ، وقعت عليه الأطراف الحاضرة بإيعاز من السلطة كي يصبح ملزما للجميع.
استبشر الفلاحون خيرا بهذا اللقاء ، وشاع جو من التفاؤل بالدوار ، وبدأ الجميع ينتظر الشروع في تنفيذ الوعود . لكن ، جرت الرياح عكس انتظارات الفلاح ، حيث لوحظ أن سياسة التماطل ، والتسويف هي الثابت الوحيد في سلوك السلطة ، حيث تم تاجيل لقاءين اثنين ، كان من المفترض أن ينعقدا في غضون الاسبوع الماضي لأجل تسريع البث في المشكل ، خصوصا وأن الفلاح وزرعه يحتضران بسبب العطش. كما أن الفلاحين لازالوا يأملون تدخل السلطة ، للضغط على الجهات التي تنهبهم ، وتمتيعهم بحقهم ، إلى حين تنزيل مطلب إعادة التقسيم بشكل نهائي، وهذا ما يعتبرونه عربون على حسن نوايا السلطة في التعامل معهم. إنهم ، وعلى الرغم من اعتراف الجميع الآن بمشروعية مطالبهم ، لازال الحيف يمارس عليهم ، و التبوير والعطش هو واقع الحال لحدود الساعة.
إن استمرار السلطة في المراوغة ، والتلاعب ، وعدم إظهار جديتها في حل هذا الملف ، يعتبر استهتارا بهؤلاء المواطنين ، وانحيازا مفضوحا للجهات التي تسرق حقهم ، وعليها أن تتحمل مسؤوليتها كاملة تجاه كل ما يمكن أن يترتب عن سلوكاتها المتهورة.
إن الفلاحين يتابعون كل صغيرة ، وكبيرة ، وواهم من يستهين بذكائهم . إنهم في حالة تأهب دائم للدود عن حقوقهم ، وفضح كل اللصوص والمتلاعبين ، وشعارهم في هذه المرحلة هو الوحدة ثم الوحدة.