21‏/10‏/2023

المعتقل السياسي أبا سيدي عزالدين// توضيح الواضحات أو المسلمات: تلك هي الفضيحة والمقبرة والمقصلة.

 


 توضيح الواضحات أو المسلمات: تلك هي الفضيحة والمقبرة والمقصلة.

المعتقل السياسي أبا سيدي عزالدين
 رقم الاعتقال: 58741
 السجن المحلي بصفرو
 في 17/10/2023

لا يستطيع، أي كان، معرفة أساليب النظام في مواجهة الحركات والمعارك المؤطرة بفكر سياسي ونظري يعتمد النظرية العلمية، الماركسية اللينينية كمرجعية، حتى ولو كان يدعي ويزعم النضال والانتماء إلى اليسار، أو يتبنى خط العمال والفلاحين، وحتى ولو كان يتبنى المرجعية وهو خارج الصراع، ولا يستطيع الوصول إلى فك شفراته إن لم يكن منخرط فعليا في مواجهة مخططاته مباشرة، عبر تفجير معارك مبنية على دراسة ملموسة للواقع الذي تتحرك فيه، بشكل عام، ولواقع الطبقة التي يكون المناضل يعمل فيه على تحرير وعيها وترقيته، وذلك لأن مكان حياكة ونسج خيوطها لا تتم إلا في دهاليزه المظلمة، ولا يكون هدفها الرئيسي سوى كبح عجلة الصراع، وتعطيل تطوره، من خلال الوصول إلى تجريم الحركة الجماهيرية وضرب آفاقها عبر تركيز أساليبه المعدة سلفا وبإتقان لتدمير المعركة المستهدفة. خصوصا إذا كانت هاته الأخيرة تستهدف أسس التحالف الطبقي، وتهدد مصالحه، وتعرقل خططه ومخططاته.

 كان هذا المدخل ضروري لوضع النقط على الحروف:
 أولا، مع من لازالت دعاية النظام الضبابية، التي ينشرها، تعمي فكرهم، وهم في الحقيقة يعتمدون تقارير ووقائع أجهزة النظام وسمومها كبوصلة لهم.
 وثانيا، لتحديد ومعرفة الدوافع الحقيقية والخفية، والعمل الحثيث وراء محاولة النظام القائم وأجهزته ومؤسساته، لتدمير معركة الفلاحين وحركتهم واعتقالهم، وذلك بعدما أصبحت عناصر تطورها تدل على اتساعها وانتشارها على مستوى الجهة.


 وكذلك لما استطاعت تحقيق مطالبها المستعجلة، والتي تعتبر مقدمة لتوحيد جميع الفلاحين على أرضية مطالب تستهدف عدوهم الوحيد والمشترك، المسؤول عن تبوير أراضيهم وتعطيشهم في أفق تهجيرهم وذلك بعد مسيرة 28/08/2023، التي تعتبر ولادة لمعركة جديدة ونوعية في سيرورة نضال الفلاحين، حيث أرجعت لهم ثقتهم وقوت عزيمتهم ورفعت همتهم، وتشبثهم بطريق النضال لتحقيق انتصارات أخرى. فماذا ينتظرون من النظام أن يفعل، وهو يعلم جيدا أن عملية التقسيم ستجمع جميع الفلاحين، لأن الخلاف بينهم سينتفي وتحل محله الوحدة وستختفي الأرضية التي يعتمدها أصحاب المصالح الانتخابية من مرشحي الأحزاب السياسية.


 وستزول نهائيا جذور التفرقة وتفوت على أصحاب المصالح الزج بالمنطقة وفلاحيها في نار الاقتتال، وهي النقطة التي شكلت عصب ملفنا المطلبي منذ انطلاق معركة الفلاحين في ماي 2022، حيث تم إحباط جميع المؤامرات والفخاخ التي كانت توضع في طريق المعركة. هل يبقى النظام في موقع المتفرج أم الانتقال إلى الهجوم عبر إفشال عملية التقسيم واستغلالها لصالحه، أي السطو على نتائج المعركة، وتحويلها إلى نقمة على فلاحي المنطقة عبر مؤامراته وخططه، التي انطلقت منذ المسيرة، ومنذ المصادقة على ترسيم التقسيم يوم 12/09/2023، بعد أن وظف كل عملائه وبلطجيته إلى إشعال النار وسط فلاحي "تاغزوت" واتخاذهم معقلا للهجوم على المناضلين والحقوقيين وعلى الفعل النضالي بشكل عام، وعلى فلاحي الزاوية (رأس حربة معركة الفلاحين). 


ومنذ ذلك التاريخ، أي 12/09/2023، انطلق التحريض على الاقتتال وسرقة الماء بشكل علني وسافر وبدون خوف، مستأسدين بمظلة السلطات المحلية. 


واهم من يعتقد غير ذلك، وهو قد عايش أثناء "الاعتقال" السابق أن النظام قد استطاع وضع شباكه على فلاحي الزاوية وحولهم إلى أعداء للنضال والمناضلين، بعد تلك الزيارات التي نظمت من أجل التضامن، دون العمل على مواجهة ردة فعل النظام، واستطاع استغلالها وحولها ضدي وضد كل المناضلين والحقوقيين والإطارات السياسية والحقوقية المحسوبة على اليسار، وخلق وضعا ملغوما كاد أن ينفجر في وجه المناضلين لولا الحكمة والتبصر ودراسة طرق كسر هذا الحصار. كما استغل المفارقة بين رفض الفلاحين للحوار بدون حضور فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مع عامل عمالة صفرو، وتخاذل هذه الأخيرة في عدم اتخاذها أي مبادرة نضالية للرد على ذلك، للهجوم على المناضلين وعلى الفعل النضال.


 واهم من يعتقد أن النظام سيبقى مكتوف الأيدي، خصوصا بعد أن تم تمزيق شباكه التي وضعها على الفلاحين في محاولة لإبعادهم، وتنفيرهم، وخلق التفرقة بينهم، وزرع الألغام داخل صفوفهم في طريق النضال، وامتصاص الحماس والهمة وزرع الخوف. ثم سقطت أقنعة البعض، وكانت المسيرة الأولى والثانية، التي تم منعهما، وبعدها تم التحضير للمسيرة الثالثة، التي عرفت حضورا نوعيا قوبل بالمنع والقمع، وبالصمود والثقة من طرف الفلاحين والاستمرار في الانخراط في أشكال نضالية متطورة. هذه المحطة التي لم تحظ بأي بيان أو بلاغ إدانة للقمع والمنع الذي تعرض له الفلاحون، لا من طرف الجمعية المغربية لحقوق الانسان، ولا من أي جهة سياسية أخرى.


 أكيد أن السلطات القمعية لن تقبل، ولن تستسيغ هذا الانتصار. وستبحث بكل الوسائل الخسيسة للانقضاض على الوعي المتبلور في صفوف الفلاحين، الذي أربك خططها، وكسر رهاناتها، لخلط الأوراق وخلق الفتنة والتحريض عليها عبر رجوعها إلى الوراء من جهة، والتغاضي عن المعرقلين من جهة ثانية، وعدم اتخاذ أي إجراء زجري في حقهم ما داموا في خدمتها.
 إن اعتقالي جاء على هذه الخلفية، أي على خلفية ممارستي السياسية والحقوقية، وعلى خلفية التبني المبدئي والفعلي لمعارك الفلاحين والعمال، وتأطيري للجماهير الشعبية بشكل عام، وليس على خلفية تلك التهم الباطلة والملفقة الواردة في الشكاية الكيدية والمتطابقة مع تقرير قائد منطقة "الواثة" الذي يقف وراءها.


 فعلى من يبحث في المحاضر لتحديد موقفه أن يحضر إلى جانب الفلاحين أمام المحكمة ويعمل على إحباط مؤامرة النظام التي تستهدف الفلاحين بشكل عام، ويكشف خيوطها ويوضح المستفيد منها، ولصالح من تصب، ولحماية مصالح أية جهة من التحالف الطبقي المسيطر.


 إن معركة الإضراب المفتوح عن الطعام محكومة بهذه الخلفية، أي الدفاع عن ممارستي ومواقفي السياسية وتصوري السياسي وعن أفقي ومهامي النضالية كمناضل سياسي وحقوقي، وضد هذه المسرحية المحبوكة بتلك التهم الملفقة والشكاية الكيدية التي تقف وراءها السلطات المحلية، في محاولة لتجريم فعلي النضالي المسؤول، وهي مستمرة وستستمر في المستقبل.
 وأعلن عن استعدادي للاستشهاد والتضحية بالحياة كضريبة للموقف السياسي والقضية التي يؤديها المناضل الملتزم بقضية الثورة والتغيير.


 وأعلن أن معركة الإضراب عن الطعام هي معركة الدفاع عن الهوية والموقف السياسي وتصور الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ذات الآفاق الاشتراكية، وليس سقفها الأحكام الجائرة الانتقامية المفترضة، المحكومة بالدفاع عن مصالح التحالف الطبقي الحاكم وعن مؤسساته وأجهزته.


 أما تأثيث الحكم من خلال مسرحية المحاكمة، فإنه لا مجال للقانون في المحاكمة السياسية.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق