08‏/10‏/2023

محمد السلاسي// أمام شراسة البيروقراطية: المواجهة أم الانسحاب؟


كلما ارتفعت حدة الصراع الطبقي كلما كشر النظام القائم عن أنيابه وتوطدت تحالفاته الداخلية والخارجية. لأنه يستشعر الخطر الداهم قبل استفحاله. وهو نفس المنطق الذي تعتمده الأحزاب السياسية والقيادات النقابية والجمعوية، خاصة منها التي تدعي المعارضة. وتضطر هذه الأطراف إلى التموقع وفق ما يخدم مصالحها  الطبقية ويحافظ على امتيازاتها (الريع). 

وفي خضم الصراع الضاري، تبرز التوجهات التبريرية والتصفوية التي من جهة تخفي انتهازيتها وانحيازها للنظام وقاعدته الطبقية البورجوازية، ومن جهة أخرى تحاصر التوجهات المناضلة، والثورية منها بالخصوص.

وفي هذه اللحظة التاريخية، حيث "الاحتقان" في أوجه بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أحد أذرع النظام التدميرية للطاقات الكامنة لدى بنات وأبناء شعبنا من خلال هدم المدرسة والوظيفة العموميتين، وبين الشغيلة التعليمية المكافحة؛ ليس غريبا أن تتناسل الرؤى والأفكار، منها السديدة ومنها النكوصية لكن ليس مسموحا بيع التذاكر إلى وجهة ما و السير عكسها .

ويبقى على عاتق المناضل اليوم، وعلى كافة واجهات النضال، في إطار مهامه ومسؤولياته النضالية اعتماد الوضوح على مستوى الموقف والممارسة؛ فذلك من شأنه فضح المزايدات والمناورات الرامية إلى التشويش وخلط الأوراق، بما يساهم في تمرير المشاريع السياسية والنقابية المفلسة؛ وبالتالي تقوية التوجه الذي يناصر ويخدم فعليا قضايا أوسع الجماهير الشعبية وضمنها الشغيلة التعليمية.  

ومن بين أوجه المشاريع النقابية المؤطرة سياسيا والمكرسة للتشتيت و"البلقنة" والفئوية الدعوة العلنية أو الصامتة إلى خلق إطارات نقابية "جديدة" على أنقاض النقابات الحالية .  

نتفق على أن القيادات النقابية البيروقراطية الحالية قد انحاز جلها إلى أعداء الشغيلة، لكن هذا لا يبرر خطوة مغادرة النقابة. فبدورنا  نتحمل جزءا من المسؤولية في انحراف هذه "الزعامات"، مناضلون وشغيلة عموما. كما أن مغادرة أسوار هذه النقابة أو تلك لا يضمن عدم إنتاج ممارسات أو توجهات بيروقراطية أبشع. وقد حصل ذلك مرارا ...

إن المسؤولية النضالية تقتضي التصدي النضالي الحازم للبيروقراطية ودحرها، سواء في هذه النقابة أو في أخرى. كفى من "التفريخ" تحت شعار عزل البيروقراطية وشعارات منمقة أخرى.

 فهل "قتلت" CDT بيروقراطية UMT؟ 

وماذا بعد CDT؟ من بيروقراطية إلى أخرى..

صحيح، أن المواجهة تتطلب مجهودات نضالية جبارة، وتخضع لموازين القوى السياسية. إلا أن انتظار "دمقرطة" النقابة فهو انتظار الذي قد يأتي أو لا يأتي. مما يعني أن المواجهة النضالية ضرورة وليس اختيارا...




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق