2023/10/08

نعيمة البحاري// مرة أخرى انت خلف القضبان


انت مرة أخرى خلف القضبان

مرة أخرى ازعجتهم بالحقيقة

في يومين من التدقيق،

فحصوا ما بداخلك، 

فحصوا كلماتك وما بينها، وما خلفها، 

وما وجدوا غير القضية.  

وفي القضية مساس لبيت يأكلون منه،

ويغرفون مما فيه.. 

والقضية لا تليق مؤقتا كمحضر الاتهام.

وما عليهم سوى الاستنجاد بالملفات الجاهزة، لعزلك. 

لابعادك عن الفلاحين، 

لابعادك عن ارضك، وأرض اجدادك.     

وارض اجدادك وأرض الجيران ارادوها للجردان اليوم،

ارادوها اليوم أرضا للخراب. 

لإنهاء تلك الملحمة.

ليضعوا أقدامهم هناك غدا. 

ليس لك يا رفيقي ما يناسب وصفك غير الصدق والبساطة

الصدق في الكلمة

الصدق في الفعل

والبساطة في الابتسامة 

ورؤية العالم بقلب بسيط

ودائما بصدق

والصدق يا رفيقي يزعج الأعداء.

لي رغبة كبيرة يا رفيقي أن أقرأ "أغنية حرب" أمام رفاقك الفلاحين وبحضورك،  

وأمام من يشبهونك إديولوجيا وطبقيا، 

"اغنية حرب" للمسرحي العالمي الكبير بيرتولد بريخت..

كتب كلماتها والحرب العالمية على الأبواب..

تقول في مقطعها الأخيرة:

ثم وقد صنعوا تلالا من دخيرة،

لم يجدوا حربا جيدة لها،

هناك بطبيعة الحال أناس كثار طيبون

سوف يخلقون لهم حربا من الهواء كالحواة،

وسوف يهتفون،

"هيا هيا انطلق إلى الجبهة يا ولدي العزيز،

هؤلاء الأوغاد يتهددون أرض اجدادك،

سر هيا يا بني سر، من أجل أمك من أجل اخواتك، 

سر في سبيل الله والوطن والملك"

ولا أدري ما الأكثر تعبيرا 

هل قول: صدق بريخت

أم قول: التاريخ يعيد نفسه، كمهزلة.

ومهما كان الحال، انت الحر،

والأحرار تصلبهم القيود..

الأحرار يحملون في قلوبهم الشوق لمستقبل جميل..

والأجمل في الأحرار انهم مستعدون لترك مستقبلهم جانبا حين توضع القضية على محمل المسؤولية.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق