انطلقت المسيرة من ساحة البرلمان في اتجاه وزارة التربية الوطنية، عبر فيها الأساتذة والأستاذات عن رفضهم المطلق " لنظام المآسي" الذي فرضه النظام في شخص وزارة التربية الوطنية قسرا وضدا على إرادة الشغيلة لتصفية المدرسة والوظيفة العموميتين والاجهاز التام على حقوق ومكتسبات موظفي التعليم. وكانت القضية الفلسطينية في قلب الفعل النضالي، باعتبار القضية الفلسطينية قضيتنا الوطنية، ونظرا لحرب الإبادة التي يمارسها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني اليوم. فكانت الأعلام الفلسطينية ترفرف عاليا محمولة من طرف الأساتذة والأستاذات، في دليل قوي لحضور القضية الفلسطسنية في قلوب وجدان الشعب المغربي، وامتزاج الدم الفلسطيني بالدم المغربي. وفي هذا السياق خرجت شغيلة التعليم لتعبر بصوت واحد عن رفضها الجماعي لهذا النظام الرجعي، نظام الاستغلال والعبودية والمطالبة بإسقاطه فورا والاستجابة لكافة المطالب العادلة والمشروعة لنساء ورجال التعليم، وإدانة في نفس الوقت لجريمة التقتيل لشعبنا الفلسطيني ولحرب الابادة في غزة. وقد ختمت هذه التظاهرة العارمة باعتصام جزئي من أمام وزارة التربية الوطنية.
إن معركة الكرامة التي تخوضها شغيلة التعليم اليوم هي ضد المخططات التي تستهدق ضرب مجانية التعليم والإجهاز على الحق في المدرسة والوظيفة العموميتين امتثالا لأوامر وتوجيهات المؤسسات المالية الإمبريالية (صندوق النقد الدولي ، البنك العالمي)، وباعتبار النظام القائم تلميذا نجيبا لمؤسسات النهب الدولي منذ ثمانينيات القرن الماضي أي بداية من سياسة التقويم الهيكلي سنة 1983، وصولا إلى اليوم، فإنه يسير بخطى سريعة لأجرأة وفرض كل هذه المخططات التصفوية المملاة عليه من طرف أسياده الإمبرياليين، وتصريف أزمته البنيوية وتنزبلها قسرا على كاهل أبناء الشعب المغربي عبر خوصصة و ثصفية كل القطاعات الاجتماعية وعلى رأسها التعليم والصحة.
إن معركة شغيلة التعليم اليوم متواصلة بكل إصرار وعزيمة والمجابهة أصبحت أكثر ضراوة ميدانيا وإعلاميا، وفي المقابل لازالت القيادات النقابية البيروقراطية بين الفينة والأخرى تسابق الزمن من أجل إحتواء وإطفاء نار المعركة عبر مساومتها الرخيصة والمعهودة مع النظام القائم ومتاجرتها بتضحيات الشغيلة من خلال جولات الحوارات "الماراطونية " المشبوهة لقتل وإجهاض أي نهوض أي تطور نوعي وسط الشغيلة قد يعصف بها و يسحب البساط من تحتها. واستكمالا على ذات الجريمة، اتفاق الخيانة والخنوع ليوم 14 يناير 2023 الذي وقعته ذات القيادات النقابية البيروقراطية مع وزارة التربية الوطنية ممثلة النظام، القاضي بتمرير نظام "المآسي" لدبح الشغيلة التعليمية من الوريد إلى الوريد، ها هي اليوم تحاول أن تظهر بمظهر الرفض لهذا النظام عبر وسائل الاعلام في خرجات بهلوانية من طرف بعض قيادييها لإخفاء معالم الجريمة المرتكبة في حق الشغيلة ومحاولة تزييف الحقائق، بعدما انكشفت عوراتهم أمام الشغيلة التعليمية وتكسرت رهاناتها أمام صخرة الواقع وذلك بالرد الميداني من طرف الشغيلة من خلال الإنتفاض والخروج للاحتجاج، والدخول في أشكال نضالية تصعيدية متنوعة غير مسبوقة ، إضرابات مع وقفات احتجاجية داخل المؤسسات، وقفات جهوية أمام المديريات والأكاديميات، إنزالات وطنية ممركزة بالرباط أمام البرلمان..
إن معركة الكرامة التي تخوضها شغيلة التعليم اليوم تجاوزت القيادات النقابية وكل الطروحات المهادنة ومعها وزارة التربية الوطنية على حد سواء، وتكسرت كل الرهانات التي كانت تعقدها هذه القيادات في حواراتها المشبوهة مع النظام من خلال تمرد رجال ونساء التعليم، وإجماعهم على وحدة النضال في مواجهة جبروت وزارة الترلية الوطنية وخروجهم للإنتفاض ضد "نظام المآسي" والمطالبة بإسقاطه والاستجابة لكافة الحقوق العادلة والمسروعة.
إن صمود الشغيلة التعليمية الميداني وإلتفافها حول المعركة، وتصليب "التنسيق الوطني"، وجعل شعار إسقاط نظام المآسي وتحقيق ملفنا المطلبي هما الهدف والبوصلة لمعركتنا في الشروط الراهنة، هو الجواب عن أي مناورة من مناورات النظام مع تجار العمل النقابي ومحترفي البيع لمكتسبات شعبنا في جميع حقول الصراع، لنسف المعركة، مثلما هو جار تحت يافطة "الحوار الاجتماعي" بين الشركاء في الجريمة، جريمة "التوافق على النظام الاساسي".
الشغيلة تقاوم و القيادات النقابية البيروقراطية تساوم
إنها لمعركةحتى النصر
عاشت نضالات الشغيلة التعليمية